الأقباط متحدون | رسالة إلى الأستاذ "شريف جاد الله"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٠٠ | السبت ٣١ مارس ٢٠١٢ | ٢٢ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

رسالة إلى الأستاذ "شريف جاد الله"

السبت ٣١ مارس ٢٠١٢ - ٥٤: ١١ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم- حنا حنا المحامي
عزيزي الأستاذ شريف، تحية واحترامًا إلى شخصكم الكريم، وبعد.
عبَّرت سيادتك عن رغبتكم في ترشيح نفسكم لبطريركية الأقباط الأرثوذكس خلفًا لمثلث الرحمات البابا "شنودة الثالث" بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وكم أسعدني أن يكون زميل مسلم له هذه الرغبة التي تعبِّر عن حمية وطنية وحماس محمود ورغبة في العمل الرعوي المسيحي.
 
إلا أنه يا سيدي لا تنسى أنه عليك إتباع الآتي:
أولاً- يتعين أن تؤمن بالأقانيم الثلاثة وهم الآب والابن والروح القدس، لذلك يتعين أن تهجر المفاهيم التي لا تعبر إلا عن مهاجمة الدين المسيحي بلا فهم أو إدراك. لذلك أود أن تعرف أن الله حين يُولد منه الابن وينبثق الروح القدس فهؤلاء ليسوا ثلاثة آلهة ولكنهم إله واحد بثلاثة أقانيم. والابن قد وُلد من العذراء ليؤدي رسالة معينة وهي أن يفتدي البشرية، وكيف كان ذلك؟
 
أنت تعلم أن آدم وحواء كانا في الجنة، وأن حواء أخذت من أحد أضلاع آدم. ولا شك أنك توافقني الرأي على أن الله قادر على كل شئ، فالله الذي خلق آدم من تراب وخلق حواء من ضلع من أضلاع آدم هو إله قدير وقادر على كل شئ، فهو الوحيد الذي لا يخطئ ولا يرتكب خطأ أو خطية. كذلك أنت تعرف أن الله قال لآدم ألا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر، وإذا أكل منها موتًا يموت، ورغم الإنذار إلا أن آدم استمع إلى غواية حواء بعد أن أغوتها الحية فسقط في الخطية.. من هنا عرف آدم والبشرية من بعده الخطية بعد أن كان شبيهًا بالملائكة.
لذلك أُغلق الفردوس أمام آدم وذريته، ولما كان الله غفور رحيم (كما لا يُخفى عليك)، فقد أشفق على البشرية وأراد أن يفتح لها باب الفردوس مرة أخرى. من هنا علمنا الله أن الحب لا حدود له؛ لذلك فقد وُلد الابن.. لم يُولد من زرع بشر كما تعرف ولكن بشَّر الملاك العذراء القديسة "مريم" بأنها ستحبل وتلد ابنًا اسمه "عمانوئيل" أي الله معنا. وإننا يا سيدي لا نختلف في الحقائق السالفة الذكر، ولكن يتعيَّن- كي تكون بطريركًا- أن تدرك العذراء حين حملت دون زرع بشر لم يكن ذلك من باب التنميق أو التحسين من الخالق، بل كان هناك هدف.. ما هو الهدف؟
 
الإنسان الذي سقط في الخطية وحُرم من الفردوس ظل في الخطية هو وذريته، لذلك أُغلق باب الفردوس أمامه. وحتى يفتح الله باب الفردوس مرة أخرى لابد أن يوجد من يفتدي البشرية، وأنت تعلم أن الإنسان يقدِّم ذبيحة كفارة لمغفرة خطاياه، ولكن خطايا الإنسان غير محدودة، لذلك يتعين أن يوجد من يكون كفارة لكل تلك الخطايا ويفتح باب الفردوس، ومن ثم يتعين أن تكون غير محدودة..
لذلك يتعيَّن أن تكون الكفارة التي تفتدي البشرية نقية بلا خطية لأن الخاطئ لا يفتدي الخاطئ، ففاقد الشئ لا يعطيه، ومن ثم يتعيَّن ألا يكون إنسانًا لأنه لا يوجد إنسان بلا خطية ولو كان عمره يومًا واحدًا، فكما سبق القول الإنسان يولد بخطية آدم.
تأسيسًا على ذلك، يتعيَّن أن يكون الفادي بلا خطية وغير محدود حتى يفتدي البشرية كلها.
لذلك وُلد من لدن الله من يفتدي البشرية وهو السيد المسيح. ولأنه مولود من الله فهو يحمل صفات الله. لذلك وُلد من غير زرع بشر بل بقدرة إلهية، وُولد من عذراء لم تعرف رجلاً، ذلك لأن المولود ليس إنسانًا بل نزل في صورة إنسان، وأنت وأنا نؤمن بذلك.
 
