د. مينا ملاك عازر
في الوقت الذي يؤكد فيه وزير داخلية التشيك بأنه فعلا قد تم الاستيلاء على طائرة المعونات التي طارت من الصين حيث ظهر الفايروس القاتل "كورونا" لأول مرة لتحط بحسب الخطة الموضع لها في روما لمعونة ونجدة الحكومة الإيطالية على ما ابتلاها به الله وعقابها الطبيعي على تراخيها وتوانيها، وعقاب شعبها على إهمالهم واستهتارهم بالمرض الفتاك ذاك، وذلك بأطقم طبية ممرنة وقرابة الست مئة ألف ماسك طبي وأجهزة تنفس صناعي، تعلن الحكومة التونسية أنه تم سرقة واستيلاء على سفينة محملة بالكحول الطبي، والطبي هنا تفسر لنا سر الاستيلاء على السفينة المذكورة، فهو كحول مهدف موجه للكفاح ولمواجهة كورونا لعون الإنسان على تطهير المحيط به وأيديه للوقاية من هذا المرض المدمر لم يعلن أحد عن مسؤوليته على الاستيلاء على السفينة، لكنك وإن كنت لا تستطيع تخمين السارق تستطيع أن تتوقع بشكل قطعي أن المسؤول هي دولة ترفع شعار يا روح ما بعدك روح، ذات الشعار الذي رفعه التشيك في جراءة منقطعة النظير.
مهلا صديقي القارئ، هذا شعار حقيقي ترفعه الدولة أو الدولتين اللتان استولتا على الطائرة والسفينة، لكن السؤال هنا، أين التكاتف؟ أين المنظمات العالمية التي تكونت لدعم العالم بعضه لبعض؟ آه بمناسبة المنظمات العالمية لا يفوتنا أن أشير أن أحدى المنظمات الأوربية رفضت طلباً لإحدى الدول الأوربية بالمعونة، وقالت أنه ربما لا يكفي الدول المجاورة المخزون والاحتياطي الطبي الذي قد تحتاجه لمواجهة الفايروس متى تفشى عندهم.
يا روح ما بعدك روح ولا تحدثني عن التكاتف والتعاون المنشود بين الدول، فالدول قد تغيبت عما قامت به مصر، نحن فقط من تحلينا بالشهامة حين أرسلنا معونات طبية للصين، وارسلنا وزيرة صحتنا لهناك، حتى هذا الموقف لم نعد نفعله مع إيطاليا التي تفوقت على الصين في أرقام الوفيات والاضرار التي لحقت بها، كذلك اسبانيا وقبل كتابة هذه السطور قد تفوق عدد الوفيات بها العدد الذي تلقته الصين.
كان مفترض أن العالم يتعلم من الصين، ويدرك خطورة الموقف لكن التمسك بمثاليات كاذبة، وأفكار قد نخرج من أزمتنا الفيروسية هذه متخليين عنها، من شاكلة العولمة والعالم قرية صغيرة وما شابه، فالكل كشف عن وجهه الحقيقي، ولم يعد هناك ما يعدو أبدا لأن يتعاون، فالمرض يكاد يطول الجميع، لا يوجد من هو محصن، المرض أصاب أمير موناكو وهدد مستشارة المانيا إنجيلا ميركل، وأصاب ولي العهد البريطاني شارل وكاد يصيب ترامب ونائبه وأصاب رئيس وزراء اسبانيا وزوجته، وزوجة رئيس وزراء كندا وغيرهم كثيرون، ناهيك عن الإصابات بالجملة التي ألمت بفريق قادة إيران.
المختصر المفيد العالم قبل كورونا حاجة، وبعدها حاجة تانية خالص بس، تعدي الغمة.