تواصلت مع الممرض الذي يعرف بـ "الحالة زيرو"، وهو أول ممرض يصاب بفيروس كورونا في معهد الأورام، والذي روي القصة الكاملة لواقعة معهد الاورام.
وقال، إنه من ضمن قوة المعهد القومي للأورام، ولكنه يعمل في مستشفى هرمل بدار السلام التابع للقطاع الداخلي للمعهد وليس المبنى الرئيسي، والتي تحتوي على عدة طوابق تابعة للمعهد القومي للأورام وهي: "وحدة علاج كيماوي، الرعاية، الطوارئ، ودور داخلي وهو الذي يعمل به"، موضحًا أنه لا يتردد على المعهد إلا عند الضرورى لإمضاء خطاب أو تفعيل البصمة الخاصة به على سبيل المثال.
Advertisements
وأكد " الحالة زيرو"، لـ"الفجر"، أن آخر مرة تردد فيها على معهد الأورام كانت خلال شهر يوليو من العام الماضي، قبيل حادث انفجار المعهد بشهر واحد، مشيرًا إلى أنه أول حالة ظهرت عليه أعراض الفيروس في معهد الأورام، ولكن من الممكن أن يكون هناك حالة أو أخرى مصابة قبله ولكن لم تظهر عليها الأعراض وبالتالي لا يكون هو الحالة زيرو.
وأكمل: "يوم الأحد 22 مارس الماضي الساعة الخامسة فجرا ظهرت عليه أعراض الفيروس أثناء تواجده بالشيفت المسائي بمستشفى هرمل، موضحًا أن وقتها ورد إلى قسم الطوارئ حالة لسيدة مشتبه في إصابتها ولاحظت طبيبة الاستقبال ذلك وطالبت من التمريض اتباع كافة الإجراءات الاحترازية في التعامل معها، موضحًا أنه لم يكن بالمستشفى معدات احترازية ولا يوجد سوى ماسكات الجراحة والأدوات التقليدية التي لا يصلح استخدامها للتعامل مع حالات كورونا.
واستطرد "زيرو"، أن المشرف طلب من رئيسة القسم بأخذ مسحة من المريضة لمعرفة حقيقة إصابتها ولكن الإدارة رفضت إجراء المسح لها، وبعدها مباشرة ظهرت على "زيرو" أعراض الإصابة وارتفعت حرارته يوم الأحد، موضحا أنه صباح يوم الاثنين طلبت منه ادارة المستشفى بطاقة التأمين الصحي الخاصة به "التي لم تكن معه" وتواصلت مستشفى هرمل بإدارة المعهد التي قررت عزله بغرفة بالمستشفى وبعد مرور عدة ساعات قررت المستشفى تحويله لمستشفى المنيرة وذلك بعد وصول درجة حرارته لـ 39.5.
وأكد، أنه خلال عزله بغرفة في مستشفى هرمل وقبل القرار بتحويله لمستشفى المنيره، واجه تجاهل شديد من المستشفى بعدم تقديم الرعاية الطبية له، وبعد القرار بتحويله للمنيرة تم تجاهله أيضا بعدم توفير سيارة مجهزة لنقله، قائلًا: "كنت بتحرك أنا و3 من زمايلي مع أخد احتياتطهم، ومعرفناش نركب أي مواصلات عشان كانوا خايفين مننا، وطلبنا إحدى شركات التوصيل عن طريق الأبلكيشن"، وعند وصوله لمستشفى المنيرة تم عمل له سكور "أسئلة شفهية" للتبين من مدى إصابته وكانت نتيجته 810 ونصحته الطبيبة بالتوجه لمستشفى حميات العباسية وعند وجود ازدحام بها يعود إلى غرفة العزل بمستشفى هرمل ويتواصل بخط طوارئ الوزارة 105.
وتابع، أن مشرفة من مستشفى هرمل تواصلت مع مستشفى حميات حلوان في نفس اليوم الاثنين، وتم عزلي لمدة يومين وإجراء المسح الطبي، وظهرت النتيجة يوم الأربعاء عندما تواصلت معه المعامل المركزية بوزارة الصحة لإبلاغه بإيجابية التحليل، وتم تحويله على مستشفى 15 مايو، موضحا أن وزارة الصحة قالت لزملائه يخضعوا لعزل ذاتي في منازلهم بعد رفض إدارة المعهد إجراء المسحات الطبية لهم.
وأضاف الممرض، أنه بعد عزله بيومين في مستشفى 15 مايو ظهرت إعراض الإصابة على زميل له خالط حالة السيدة المشتبه بها بمستشفى هرمل، وبعدها بساعات ظهرت الأعراض على دكتورة أخرى وأخذت الحالات في الازدياد، مشيرا إلى أن مديرة معهد الأورام كتبت منشور على جروب العاملين المعهد على موقع التواصل الاجتماعي مفاداته "الممرض الذي ظهرت عليه الأعراض لم يلتزم بالعزل المنزلي والتي أبلغته به المستشفى الخاص التي يعمل بها"، وكان رده على المنشور أن الحالة الإيجابية التي كانت توجد في المستشفى الخاص الذي يعمل بها في الطابق التاسع وهو يعمل بالطابق السابع ولا يتردد على الطابق التاسع نهائيا، مشيرا إلى أنه يعمل في أحد المستشفيات الخاصة وهي واحدة فقط وليست أربعة كما زعمت بعض المواقع الإلكترونية.
وأضاف، انه عند ظهور هذه الحالة الإيجابية في المستشفى الخاص قامت وزارة الصحة وإدارة المستشفى بإجراء مسحات طبية لجميع الطاقم الذي تعامل مع الحالة، وظهرت جميع التحاليل سلبية ويوجد مستندات تثبت صحة ما اقوله، -بحسبه- موضحًا ان المستشفى الخاص التي يعمل بها ليس لها علاقة بإصابته مستشهدا بعدم إجراء المسح الطبي له من ضمن الفريق المخالط للحالة.
وأكد الحالة زيرو، أن طاقم التمريض غضب من منشور مديرة المعهد مما أدى لإزالة المنشور من جانبها وقدمت الاعتذار لتفهما الخطأ – بحسبه- وتواصلت معه هاتفيا ووضحت له سوء التفاهم، وبعد عدة أيام تم اكتشاف إصابة مشرفة تمريض داخل معهد الأورام بعد ظهور الأعراض عليها، وطالبت بإجازة الأمر الذي قابله إدارة المعهد بالرفض مما أدي لعدوى الكثير من الطاقم الطبي وعند تعبها الشديد قامت بإجراء التحليل في مستشفى على نفقتها الخاصة بعد رفض المعهد إجراء الحليل لها، وظهرت نتيجة التحليل وجاءت إيجابية.
وأضاف: "وقتها قام الطاقم الطبي طالب بإجراء المسح الطبي لهم لمخالتطهم لمشرفة التمريض وبالفعل تم عمل المسحات وظهرت النتيجة إيجابية لـ 4 من الفريق الطبي واخذت الحالات في الظهور للوصول لعدد 17 أو أكثر حتى الآن".
وشكر "الحالة زيرو" الرئيس عبد الفتاح السيسي، على توجيهه للحكومة بسرعة إجراء الكشف الطبي على جميع العاملين بمعهد الأورام من الأطباء وأطقم التمريض، وجميع المرضى الذين ترددوا على المعهد خلال الأسبوعين الماضيين، وكذلك حصر كافة المخالطين لأى حالات إيجابية للكشف الطبى عليهم، مع توفير الرعاية الكاملة لكافة الحالات المصابة من إجراءات طبية فورية للعزل والعلاج.