الرئيس و البابا ..... ما المستقبل؟
بقلم : د. ممدوح حليم
حاجة غريبة... عادة ما تنتهي حقبة رئيس مصر وبابا الكنيسة في وقت متقارب، رحل الرئيس عبد الناصر وبعده ب 9 شهور رحل البابا كيرلس، سقط نظام مبارك وبعده ب 13 شهر رحل البابا شنوده، وها مصر تستعد لاستقبال رئيس جمهورية وبابا جديدين خلال الشهور الثلاثة القادمة، لكن ما هي قراءة المستقبل؟
المؤكد أن عصر الزعامات قد انتهى على المستويين الرئاسي والكنسي. أما الرئيس فسيأتي ضعيفا ً غير مسنود من الجيش إذ في الغالب لن يكون ذا خلفية عسكرية، كما أن الداخلية سقطت وترنحت ومن ثم لن تكون معه الأجهزة الأمنية التي ترصد له دبة النملة، كما أن مجلس الشعب قد يعاكسه خلافا ً لما كان في الماضي. سيكون ذا صلاحيات محدودة إذا طبق النظام البرلماني الرئاسي، كما أنه في الغالب لن يمكث أكثر من فترة واحدة الأمر الذي سيجعله يحاول تقضيتها بالطول أو بالعرض ولا داعي للمشاكل والتصادمات.
وعلى المستوى الكنسي، لن يأتي بابا بحجم البابا كيرلس والبابا شنوده اللذين كانا معلمين وآباء لكثير من الأساقفة والقيادات الكنسية ولم يكن من السهل معارضتهما لأسباب كثيرة.
إن الأجيال قد تغيرت، وكما انهارت السلطة الأبوية في البيت والمدرسة والدولة فإنه من المنطقي أن يمتد ذلك بدرجة ما للكنيسة، الأجيال الجديدة ليس من السهل خضوعها وإخضاعها، ومن ثم فإن استخدام السلطة والتلويح بها لن ينفع أحدا ً.
إنني أفضل الرئيس والبابا غير الزعيم ، لأنه أقدر على العمل الجماعي والاعتماد على الآخرين، والعمل الجماعي أقوى وأكثر استقرارا ً، انظر إلى رئيس أمريكا المحاط بوزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ورئيس الاستخبارات وغيره من المؤسسات التي يمشي كلامها إلزاميا ً، إنه كبير طاقم القيادة دون أن يلغي من حوله، أما القيادات في مصر فتعتبر من حولها مجرد مستشارين.
وأخيرا ً نرجو من الله أن يدبر رئيس وبابا لمصر يقودانها للأمام من أجل شعب مصر الطيب العريق.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :