لم يتوقعوا أن تجمعهم العائلي على وجبة عشاء، سيدمر حياتهم، ويتسبب في حادثة مأساوية لهم، بعدما انتقل بينهم فيروس كورونا المستجد، ليزهق أرواح 3 ويصيب 4 آخرين، من أفراد أسرتهم القاطنة في ولاية نيو جيرسي الأمريكية.

فلم تكن تعلم المواطنة الأمريكية جرايس فوسكو، البالغة من العمر 73 عاما، أنها مصابة بفيروس كورونا عندما كانت تتناول العشاء مع أبناءها وأحفادها، وأنها من نقلت لهم العدوي وتسببت في وفاة ابنها وابنتها الكبرى قبل ساعات قليلة من وفاتها.

فبعد وفاتهم، مساء الأربعاء الماضي، أوضحت لجنة صحية أن الأم من حملت الفيروس في البداية، ومع الاختلاط في وقت تناول العشاء، الذي دعيت له في منزل ابنتها، الجمعة الماضية، نقلت لهم الوباء القاتل، ليودي بحياتها وأبناءها ويترك أحفادها في حالة حرجة.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الأم، التي توفيت بسبب الفيروس التاجي، رحلت دون أن تعلم أنها كانت السبب في وفاة أبناءها، الذين أصيبوا بالعدوى وتوفوا قبل فترة وجيزة من وفاتها.

وقال أحد الأقارب إن أربعة أطفال من أحفاد السيدة الأمريكية أصيبوا أيضا بفيروس كورونا، ونقلوا إلى المستشفى، ثلاثة منهم محتجزون في الرعاية المركزة، في حالة حرجة.

وأعرب أفراد العائلة عن حزنهم ووجعهم الشديد، فكتبت إحدى حفيدات السيدة الأمريكية، جابا جونجا، عبر موقع فيسبوك: "أمي هي واحدة من ضمن 11 أخ وأخت، ذهبت للنوم وأنا أملك 10 خالات وأعمام، استيقظت اليوم لأكتشفت أنني لم يبق لدي سوى 9 فقط، وقبل بضع دقائق بقى لدي 8 فقط، أرجوكم صلوا لبقية أفراد أسرتنا، فهم يواصلون القتال من أجل حياتهم".

في البداية توفيت ريتا فوسكو جاكسون، الابنة الكبرى للسيدة الأمريكية، والبالغة من العمر 55 عاما، في مدينة فري هولد، بولاية نيوجيرسي، وبعد ذلك بوقت قصير، لحقها أخيها كارمين فوسكو، القاطن في مدينة باث، بولاية بنسلفانيا الأمريكية، قبل أن تلحق بهم والدتهم.

وبعد وفاة السيدة الأمريكية وأولادها وإصابة أحفادها، تم حجز باقي أفراد العائلة، الذين يتجاوز عددهم 20 شخصا، لكي يخضعوا للحجر الصحي في منازلهم، ليعيشوا لحظات حزنهم على أحباءهم وأهلهم محبوسين داخل المنازل.

وشهدت الولايات المتحدة تزايدا في عدد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إذ وصلت أعداد الإصابات بحلول الخميس، إلى أكثر من 9 آلاف حالة، وعدد الوفيات إلى 150 حالة، فيما شهدت ولاية نيو جيرسي وحدها، إصابة أكثر من 427 حالة، ووفاة 5 حالات بسبب الفيروس، منهم السيدة الأمريكية وأبناءها.

ومع تزايد أعداد حالات الإصابة بالفيروس في الولايات المتحدة، الذي تشهده بشكل يومي، اضطر مسؤولي الرعاية الصحية والقادة السياسيين إلى اتخاذ خطوات لمنع الوباء من التفشي والانتشار.

وعن أسباب انتشار الوباء، كما حدث مع السيدة الأمريكية، قال الدكتور مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا: "هناك عاملان رئيسيان يغذيان تفشي الوباء: قدرة الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض على نشر الفيروس بسهولة، ومشاكل إجراء اختبارات المرض في الولايات المتحدة".

لذلك، يحث الخبراء الأمريكيون جميع المواطنين، حتى من لا يشعر بالمرض، بالابتعاد مسافة متر واحد على الأقل عن الآخرين، وتجنب التجمعات الاجتماعية.