يعد حسين كمال من أبرز مخرجى السينما التقليدية التجارية في مصر، على نحو لا ينفى كونه مخرجاً مبدعاً وموهبة فنية كبيرة ذا بصمة فنية خاصة، تتوجه أفلامه للخاصة والعامة معا، فضلا عن تنوع قضاياه السينمائية ما بين الدراما النفسية والاستعراضية والسياسية والاجتماعية، لم يعمل حسين كمال في السينما منذ فيلمه (ديك البرابر) في ١٩٩٢ رغم وجود عدة مشاريع، لم تظهر إلى النور بسبب مشاكل إنتاجية.
ويحسب كمال على الجيل الوسط بالنسبة للمخرجين الذين قدموا الأغنية في السينما، وكمال مولود في السابع عشر من أغسطس ١٩٣٢ وبدأت ميوله الفنية تظهر منذ الصغر، بعد أن تعود على الذهاب إلى السينما مع أسرته، وفى مراهقته اهتم بالسينما والموسيقى، وحاول بعد تخرجه في المدرسة دراسة السينما، إلا أن والده أجبره على دراسة التجارة، وبعد حصوله على دبلوم التجارة المتوسطة من مدرسة الفرير سافر إلى باريس والتحق بالمعهد العالى للسينما (الأديك)، لدراسة الإخراج، حيث تخرج فيه عام ١٩٥٤ إلى أن تم افتتاح التليفزيون عام ١٩٦٠، فقدم أوراقه واجتاز امتحان القبول بتفوق، وسافر في بعثة تدريبية إلى إيطاليا.
وعاد ليعمل مخرجاً للبرامج منها (مجلة الشباب، مشاكل وآراء) ثم أخرج تمثيليات تليفزيونية منها (الخط ورايا ورايا) و(البديلة) و(لمن تحيا) و(رنين) التي فازت بالجائزة الأولى في مسابقة بالتليفزيون في ١٩٦٣، ثم تمثيلية (كلنا إخوة) و(الفخ) وغيرهما، وكان من أهم أعماله التليفزيونية فيلم (المنعطف) عن قصة لنجيب محفوظ، وفاز بالجائزة الأولى للدراما عنه في مهرجان التليفزيون ١٩٦٤ ولما اضطلعت مؤسسة السينما بدورها في مجال الإنتاج السينمائى، فتحت الطريق أمام المخرجين الشباب، حيث كانت فرصة حسين كمال بإخراج أول أفلامه (المستحيل) من خلال القطاع العام، ثم فيلمه الثانى (البوسطجى) عن قصة يحيى حقى (دماء وطين)، ثم فيلم (شىء من الخوف).
وبشرت هذه الأفلام بظهور مخرج كبير نجح في تقديم سينما هادفة ذات تقنية عالية، إلى أن حدث نكوص في مسيرة هذا المخرج بتقديمه أفلاما تجارية اعتمدت على الاستعراض والإثارة وأولها فيلم (أبى فوق الشجرة)، فقد اختار بهذا الفيلم السير في تيار السينما التجارية، وآثر أن يكون مخرج شباك، إلى أن توفى «زي النهارده» في ٢٤ مارس ٢٠٠٣.