بقلم - ماهر الجاولي
قداسة البابا شنوده الثالث هو – بحق – ينبوعاَ لا ينضب من الفضائل والحكم، فى حياته ومماته، فى أوج صحته وفى قمة مرضه، إن حياة قداسته فى الأوانه الأخيرة السابقة لرحيله تعكس مدى التصاقه بالله الشافى وتختبر حياته التسليم الكامل للإله البارى، وفى هذا يقول قداسته: "لو تركنا كل أمورنا الصحية للأطباء، فلن نترك شيئاَ لله، بينما من يحب الله يقبل بكل ما يأتى من يده بفرح حتى ولو ما أصابه "صعب شوية"، كما علمنا قداسته – أيضاَ – فضيلة اللجوء الدائم الى الله الخالق خاصة فى وقت الشدة والمرض والضيق، اذ يسترسل قداسته فى حكمة الهية ونفحة سماوية قائلا: " المرض له فوائد عديدة فهو يقرب الشخص من الله ويجعله دائم اللجوء الى خالقه" ، وفى محبة أبوية ينصحنا قداسته بعدم الأنقياد وراء مظاهر العالم الخادعة المتمثلة فى غرور العلم والعلماء ، وهذا ما قصده قداسة البابا فى قوله: "وللأمراض المزمنة والمستعصية على الأطباء حكمة، فهى تعتبر خيراَ حتى لا يصاب العلم بالغرور، ويتصور العالم أو الطبيب أنه قادر على كل شىء"، وأخيراَ وليس أخراَ أعطانا قداسة البابا ذاته مثلاَ حياَ يعكس بصورة واضحة جلية فضيلة الأحتمال والصبر على شدائد المرض، وهو بذلك ينبوع فضائل ينهل منه كل الظماى والعطشى الى الحكمة والمنفعة والموعظة الحسنة.