أمر المستشار هشام رفعت، رئيس نيابة إمبابة شمال الجيزة، السبت، بحبس ربة منزل وزوجها، 4 أيام على ذمة التحقيقات معهما، لاتهامهما بتعذيب طفلتهما البالغة من العمر 6 أشهر، والتسبب في إصابتها بحروق وكسور في جسدها، والإهمال في رعاية الطفلة وتعريض حياتها للخطر.
وقررت النيابة بإشراف المستشار محمد القاضي، المحامي العام الأول، إيداع الطفلة المجني عليها ساجدة محمد، إحدى دور رعاية الأطفال بمعرفة وزارة التضامن الاجتماعي، كما قررت إيداع «عبدالله»- عام ونصف، شقيق الطفلة، بذات الدار، بعد ثبوت عدم صلاحية والديهما أو أقربائهما لتولي رعايتهما.
وبدأت النيابة تحقيقات بالواقعة- بعد تلقي رئيس النيابة بلاغًا مساء الجمعة، من نجدة الطفل، بتعرض طفلة تبلغ من العمر 6 أشهر للتعذيب على يد أمها في منطقة مطار إمبابة، وعلى الفور أمرت النيابة فريق البحث الجنائي بديوان عام قسم شرطة إمبابة بالتحري عن الواقعة، وضبط والدا الطفلة لمباشرة التحقيقات.
وقالت الأم «فاطمة.ك»، 25 سنة، للنيابة، إنها مٌصابة بصرع وتتابتها حالة هياج وهستيرية عصبية، تجعلها ترتكب أفعالاً لا تدري بشأنها شئ، وخلال تلك الأثناء تعتدي على ابنتها الرضيعة.
وحاولت المتهمة التنصل من ارتكابها جريمة تعذيب «ساجدة»، والتسبب في الإصابات التي لحقت بها، وأثبتها تقرير طبي صادر عن مستشفى التحرير العام بإمبابة، إذ ورد بإصابة الصغيرة بكسر بقدمها اليمنى وحروق بالوجه واليد، قائلة:«دي مياه ساخنة سقطت على ابنتي تسبب في حروق يداه ووجها»، مضيفة: «رجلها اتكسرت لما وقعت من فوق الكنبة».
واستعانت النيابة خلال تحقيقاتها مع الأم بأقوال الجيران – وهم من شهود العيان، الذين قالوا: «إحنا اللى شيرنا الأخبار وصور ساجدة على الفيسبوك، لأن أمها دائمًا بتعذبها وبتلسعها بالنار ومعالق ساخنة، وتلقي بها على الأرض، بسبب رغبتها في إنجاب أطفال ذكور فقط، وأنها تكره الفتيات».
وقالت الأم ردًا على أقوال الجيران: «محصلش الكلام دا»، فعاجلتها النيابة بسؤالها عن عدم تعرضها بالضرب والإيذاء لابنها الطفل «عبدالله»، فلم تستطع نفي التهمة المنسوبة إليها، مبررةً جريمتها: «كان بيجي ليّ حالة عصبية، وبضرب البنت».
وزعمت الأم أمام النيابة معانتها من أمراض نفسية، واستندت إلى أقوال زوجها «محمد»- عامل بجراج، الذي دافع عنها: «دي مريضة ومش بتكون على دارية باللي بتعمله في البنت».
وسألت النيابة الأب- 36 سنة، عن علمه بتعذيب ابنته الرضيعة، فقال: «بكون أغلب الوقت في شغلي، وقاعد بره البيت»، لكن النيابة عاودت سؤاله عن محاولته التصدي لزوجته، وعندما قال: «لأ مش كنت بعمل حاجة»، اتهمته النيابة بالاشتراك في تعذيب الطفلة المجني عليها، والإهمال في رعايتها.
استندت النيابة لأقوال شهود العيان وتحريات أجهزة الأمن التي أكدت اشتراك الأب في الجريمة، وأنها لا يرغب مثل زوجته في إنجاب البنات.
واستجوبت النيابة عمة الزوج التي كانت ترعى الطفل «عبدالله»- بعد ضبط والديه، لاتهامهما بتعذيب ساجدة، فقالت:«معرفش حاجة عن موضوع تعذيب الطفلة، وأنا أخذت الطفل لما اتقبض على أبوه وأمه».
واستمعت النيابة لأقوال أخصائيين من المجلس القومي للطفولة والأمومة – ووزارة التضامن الاجتماعي، حول قدراتهم على رعاية الطفلة ساجدة، وشقيقها عبدالله، وأكدوا أن والدا الطفلين لا يصلحا لرعاية الصغيرين، وأنهم سيتولون رعاية الطفلين بإيداعهما إحدى رعاية الأطفال على أن يوفروا لهم الحياة الكريمة، ورعايتهما تحت إشراف متخصصون نفسيون.
وكانت بداية الواقعة – بتلقي المجلس القومي للطفولة والأمومة، مساء الجمعة، بلاغًا بعد تداول مواقع التواصل الاجتماعي واقعة تعرض الطفلة «ساجدة»، التي تبلغ 6 أشهر، للضرب والتعذيب على يد والدتها وإصابتها إصابات بالغة في أماكن متفرقة في جسدها.
ويتابع مكتب حماية الطفل التابع للنائب العام القضية، واتخذ قرارات عدة لزوال حالة الخطر التي تتعرض لها الطفلة المجني عليها.