كتب – روماني صبري
ناقش برنامج "بالتفاصيل" المذاع عبر فضائية "روسيا اليوم" أخر تداعيات (فيروس كورونا المستجد)، على اقتصاد الدول، وذلك بعدما تفشى الفيروس داخل عدد كبير من الدول، ما جعل الحكومة الروسية تقر إجراءات لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، كذلك المصرف الأوروبي أطلق برنامجا بقيمة 750 مليار يورو لدعم الاقتصاد .
العالم يواجه ركود اقتصادي حتمي
وقرأ مقدم البرنامج "محمد بن علي" تقريرا قال، انه أمام ارتفاع أعداد الوفيات والمصابين جراء انتشار وباء كورونا تستمر المؤشرات الاقتصادية في التراجع مع تأثر قطاعات اقتصادية واسعة بإجراءات فرض حظر التجوال وغلق الحدود.. قطاع النقل الجوي بدى الأكثر هشاشة ما دفع الاتحاد الدولي لتعجيل الحكومات بتقديم مساعدة مالية لشركات الطيران لمواجهة أزمة سيولة ناجمة عن تفشي الوباء، يأتي ذلك فيما كشفت بعض الحكومات عن إجراءات استثنائية تشمل تعويض المتضررين وتأجيل دفع الضرائب وصولا إلى التأميم لإنقاذ اقتصاداتها مما وصفه الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش" بركود حتمي وبمعدل قياسي.
السعودية حاليا تأثرت من جهتين
وقال دكتور محمد سرور الصبان، المستشار الاقتصادي والنفطي الدولي، من المملكة العربية السعودية، ما حذر منه الأمين العام للأمم المتحدة، كان واقعيا، فالنظام الاقتصادي العالمي بدأ يتأثر بشدة جراء انتشار هذا الفيروس، وحاولنا أن نقارب هذا التأثير بالانهيار الاقتصادي الكبير في 2008، فوجدناه تخطى أزمة 2008 الاقتصادية."
وتابع :" السعودية حاليا تأثرت من جهتين، الجهة الأولى هي التبعات الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا الذي عطل حركة الطيران وأغلق الحدود، وجعل المواطنين يلتزمون المنازل، كما هو الحال في البلاد الأوروبية."
موضحا :" الرياض ترأس هذه الفترة وهذا العام مجموعة العشرين، لذلك طالبت بعقد مؤتمر عبر الفيديو الأسبوع المقبل لقادة مجموعة العشرين، لبحث هذه المشكلة الرئيسية، كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك بن فهد بن عبد العزيز، كلمة للشعب السعودي، ذكر فيها إن البلاد تمر بأزمة وستتجاوزها في القريب."
وواصل :" وطالب عبد العزيز من الجميع التضامن والتعاون مع جهود الدولة الكبيرة لتفادي مزيدا من الضحايا وكذا تفادي مزيدا من المصابين، ولفت :" من الجهة الثانية تأثرت الرياض من أزمة البترول كونها من الدول الكبرى المصدرة له، حيث رأينا كيف انخفض الطلب العالمي على النفط، وبدأت أسعاره تتدهور بشكل كبير."
العالم تغير بعد كورونا
وبدوره أكد حسان القبي، أستاذ وباحث في الاقتصاد السياسي، انهيار النظام الاقتصادي العالمي، وتشكيل نظام عالمي جديد، ولفت :" العالم الذي كنا نعيش فيه قبل ظهور الفيروس لم يعد نفس العالم بعد تفشي هذا الوباء."
وواصل :" الحالة الوبائية مست كل القطاعات، من اصغر قطاع حتى اكبر القطاعات الصناعية مثل شركات صناعة الطائرات، النظام الرأسمالي الأمريكي تحدث عن 1000 آلف دولار لكل أسرة، يعني ذلك انه لم يعد هذا النظام متوحش، وثمة صبغة اجتماعية عند السياسيين ربما تكون مرتبطة بالانتخابات المقبلة."
موضحا :"تهاوت كل الأسواق في العالم، بما فيها أسواق النفط ، حتى المؤشر الوحيد الذي صمد في كل الأسواق وهو الذهب، بالأمس شهد انخفاضا هو الأخر، وشدد :" ثمة الآن حربا سياسية وأزمة دبلوماسية خطيرة بين واشنطن وبكين، فكل دولة تتهم الأخرى بأنها من نشرت فيروس كورونا."
إجراءات ضخمة ولكن
ورأى محي الدين قصار، الخبير الاقتصادي، إن الإجراءات الضخمة التي اتخذها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لإنقاذ اقتصاد بلاده من تبعات فيروس كورونا المستجد، أنها رغم ضخامتها إلا أنها لا تستطيع مجابهة الأزمة، وذلك بسبب أزمة الثقة بين الشعب الأمريكي والنظام."
ولفت :"شركات أمريكية كانت تمتلك معامل في الصين، أغلقتها كلها بعد أزمة الفيروس، ما عكس إن الولايات المتحدة تواجه انهيارا اقتصادي كارثيا هي الأخرى رغم إجراءات ترامب."