تاريخ الكنيسة القبطية الي سجله المقريزي قبل ما يسجله السنكسار و قبل ما يسجله القس منسي يوحنا في كتاب تاريخ الامة القبطية من مئات السنين فاتو
مريم عادل
كان الحاكم بأمر الله المنصور- (985- 1021م) الخليفة الفاطمى السادس، حكم فى الفترة (996- 1921)، وهو يبلغ من العمر 11 عاماً، بعد أن خلف والده فى الحكم، العزيز بالله الفاطمى، الذى كان قد هرب- آخر الخلفاء الفاطميين الأقوياء. كانت عيناه واسعتين وصوته جهيرا مخوفا، واتسمت فترة حكمه بالتوتر.
حدث فى فترة من فترات حياته أمر بإغلاق جميع الكنائس الموجودة فى مصر، وأن صوت الجرس وأصوات التسابيح والتراتيل والقداسات لا تُسمَع فى أى كنيسة مهما حدث. يقول «المقريزى»، فى خططه: «إن الكنائس ظلت مغلقة بدموع الأقباط لمدة تسع سنوات كاملة»!!.
الكثير من الأساقفة والرهبان قصدوا الصحراء للعبادة والتضرع إلى الله أن يتراءف على شعبه، واعتاد بعض المؤمنين أن يقصدوا الصحراء مرتين سنوياً، بالذات فى عيدى الغطاس والقيامة، ليتمكنوا من الصلاة فى مأمن من غدر السلطان، لكن الغالبية العظمى من الشعب القبطى لم يكونوا يستطيعون الخروج إلى الصحراء لبعد المسافات ومشقة السفر، فأصروا على الصلاة، فلجأوا إلى الصلاة فى البيوت ليلاً بدل الصلاة نهاراً، وداوموا على اجتماعاتهم الليلية وتسابيحهم وصلواتهم الليلية فى البيوت!!
ذات يوم فكر الحاكم بأمر الله أن ينزل بنفسه ليرى ويسمع ماذا يفعل الأقباط، ولماذا لا يُسمع لهم صوت، فدخل بنفسه إلى حوارى القاهرة الفاطمية، وجعل يتجول فى أكثر من منطقة، منها «حارتا زويلة والروم»، وكانتا عامرتين بالبيوت المسيحية المؤمنة، فما كان منه إلا أن ذُهل مما سمعه، فقد سمع بأذنيه أصوات التسابيح والترانيم تخرج من كل بيت قبطى، رغم إغلاق كل النوافذ والأبواب، فكل بيت مصرى تحول إلى كنيسة حينما أغلق الحاكم كل الكنائس.
فأصدر أوامره بفتح كل الكنائس وإقامة الصلوات بصورة عادية فيها، وكأن شيئاً لم يكن قبل ذلك، وقال مقولته الشهيرة التى سجلها له التاريخ: «افتحوا لهم كل الكنائس واتركوهم يصلوا كما يشاءون، لأنى كنت أريد أن أغلق فى كل شارع كنيسة ولكننى اكتشفت اليوم أننى حين فعلت ذلك افتتحت لهم فى كل بيت كنيسة!