طبيب جزائري : سيناريو تفشي الفيروس في المنطقة العربية سيكون كارثي و مخيف
كتب – أحمد المختار
تتخذ العديد من الدول العربية ، إجراءاتٍ احترازية ، لمنع تفشي و انتشار فيروس " كورونا " المُستجد داخل أراضيها ، إلا إن الدول الأكثر فقراً ، و التي تشهد إضطراباتً ، تُعاني غالباً من أنظمة صحية هشة ، حيث عجزوا عن الكشف علي الإصابات أو حتي استيعابها في المستشفيات .
و في هذا الشأن ، ناقش الإعلامي " مهند الخطيب " في برنامج " غرفة الأخبار " علي شاشة " سكاي نيوز عربية " ، مع عددٍ من الضيوف ، و منهم :
الطبيب المختص في الصحة العامة " محمد قماري " من " الجزائر " ، و الذي قال : " الحديث عن أقطار الدول العربية ، ينبغي تناوله بالمفرد و ليس بالمجمل ، فلكل قطر خصوصياته ، و هناك أكثر من مستوي للنظر و التحليل ، فبعض الدول الصغيرة في المساحة و عدد سكانها قليل ، يكون السبيل الأجدي لها هو إجراء الاستقصاء الشامل ، لربما لبعض مئات الآلاف الساكنة فيها ، و قد تكون تلك الدول نموذجاً للخروج من نطاق الإجراءات المشددة مثل الحظر و الحجر الصحي ، مثل نموذج دولة " تايوان " الذي خرج من الأزمة إلي حدٍ ما " .
كثافة السكان
و تابع : " أما بالنسبة للدول التي تتسع مساحتها ، و توجد بها كثافات سكانية ، يتم النظر إليها أنها تلجأ إلي الاستقصاء في الجهات التي لم تتفاقم فيها الأرقام ، فنحن و بحسب البيانات الرسمية ، نتحدث عن أقل من " 4000 " إصابة و " 300 " وفاة ، و هذه أرقام مطمئنة في الحقيقة " .
الأرقام مخادعة
و أكمل : " نحن لا نعلم أين نكون في مرحلة وبائية الآن ، لذلك الارقام مخادعة ، فالمرض ليس آمن ، ولا قدر الله لا نعلم متي تنفجر الأمور ، و رغم أن الأرقام مطمئنة ، لكنها قد تكون خادعة ، فالإجراءات التي أتخذت هي إجراءات فيها بعض التأخر في العديد من البلدان ، و كان من الأجدر اتخاذ إجراءات أسرع علي الاقل في الأماكن الأولية التي قد يظهر فيها الوباء ، مثل الرحلات القادمة من الدول الأوروبية ، و أن تكون الإجراءات أسرع ، بحظر تلك الرحلات ، و منع الالتقاء ، لكن مع ذلك ففيروس كورونا علمنا أموراً مأساوية غير معروفة في مجال الطب و الصحة و المستشفيات " .
توابع كورونا
و استطرد : " فيروس كورونا له توابع اجتماعية و سياسية و اقتصادية ، مبيناً أن تشديد إجراءات الحجر علي بعض التجمعات التي تشهد كثافات سكانية هي غير واقعية ، التي تعيش يوماً بيوم ، فكورونا ليست لها جانب طبي فقط ، و إنما جعلت الكثير من الأنظمة السياسية من اتخاذ إجراءات أكثر سلاسة بدلاً من المشددة ، كما وقع في أوروبا و أمريكا " .
و أضاف : " هناك مؤشر لا قدر الله ، قد يحيلنا إلي مدي استعدادات الأطقم الطبية في العناية المركزة ، و هو وضع مؤسف و مخيف ، حيث إن النسبة العالمية في الدخول إلي المستشفيات في دول الشمال ، هي " 15 % " ، و يدخل منهم " 5 إلي 6 % " في الرعاية المركزة ، فهذا السيناريو مخيف جداً ، نظراً لنقص أجهزة التنفس و الأطقم الطبية المدربة ، و غرف العناية النظيفة ، و بالنظر إلي العالم العربي لا نريد أن نصل إليه "
من جهته ، قال " حسن أبو طالب " مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية ، من " القاهرة " : " الحديث عن منظومة عربية مطلقة ، من الصعب القول بهذا ، لكن هناك بعض القواسم المشتركة ، مثل البلدان الكبيرة التي شهدت إصابات مبكرة بالفيروس ، اتخذت مجموعة من الإجراءات المتشابهة ، و التي تدخل ضمن توصيات منظمة الصحة العالمية ، علي سبيل المثال " الأردن " قامت باحتجاز العائدين من الخارج ، و عزل عدد كبير من المواطنين ، و فعلت ذلك أيضاً " مصر – الإمارات – السعودية – تونس – الجزائر – المغرب " .
الفروقات
و تابع : " هناك قواسم مشتركة ، لكن هناك فروقات بين الدول العربية ، و منها حجم السكان ، و الإمكانيات الطبية المتوفرة لدي كل دولة ، و أيضاً مدي الاستعدادات الفعلية بين الدولة و الأخري " .
وزارة الصحة المصرية
و أوضح : " وزارة الصحة تحدثت حول معدل الإصابات في مصر ، و ربطته بمعدل إلي كل " مليون نسمة " ، فهو لا يزيد عن " 0.6 % " ، و هو أقل بكثير ، وفقاً للإحصاءات الرسمية بالمقارنة مع الدول الأوروبية ، مؤكداً أن تلك الفروقات ترجع بالأساس إلي حجم السكان ، و الجدول الزمني ، التي اتبعته كل دولة علي حدة ، مثل إجراءات منع التجمعات و العزل ، و إغلاق المدارس و أماكن الترفيه ، مبيناً أن هناك قاسماً مشتركاً ألا و هو قيام مجموعة صغيرة في كل دولة بكسر أوامر الحظر ، و عدم التجاوب مع الأوامر من الجهات الحكومية ، بالالتزام بالتواجد في المنازل لساعات معينة ، أو عدم النزول في الساعات المسموح لها في النزول ، و هذا الأمر كان مثيراً للغاية ، و تم اتخاذ إجراءات شديدة للغاية " .
بداية المواجهة
و أكمل : " من الصعب أن نقول بأن كل الدول العربية في نفس المستوي ، من مراحل المواجهة و تفشي المرض ، رغم تأكيدات مسئولي الصحة في مصر ، أن معدلات الإصابة باتت مقلقلة ، و اقتربنا من الـ " 1000 " إصابة ، و بالتالي ستزداد الأعداد في غضون 3 أيام بمتوالية هندسية ، و بالتالي نحن في المرحلة الحرجة بين التفشي و الاطمئنان النسبي " .
الدول المضطربة
و أضاف : " هناك بلدان مثل سوريا و اليمن و ليبيا و أيضاً العراق " ، لا توجد لديها سلطات طبية و صحية عامة ، فالوضع الحكومي مقيد و محاصر ، أما علي الناحية الأخري في البلدان المستقرة هناك إمكانيات للتقصي و الاختبار ، و لذلك لا بد أن توضع تلك الأمور في الاعتبار ، إضافةً إلي عدد السكان و المساحة الجغرافية و كيف تدار الأزمة " .
و اختتم : " نأمل ألا نصل إلي حالة التفشي ، لأنها ستؤدي إلي وضع صحي سلبي ، فضلاً عن التأثيرات الاقتصادية " .