مع انتشاره في جميع أنحاء العالم، يمكن أن يكون لفيروس كورونا وما يسببه من عزلة طويلة الأمد آثار جسيمة، ليست جسدية وحسب وإنما سيطول الجانب النفسي أيضا.
صحيفة الجارديان البريطانية أكدت أنه مع استمرار تفشي الفيروس، أصبح هناك الملايين من الأشخاص في الولايات المتحدة يلجؤون إلى الانقطاع عن المجتمع بشكل متزايد، إلى جانب شعور البعض بالانزعاج من العمل من المنزل، فضلا عن عدم قدرتهم على الذهاب إلى المطاعم أو دور السينما.
كما وجد الخبراء أن العزلة الاجتماعية يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الصحة العقلية وعلى المدى البعيد يمكن أن تزيد من خطر الوفاة المبكرة، ويظهر على الأشخاص الأكثر عزلة المزيد من الاضطراب المزمن.
جوليان هولت لونستاد، أستاذة علم النفس والأعصاب في جامعة بريغهام يونغ، قالت إن القلق الحاد يصطحب معه عدد من الأمراض المزمنة.
فيما أكد دهروف خولار، وهو طبيب وباحث في طب وايل كورنيل في نيويورك، أن الإصابة بالفيروس يمكن أن تسبب زيادة القلق والتوتر وقد تصل إلى الإصابة بالاكتئاب في غضون أيام.
وأكد عدد من الأطباء أن الفيروس يسبب زيادة التوتر والقلق، وخاصة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية، إضافة إلى أنه يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والحزن والغضب غير المبرر، فضلا عن أن بعض الأشخاص قد يجدون صعوبة في النوم أو التركيز إثر التوتر المبالغ فيه، إضافة إلى ازدياد الخوف من الاتصال بالآخرين، مع المعاناة من ارتفاع معدل ضربات القلب أو اضطراب المعدة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن الفيروس يوّلد التوتر المفرط، ومن ثَم نصحت الناس بتجنب مشاهدة أو قراءة أو الاستماع إلى الأخبار التي تولد مشاعر القلق أو التوتر، حيث أشار ستيفن باكلي، من مؤسسة Mind Mind الخيرية للصحة العقلية: "نحن نعلم أن فيروس كورونا يسبب التوتر والقلق للعديد من الناس ولذلك عليك أن تسيطر على تلك المشاعر السلبية قدر الإمكان.
وأضافت مؤسسة الصحة النفسية بأمريكا أنه بالرغم من أن هناك الكثيرين قد يلقوا حتفهم جراء الإصابة ببعض الأمراض المألوفة كالانفلونزا مثلا، غير أن فيروس كورونا المستجد سبب حالة من الهلع والذعر لمجرد سماع حالة وفاة في أي من دول العالم، ولذلك يؤكد الدكتور باروخ فيشهوف، الأستاذ في جامعة كارنيجي ميلون والخبير في الإدراك العام للمخاطر أننا نشعر بالقلق المفرط بشأن المخاطر الجديدة أكثر من المخاطر المألوفة.
وتابع أن أحد الأشياء التي تؤدي إلى نوبات الهلع هو القلق المفرط لأسباب لا أساس لها من الصحة، عند السماع بالأشخاص المصابين بفيروس كورونا، ولذا علينا أن نحد من القلق المسبب للعديد من المشاكل المبالغ فيها.
وبدأ توم كينيبورغ، مصمم الألعاب البالغ من العمر 33 عامًا في لندن، مواجهة نوبات الهلع بعد أن بدأ عدد من المسافرين يشعرون بالمرض في رحلة العودة من رحلة تزلج بالقرب من شمال إيطاليا.
وقال: "بدأت أشعر بالمرض قليلا، واتجهت إلى قراءة المقالات الإخبارية والتقارير عن انتشار الفيروس وهو ما جعلني أغرق في بحر من الخوف والقلق بعدما فرغت من القراءة؛ إذ شعرت بسعال شديد وألم في المعدة، وسرت قشعريرة في جسدي، مع عدم القدرة على التنفس".
وأكد أنه بدأ يشعر بالقلق من إصابته بالفيروس، ولكن الأعراض اختفت سريعا؛ إذ أنه وبعد التحدث مع صديق طبيب أدرك أنه يعاني من نوبات ذعر ليس أكثر.
وإليكم بعض النصائح للتخفيف من التأثير النفسي للفيروس، وفقا لما ذكره موقع أيريش تايمز:
1) كن بناءً، وفقًا لمدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدرول أدهانوم غيبريسوس، فإنه "من السهل إلقاء اللوم، ومن السهل التسييس، ومن الصعب معالجة المشكلة معًا وإيجاد الحلول معًا". ولذا لا بد أن تفكر فيما يمكنك فعله مع عائلتك ومجتمعك للمساعدة، كما يمكن أن تلعب المدارس والكنائس والمنظمات دورًا مهمًا.
2) انخرط في أنشطة صحية: مثل قراءة كتاب مفضل لديك أو مشاهدة فيلم مضحك أو الذهاب في نزهة في الهواء الطلق أو تعلم لغة أو مهارة جديدة.
3) احصل على معلوماتك من مصادر موثوقة لا تلجأ إلى الذعر والتهويل.
4) تعرض للأخبار في أوقات معينة من اليوم، وليس طوال اليوم، وابتعد عن سماع الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي.
5) اتبع الإرشادات الصحية مثل: طرق غسل اليدين، وتجنب لمس الوجه، والعطس والسعال في المناديل ثم التخلص منها، وتجنب المعانقة والمصافحة.
6) ابق في المنزل واتصل بطبيبك العام ولا تحضر إذا كنت تعاني من أعراض الإنفلونزا وضيق التنفس.