كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
ترأس البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية السابع والسبعين،صلاة الابانا تزامنا مع صلاة قداسة البابا فرنسيس التي دعا إليها لمواجهة "أيام المحنة" التي ترعب البشرية بتهديد وباء كورونا"، ومساء واصل غبطته تلاوة صلاة المسبحة الوردية على نيّة لبنان وللقضاء على وباء كورونا، وذلك في كنيسة الصرح البطريركي في بكركي وعبر وسائل التواصل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب المكتب الإعلامي للكنيسة عبر "فيسبوك"، في مستهلّ صلاة هذه الليلة، ألقى غبطته تأملاً روحياً، جاء فيه:
" نرفع صلاتنا مساء هذا اليوم بصوت واحد الى الله ، وكما صلّينا مع قداسة البابا في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً في كل أنحاء العالم صلاة الأبانا ملتمسين رحمة الرب وحنانه بشفاعة أمنا مريم العذراء سيّدة البشارة في يوم عيدها، نلتمس مجدّداً رحمة الله التي هي أكبر من كل الصعوبات. لذا نحن جميعاً مدعوون إلى تغيير نمط حياتنا، تماماً كما غيّر فيروس كورونا عاداتنا ويوميّاتنا، فنحن بالتالي مدعوّين إلى العودة إلى الله. فمع عجز الطب عن إيجاد علاج ودواء لهذا الوباء الذي يستمرّ في الانتشار في لبنان والعالم، يبقى أملنا الوحيد هو الله، طبيب البشرية، وعلى هذه النيّة نصلي.
نحن مدعوون إلى تغيير نمط الحياة. فكل شيء تغيّر، وعلينا ان نتعلّم من كل ما يحصل، والا نعتبره شيئًا عابرًا. فلنعتبر ان ما يحصل هو هزّة كبرى ومناسبة لدعوة كل إنسان لكي يعود إلى نفسه والى الله الطبيب الأزلي بروح التوبة وبطيّ صفحة الماضي في عائلاتنا ومجتمعاتنا ووطننا، فلا يمكننا بعد انتهاء هذه الأزمة أن نعود إلى نمط حياتنا القديم، بل يجب أن نغيّر حياتنا الروحيّة نحو الأفضل تجاوباً مع رحمة الله علينا."
وختم غبطته : "اليوم رفع المسيحيون والمسلمون، الصلاة من أجل أمنا مريم العذراء التي يكرمها المسلمون أيضاً، فهي الأم السماوية التي نوجّه اليها صلاتنا وتضرعاتنا، ونكرّس ذواتنا لله بشفاعتها، ونتأمل اليوم أسرار الفرح المرتبطة بالتبشير الملائكي الذي كان بشرى وخلاص للبشرية والعالم، وكما كرّست مريم نفسها لله وللمخلص الفادي المولود منها، نجدد نحن أيضاً تكريسنا الذي تجلّى في سر المعمودية، وفي سرّ الكهنوت والأسقفية لدى البعض أيضاً، ونكرّس لبنان والعالم لقلب مريم المحبّ، هي التي ظهرت في فاطيما بمليء قلبها المشعّ بالحب والحنان للبشرية جمعاء. ونصلي من أجل شفاء من أصيب بفيروس كورونا، ومن أجل الحدّ من انتشار الوباء والإسراع في إيجاد الدواء الناجع" ومعهم نذكر كل المتألمين والمرضى وكل الإرادات الطيبة التي تساهم في تخفيف الأعباء عن كاهل المعوزين والفقراء والمحتاجين.