الأقباط متحدون | من كل اتجاه تهب الرياح من كل اتجاه .. هكذا أفكر أنا
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٤٧ | الاربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٢ | ١٩برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

من كل اتجاه تهب الرياح من كل اتجاه .. هكذا أفكر أنا

الاربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم : إدوارد فيلبس جرجس

إرادة الله فوق كل إرادة ، ولا يمكننا كبشر مجرد التفكير في الإعتراض عليها ، وحتى لو فكرنا فهو نوع من انكماش العقل إلى درجة التلاشي ، إرادة الله أن يرحل قداسة البابا شنودة الثالث في هذا الوقت العصيب من تاريخ مصر ، ولا اعتراض ، لكن من حقنا كبشر أن تصمت عيوننا وتتحجر الدموع ، وتتحول القلوب إلى أجراس حزينة تعلن دقاتها الحداد على رجل أحب مصر فأحبته مصر ، أحب كل أولادها فأحبه كل أولادها ، عبر عما يختلج به قلبه من خلجات الأبن البار نحو أمه بمقولته الشهيرة " مصر وطن يعيش فينا ، وليس وطناً نعيش فيه " .

 

قداسة البابا شنودة جلس على كرسي البابوية لمدة تزيد على أربعة عقود ، وبكل قامته الروحية ، عندما كان يتحدث أو يعظ فيى أمور دينية ، كان يتحدث ببساطة تامة وبلغة يفهمها حتى الأطفال ، البساطة النابعة من إيمان قوي بأن الأديان التي تدعونا لمعرفة الله والإقتراب منه ، لا تحتاج للتعقيد ولا الوعيد أو التهديد ، معظم عظاته وكلماته كانت تدور حول كيف يعيش الإنسان في المجتمع ويتعامل معه وفي نفس الوقت لا يبتعد عن الله ، فجاءت مقبولة بالنسبة للجميع ، وقربت إليه القلوب . روحانيات قداسة البابا لا تحتاج إلى كتابة ولا توضيح فهي تعلن عن نفسها مع كل لفتتة منه . لكن ما يريحني هو أن أكتب عن الشاب الجامعي " نظير جيد " والضابط بالقوات المسلحة ، والراهب الذي ترك العالم الذي كان يمكن أن ينبغ فيه بكل ما يمتلكه

 

من مواهب وفضل حياة العزلة ، مبتعداً عن المباهج الدنيوية مفضلاً عليها مباهج الإقتراب من الله في خلوة لا ينغصها شيء ، لكنه لم يعترض عندما اختاره قداسة البابا كيرلس السادس كسكرتير له ، عملاً بالمقولة " على ابن الطاعة تحل البركة " ، أحب أن أكتب عن الشاعر وقصائده الموزونة ببحور الشعر ، والكاتب القدير ، وصاحب المقال الأسبوعي في جريدة الأهرام ، وصاحب النكتة والقفشة ببديهة متيقظة لآخر لحظة ، وصاحب الإبتسامة والضحكة الطفولية التي تكشف عن صفاء النفس والقلب معاً ، أذكر أن أحد الصعايده أراد أن يمتدحه فقال له بلهجته الصعيدية " أنت جاموس ياقداسة البابا " وكان يقصد أن البابا قاموس في المعرفة ، وببديهة حاضرة ضحك قداسة البابا ورد عليه بنفس اللهجة الصعيدية " بس الرك على العجول اللي تفهم " ويقصد بها هذا يتوقف على العقول اللي تفهم ، بساطته مع الجميع تُْشْعِر كل من يقترب منه حتى ولو كانت للمرة الأولى أنه يعرفه منذ فترة طويلة ،

 

وتبارى الإعلاميون في إجراء الحوارات معه التي لها كان لها طابعها المميز ، كان يتمتع بذاكرة قوية جداً ، أندهش عندما كان يطلب منه إلقاء قصيدة من قصائدة ويقولها كاملة بالرغم من مرور فترة زمنية طويلة عليها ، فضلت ألا تأخذني كلمات الحزن ، لكن حقيقي أنعي وأرثي نفسي لأنني سأحرم من هذا الوجه الجميل بحبه ولقائه الأسبوعي الذي كنت انتظره عبر النت ، قداسة البابا شنوده سكن قلوب الجميع ولن يقدر الرحيل على إخراجه منها




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :