الأقباط متحدون | ماذا يعني اتّهام «الإخوان» بالتآمر على أنظمة الخليج؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٠٠ | الاربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٢ | ١٩برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ماذا يعني اتّهام «الإخوان» بالتآمر على أنظمة الخليج؟

www.aljoumhouria.com -طوني عيسى | الاربعاء ٢٨ مارس ٢٠١٢ - ٢٥: ٠٩ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

إنفجر الصراع بين الإمارات و»الإخوان المسلمين». وأعلن قائد شرطة دبي الفريق ضاحي الخلفان أنّ هذا التنظيم يمتلك خطّة للسيطرة على الخليج خلال 3 سنوات. الخطّة تبدأ بالكويت في العام 2013، وتنتهي بجعل ملوك الخليج «يملكون ولا يحكمون» في حدود العام 2016.


إنّه خبر سارّ للأنظمة التي تقاتل "الإخوان"، والرئيس السوريّ بشّار الأسد في مقدّمها، خصوصاً أنّ الاشتباك "الإخواني" – الخليجي خلفيّتُه سوريّة. وهذا الخبر يضاف إلى أخبار أخرى تصبّ في الخانة عينها، خليجيّاً وفرنسيّاً ودوليّاً. وليس مفاجئاً، بعد ذلك، ما يَرِدُ من معلومات حول قمّة بغداد، ومفاده أنّ القمّة العربية لن تكون إسماً على مسمّى. فالمراجع العراقية مستاءة من تبلّغها عدم حضور عدد وافر من القادة العرب إلى القمّة، والاستعاضة عنهم بممثّلين. إنّه "النأي بالنفس" العربيّ، أو غسل الأيدي!

ماذا يجري بين الإمارات العربية المتّحدة ودول خليجية أخرى من جهة، و"الإخوان المسلمين" وقطر من جهة أخرى؟

الحذر الخليجي من طموحات "الإخوان" خرج عن ضوابطه على خلفيّة الملفّ السوري. فقد حرّك "الإخوان" مجموعات سوريّة معارضة للتظاهر أمام القنصليّة السوريّة في دبي ضدّ نظام الأسد، على رغم مطالبة السلطات لهم بعدم القيام بهذا التحرّك. وردّت الإمارات على هذا التحرّك بإبعاد الذين شاركوا فيه إلى خارج أراضيها. وهذا ما استنفر رئيس الاتّحاد العالمي للعلماء المسلمين، ويُعتبر المرشد العام لـ"الإخوان" الشيخ يوسف القرضاوي، وهو مصري الأصل ويقيم في قطر ويحمل جنسيتها، فشنّ الأحد الفائت من خلال قناة "الجزيرة"، حملة شعواء على الإمارات التي تمنعه من دخول أراضيها. وتحدّث أيضاً عن سحب الإمارات الجنسيّة من ستّة إسلاميّين مجنّسين حديثاً لديها، بناء على اتّهامهم بالانتماء إلى جمعيّات تموّل الإرهاب.

لم يتأخّر الردّ الإماراتي، وجاء عنيفاً ومتزامناً مع بثّ الحوار المتلفز، من خلال الفريق ضاحي الخلفان، وهو إضافة إلى منصبه في قيادة شرطة دبي عضو المجلس التنفيذي في حكومتها، ومعروف بتطلّعاته المدنية. فقد بادر الخلفان عبر موقعه على "تويتر" إلى مهاجمة القرضاوي بعنف، وقال: سأُصدر مذكّرة باعتقال القرضاوي. وكلّ من تهجّم على الإمارات بطريقة سفيهة سنلاحقه باسم العدالة. وسأل: لماذا لا يعلّق القرضاوي على قيام قطر بسحب الجنسيّة من مئات المواطنين فيها؟

وتلقّى القرضاوي دعم "الإخوان المسلمين" في مصر، وأيّده الداعية البارز طارق سويدان في الكويت. وفي ظلّ التشابك، أطلق الخلفان من الكويت حديثاً عبر صحيفة "القبس" قنبلة يصعب ترميم تداعياتها، فقال إنّ أجهزة استخباريّة غربية أبلغته بالمخطّط "الإخواني" للسيطرة على أنظمة الخليج خلال السنوات الثلاث المقبلة، وأنّ الكويت "مهيّأة لذلك أكثر من غيرها... وأنّ هناك تعاوناً بين "الإخوان" في كلّ من الكويت ومصر". وأشار إلى أنّ هذه الجماعة تعمل على زرع الفوضى، وأنّ خطرها لا يقلّ عن خطر الإيرانيّين. وقال: "بعد سوريا، أخشى أن تكون الوُجْهة هي الخليج... وعلى السعوديّين أن يتنبّهوا إلى أنّ هناك مخطّطاً لتجزئة الشرق الأوسط... وقد تكون المملكة أكثر من دولة وإقليم".

دعمُ "الإخوان" يهتزّ

الترجمة السياسية لهذه الصورة لها مدلولات عميقة جدّاً على مسار "الربيع العربي" عموماً، وعلى الوضع في سوريا خصوصاً. فـ"الإخوان" هم الركيزة الأساسية في المعارضة السوريّة، كما أنّهم التيّار الأبرز في مرحلة ما بعد "الربيع العربي" بمحطّاته السابقة واللاحقة. ومعلوم أنّ السعودية هي الدولة العربية التي بادرت إلى طرح فكرة تسليح المعارضة السوريّة كسبيل لا مفرّ منه لمواجهة القمع. وهي، مع قطر، الثنائي العربي الذي بقي صلباً في دعم المعارضة وتغيير النظام في سوريا. وإذا ما ازدادت حدّة الاشتباك بين الإمارات والكويت ودول خليجية أخرى في

مواجهة "الإخوان" المدعومين من قطر، فذلك سيعني على الأقلّ برودة في الحماس السعوديّ إزاء الملفّ السوري. ولا تتوقّع المصادر الديبلوماسية المُطّلعة على التحضيرات لقمّة بغداد أن يشارك الملك السعودي عبدالله الثاني فيها، لأسباب أمنيّة وضرورات سياسية في آن.

ويعتقد المتابعون أنّ "الإخوان" يواجهون استحقاق الحفاظ على الدعم العربي والغربي. وفي موازاة المسألة الخليجية التي يواجهها "الإخوان"، ثمّة أسئلة مصدرها باريس. فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، هو أيضاً، أبلغ أمير قَطَر شخصيّاً بأنّ الشيخ القرضاوي "غير مرغوب فيه" على الأراضي الفرنسيّة. ويحتاج "الإخوان" إلى استمرار الدعم العربي والغربي لمواجهة النظام السوري، الذي يمضي في لعبة الوقت.

ومن المفارقات أن يعيش "الإخوان" في الخليج ومصر هذا الارتباك حول ملفّات، بينها الملفّ السوري، فيما كان "إخوان" سوريا يطلقون وثيقتهم المنتظرة، المنفتحة والمُطمْئنة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :