سليمان شفيق
عقدت مجموعة العشرين التي تتولى السعودية حاليا رئاستها الدورية، اجتماعا أمس الثلاثاء عبر الفيديو من أجل "النهوض باستجابة عالمية منسقة بشأن جائحة كوفيد-19"،. وقالت الرياض إن وزراء المالية وحكام المصارف المركزية في دول مجموعة العشرين، التي تتولى السعودية حاليا رئاستها الدورية، وأفادت الرئاسة السعودية للمجموعة التي تضمّ أكبر اقتصادات العالم بأنه "انعقد برئاسة المملكة العربية السعودية لمجموعة العشرين الاجتماع الثاني الافتراضي لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية بمجموعة العشرين يوم الثلاثاء".
وتضمن بيان الرئاسة السعودية أن الهدف من هذا الاجتماع هو "النهوض باستجابة عالمية منسّقة بشأن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) وآثارها البشرية والاقتصادية" و"متابعة نتائج القمة الافتراضية لقادة مجموعة العشرين التي عُقدت في 26 مارس 2020، والمضي قدما في تنفيذ الإجراءات المتّفق عليها بفعالية وفي الوقت المناسب".
وكان قادة دول المجموعة قد تعهّدوا الخميس الفائت خلال قمّة طارئة عبر الفيديو بالتزامهم مواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجدّ بجبهة موحدة وضخ 5 تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي للحدّ من تبعات الإجراءات المتّخذة لاحتواء الوباء، في وقت يلوح فيه في الأفق شبح ركود اقتصادي عالمي.
وكان الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب قد اتفقا خلال محادثة هاتفية الإثنين على "العمل بشكل وثيق خلال قمة مجموعة العشرين"
لمكافحة وباء كوفيد-19 ومعالجة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن إجراءات الحجر الصحّي والتباعد الاجتماعي ومنع السفر التي اتّخذت للحدّ من تفّشي الوباء.
وكان مصدر صيني أفاد أنّه من أصل الخمسة آلاف مليار دولار التي تعهّدت بها مجموعة العشرين، فقد أخذت بكين على عاتقها ضخّ مبلغ 344 مليار دولار، تشكّل الإجراءات الضريبية القسم الأكبر منه.
من جانبه اقترح الرئيس الروسي خلال قمة الرياض الافتراضية تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على العديد من الدول، ومن بينها بلاده التي يرزح اقتصادها منذ 2014 تحت عقوبات غربية بسبب النزاع في أوكرانيا. وزادت من وطأة هذه العقوبات الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة عن كوفيد-19 وانهيار أسعار النفط بسبب حرب الأسعار الدائرة بين موسكو والرياض.
تضامن عالمي وقع عربي :
في وقت تتضافر فيه جهود الدول الغربية من أجل وضع حد لانتشار فيروس كورونا الذي أودى بحياة الآلاف عبر العالم، تسعى بعض الأنظمة العربية إلى استغلال هذا الوباء لتضييق الخناق أكثر على الحريات العامة والفردية، فيما رفضت معظمها إطلاق سراح معتقلي الرأي بالرغم من المخاطر الصحية التي يواجهونها داخل سجون مكتظة.
وهل استغلت أيضا العدالة الجزائرية أزمة كوفيد-19 لترمي بالصحافي المستقل خالد درارني في الحبس الموقت وتحكم على كريم طابو، أحد وجوه الحراك البارزة، بالسجن سنة نافذة علما بأنها كانت قررت في البداية إطلاق سراحه في 26 من شهر مارس الحالي؟
فبالنسبة لمكتب منظمة العفو الدولية في الجزائر والذي طالب بإطلاق سراح جميع معتقلي الرأي، النظام يحاول استغلال أزمة فيروس كورونا لفرض قبضته على المجتمع المدني والإعلامي.
وفي بيان صحفي، قالت المنظمة "في الوقت الذي ينتشر فيه فيروس كوفيد-19 وتنظر الحكومات في جميع أنحاء العالم في الإفراج المبكر عن السجناء، يجب على
السلطات الجزائرية الإفراج فورا عن جميع أولئك المسجونين لمجرد ممارستهم السلمية لحقوقهم".
وواصلت "كما يجب أن تنظر الحكومة الجزائرية بشكل عاجل في الإفراج عن السجناء الآخرين وخاصة المحتجزين احتياطيا، وأولئك الذين قد يكونون أشد عرضة للإصابة بفيروس كورونا وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية صحة كافة السجناء".
لكن السلطات الجزائرية لم تستجب لهذه الدعوة، بل قامت أيضا باعتقال الصحافي المستقل خالد درارني ووضعته رهن الحبس الاحتياطي. ونددت جمعية "مراسلون بلا حدود" التي تدافع عن حرية الصحافة بـ"الاستخدام المخجل من جانب النظام الجزائري لكوفيد-19 لتصفية حساباته مع الصحافة الحرة والمستقلة"
وفي لبنان المجاور، قامت قوات الأمن السبت الماضي بتفكيك خيم المعتصمين في ساحة الشهداء وسط بيروت في عز تدابير "حالة التعبئة الصحية" و"حظر التجول الذاتي" التي أعلنها رئيس الحكومة حسان دياب.
من ناحيته، تساءل الناشط الكويتي أنور الرشيد على "تويتر" قائلا "في مواجهة هذا الوباء، ألم يحن الوقت لإطلاق سراح سجناء الرأي؟ فهل ستستجيب السلطات؟
وفي مصر افرجت السلطات عن خمسة عشر سجينا من السجناء السياسيين وجاري فحص الكثير من الملفات للافراج عن اخرين مع ازدياد الاهتمام بالتعقيم في السجون المصرية .
القمع الاسرائيلي :
وفي الدول غير العربية وبالتحديد في إسرائيل، أثار قرار بنيامين نتانياهو والقاضي بالسماح للأمن الداخلي "الشباك" بالتنصت على الناس وجمع بياناتهم من أجل مكافحة وباء كورونا جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية.
وقال عالم الأنثروبولوجيا الإسرائيلي يوفال نوح هراري في افتتاحية نشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" إن "الوباء يمكن أن يمثل نقطة تحول" لأن "استخدام أدوات المراقبة الضخمة يعرض المواطنين لمزيد من السيطرة".
كما تخشي الدوائر الصحية الفلسطينية من انتقال وباء كورونا علي الاسري والمعتقلين في السجون الاسرائيلية .