أما الروح القدس فقد انبثق من الآب ليحل على كل من يؤمن بالثالوث. يتعذر عليه أن يؤمن بالثالوث من لم ينل نعمة العماد حتى يحل عليه الروح القدس. فالروح القدس هو الذي يرشد الإنسان إلى الصلاح وينقيه من تلوث الخطية والخطايا.
كذلك عليك يا سيدي أن تؤمن بأن المسيح قد صُلب حتى يموت من أجل البشرية. الله لم يكن نصابًا حتى يبدل المصلوب فيعتقد الناس أن المصلوب هو المسيح (أى عيسى) بينما هو شخص آخر.
كذلك عليك يا سيدي أن تؤمن بالقيامة وأن المسيح قد قام من بين الأموات وصعد إلى السموات، وهذه القيامة تفيد أنه انتصر على الموت أي انتصر على إبليس، وبذلك أقام معه البشرية وفتحت أبواب الفردوس لتستقبل الصالحين، أما الطالحين الذين لا يؤمنون بالقيامة والفداء على النحو سالف الذكر فلن يروا الملكوت.
الله في كل رسالاته لا يطلب من الإنسان إلا الاعتراف بما أغدق الله عليه من فيض محبته. لذلك هو يطلب من الإنسان أن يعترف بهذا الفداء ولا يتنكر لهذا العمل العظيم الذي تمّ فداءًا للبشرية. فقد تم هذا العمل الجليل العظيم لأن الله يحب الإنسان ويريد له الخلاص، فإذا تنكَّر الإنسان لهذا العمل الجلل فيمكث عليه غضب الله كما قال في الكتاب المقدس. 
 
لذلك عليك أن تقرأ الكتاب المقدس بقلبك وليس بعقلك فقط، وتقرأه بالقلب الذي يبحث عن الحقيقة وليس من يتنكر للحقيقة ويرفضها قبل أن يقرأها.
إذا آمنت بذلك الفداء وتلك القيامة فيصبح الطريق أمامك ممهدًا للبطريركية ولا يتبقى لك إلا القليل.
عليك أن تتعلم اللغة القبطية، وهي سهلة لمن يريد المعرفة، ذلك أن القداسات تتم باللغة القبطية. وبهذه المناسبة أقول لك إن سبب ذلك أن الأقباط كانوا يتكلمون بلغتهم القبطية حتى بعد الاحتلال الإسلامي، ولكن جاء حاكم طاغ كان يقطع ألسنة الأقباط الذين يتكلمون بالقبطية وأمر أن يكون الحديث باللغة العربية وكذلك لغة الدواوين، ولكنه مشكورًا سمح باللغة القبطية في الكنائس، لذلك ظلت الصلوات والقداسات باللغة القبطية التي يتعين أن تتعلمها.
 
أهم من هذا وذاك، عليك أن تعتنق المسيحية حتى لو قتلوك لأنك بدلت دينك. في هذه الحالة سوف تكون شهيدًا تُفتح لك أبواب الفردوس.
كذلك عليك ياسيدي أن تنعم بالعماد، فبدون العماد لن تكون مسيحيًا، ومن ثم لن تكون بطريركيًا. والعماد هو انتقال من الظلمة إلى النور، وهو غسيل من الخطية الأولى لتلبس الإنسان الجديد وتترك الإنسان العتيق.
أخيرًا يا سيدي وليس آخرًا، يتعيَّن ألا تتزوج كما يتعين ألا تكون قد تزوجت من قبل.
بقيت نقطة واحدة وهي أن يقع عليك الخيار في القرعة الهيكلية.
وأتمنى لك كل توفيق، وأرجو لك الخلاص وتكون بطريركيًا عظيمًا كما كان قداسة البابا "شنوده الثالث".




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :