«قضيت 4 أيام فى رعب ووحدة بقسم العزل بمستشفى الصدر بالمنصورة حتى جاءت التحاليل سلبية، حسيت إن روحى رجعتلى لكن للأسف الناس نبذتنا».. بهذه الكلمات وصفت دينا محمد عبد العزيز، 26 سنة، من قرية بدين، التابعة لمركز المنصورة، وجودها فى العزل بعد اشتباه إصابتها بالكورونا، بسبب مخالطتها لزوجها المصاب بالفيروس وكيفية تعامل الناس معها بعد عودتها وانتشار خبر إصابة زوجها. وفور عودتها لمنزلها بالقرية، انطلقت الزغاريد معلنة سلامة زوجة الابن، من الفيروس اللعين، خاصة بعد معاناة الأسرة من العزل الإجبارى، ونظرة الشك والخوف من أهالى القرية منذ ذهاب الابن وزوجته للعزل.
وأضافت دينا، أن زوجها «محمد يوسف»، رجع من إيطاليا أول مارس و«كان تعبان وعنده حساسية صدرية وأخذ دور برد واضطر بعد 3 أيام يرجع إيطاليا بسبب مشاكل فى شغله قبل أن يكمل علاجه وهناك تعب أكثر بسبب إهمال العلاج، ويوم 14 مارس رجع مصر ووصل البلد وعزل نفسه فى غرفة، خوفا من إصابته بالكورونا، وكان خايف على أمه وأبوه لأنهم كبار فى السن». ولكن أنا اللى كنت بخالط زوجى وأقعد معاه، أخدونى العزل بمستشفى الصدر بالمنصورة، وقضيت 4 أيام فى حالة رعب، على أولادى وأسرتى كلها».
وعن العزل قالت: «أول يوم كنت بمفردى فى العزل، وهوعنبر كبير فيه سراير بعيدة عن بعضها، وحضر شخص لأخذ مسحات من الفم والأنف وعلموا تحاليل وقالوا كويسة، لكن لازم ننتظر نتيجة المسحات وكانوا بيعطونى أدوية ومحاليل لأن كان عندى احتقان فى الحلق».
وأضافت: «ثانى يوم وصل حالتين اتحجزوا معايا على مسافات بعيدة عنى، ومش بنتكلم ولا بنتعامل، وكنت خائفة أكون كويسة وأتعدى منهم، أو العكس، كل واحدة فينا خدت حذرها من الآخرين، وكل يوم الصبح الأطباء يمروا علينا وهم معقمون، وبيطمنوا على درجة الحرارة وعلى حالتنا وكانوا بيضحكوا معنا ويطمنونا إننا هنبقى كويسين، والحقيقة التعامل فى المستشفى كان محترم جدا والكل بيعاملنا كويس، لكن الخوف كان جوانا على حياتنا وعلى أولادنا وأهالينا». وعن ظهور نتيجة المسحة قالت: الحمد لله بعد 4 أيام من العزل جاءت النتيجة سلبية وساعتها فقط حسيت إن روحى رجعت لى وإن ممكن أعيش طبيعى وهرجع لبيتى وعيالى، ولكن للأسف وجدت إن عيلتنا أصبحت من المنبوذين وأهل البلد خائفين منى ومن البيت كله علشان زوجى كان إيجابى وتم عزله فى المستشفى».
وأضافت: «مش هنقدر ننسى إن الناس كانت قاسية علينا أوى، لكن رحمة ربنا بنا هونت علينا كلنا والحمد لله زوجى بخير وبيتحسن فى العزل وكل يوم بتكلم معه كثير وكل المهتمين بيسألوا عليه وبيكلموه وبيقول إن الوضع فى العزل محترم جدا والناس هناك مهتمين جدا وبياخد أدوية بانتظام علشان الحساسية وأخذوا منه مسحة مرة ثانية علشان يحللوها، لكن النتيجة لم تظهر وإنشاء الله هيرجع بعد 14 يوم أفضل من الأول»، مشيرة إلى أن قلة من شباب القرية وإمام المسجد حضروا لزيارتها بعد عودتها من المستشفى».