د. مينا ملاك عازر
تقليص ساعات الحظر لعشر ساعات بدلاً من أحد عشر ساعة ل المواطنين '>راحة المواطنين وعدم الضغط عليهم والتيسير على الشرطة والتخفيف عليها أعباء العمل وقت الحظر مسألة مهمة، الأرقام التي تعلنها وزارة الصحة تبين وبوضوح أن أعداد المصابين بكورونا في تزايد مستمر، صحيح لا أستطيع اعتبار هذا تصاعد متتالي، أي أنه لا يتخلله نوع من أنواع الهبوط في الأرقام، فهناك أيام كانت مئة وخمسين ثم وصلت لمئة وثماني وعشرين، وأيام كانت مئة وعشرين ثم خمس وثمانين، ثم عادت لتصل لمئة وثلاثة، إلا أن الأرقام عالية لا شك في هذا، هذا كله وسط اتهامات من المواطنين للدولة بالتخاذل وعدم عمل التحاليل لأهالي بعض المصابين والاكتفاء بعزل المصاب أو نقله لمستشفى، لا أعرف قطعاً هذه الاتهامات حقيقة أم لا، لكن ما لا شك فيه أبداً أن قطاع الاقتصاد قد تضرر كثيراً واشتكى رجال الأعمال من بينهم الباشمهندس نجيب ساويرس الذي ومن قبل الحظر كان يشتكي تصاعد وتيرة القلق من كوورونا، وحينما حدث الحظر بالشاكلة المشددة سلفاً تصاعدت شكواه، وحذر من انهيار اقتصادي، هذا ما اتجهت له الحكومة وقالت على لسان أحد مسؤوليها أنه من الصعب الحظر التام، لأن الاقتصاد ساعتها سيكون صفر، وهذا خطر لا ننكر هذا على الإطلاق، لكن السؤال لمن يخافوا على الاقتصاد وهم محقين في هذا، ما هو حال قطاع الصحة إذا انفلتت الأمور من ايدينا في عدد المصابين هل تثقوا في أنه لن ينهار؟ ولن يصل للصفر؟ كما الاقتصاد، خوفكم على الاقتصاد وأنتم محقين فيه، كما أكرر وأكد عله هذا لا يقل على خوفنا على قطاع الصحة، ألا يكون مستعد للتصدي لموجة عاتية من المصابين.
السؤال هنا، هل تقليص عدد ساعات الحظر استجابة لنداءات صبور وساويرس أم استجابة لنداءات وزراء الاقتصاد والمالية وما شابه من رجال العلم بالاقتصاد في الحكومة المصرية؟ وهل نحن مستعدين بالبدائل أم سنبقى همنا كله على القوات المسلحة، في هذه المرة بمستشفيات ميدانية وعدد كبير من الأسرة الجاهزة لاستقبال المرضى إذا استفحل الأمر -لا قدر الله- الشكر كل الشكر للقوات المسلحة التي تحاكي نظائرها في باقي دول العالم، فرأينا الجيش الصيني والإيطالي والأمريكي يتكاتفون مع المؤسسات المدنية المعنية لصد خطر الفايروس القاتل كورونا لكن ومرة أخرى نحن نكتشف خطر داهم مماثل في ضعف المنظومة الصحية.
سيادة الرئيس، إن كنت تعيب على المواطنين أنهم لا يتخذون الاحتياطات الواجبة في الميكروباس، وسيادتك رأيتهم بنفسك، كما تقول، أو قل كما فهمت، فلتسأل وزيرة الصحة وهي لا ترتدي الكمامة، غير مرة في خلال زياراتها لبؤرتين كبيرتين من بؤر المرض الصين ثم إيطاليا، فهي قدوة وأسوة للشعب المصري الذي إن رآها جادة في مواقفها وأفعالها لصدقوا الخطر، كما أنني أرجوك أن توفر الكمامات اللازمة لصد خطر الفايروس ليستخدمها المواطنين.
المختصر المفيد اتخذوا المواقف بجدية، وليس لإرضاء البعض.