د. مينا ملاك عازر
في الوقت الذي يتهاوى النفط، وتهاوت أسعاره، وتحاول الدول المنتجة له أن تتكاتف بعد انشقاق صفوفها، وتناحورهم، وتنافسهم في كيفية الهبوط به لأدنى مستوياته السعرية في العالم بأثره، أقول في هذا الوقت، وأخص الوقت الذي حاولت الدول المعنية بإنتاج النفط في استعادة هيبته وبريقه، وذلك على أثر ما تكبدوه من خسائر هائلة وموجعة بسبب توقف عجلات الإنتاج بمصانع كثر على أثر جائحة فايروس كورونا، فوجئت وفوجئ غيري كثيرين من عقلاء هذا الشعب، أن الحكومة المصرية وهي التي من المفترض أن تدعم هذا الشعب ورجال أعماله من الخاسرين بسبب الفايروس، وعماله المتأثرين من قلة العمل، وتقلص ساعات العمل بسبب ساعات الحظر، كل هذا يعلمه الجميع، وتعلمه الحكومة، وهنا مكمن المفارقة، أنه وبرغم هذا تمخضت الحكومة الأكثر استفادة من جائحة كورونا بأن خفضت سعر البنزين على كافة أنواعه الثلاثة ربع جنيه بالتساوي، فساوت بين الجميع، بين رجال الأعمال ومتوسطي الدخل والفقراء في الميزة الي وهبها لهم الله ليستفيدوا الفائدة ربما الوحيدة من وراء الفايروس، وبالتالي لن يتأثر أحد بالتخفيض هذا لأنه منْ من التجار سيخفض سلعة غذائية قرش بسبب هذا الخفض الهزيل الذي لا يناسب مطلقاً، مع الانخفاض الهائل الذي تجرعه النفط، إذ فقد أكثر من ستة وستين بالمئة من قيمته اضافة أن الحكومة لم تستفد بما هو متاح لها بموجب قرار تشكيل لجنة التسعير التلقائي أن تخفضه أو ترفعه لعشرة بالمئة مما يعني أن الربع جنيه الذي انخفض في سعر البنزين المحلي بالطبع لا يساوي عشرة بالمئة كما أنه لا يناسب الأموال الطائلة التي وفرتها الحكومة في الثلاث أشهر السابقة أثناء استيرادها وقود بأسعار عالمية وتبيعه بأسعار عالية وبدون مبرر، كان من المتوقع تخفيضه بعد انتهاء الثلاثة أشهر على الأقل بنسبة العشرة بالمئة المتاحة، وتكون بالرغم من هذا كسبانة لكنها لم تفعل وتحججت بحجة بالية، بأنها تتوقع عودة الارتفاع، وهنا السؤال، في الثلاث أشهر الماضية حين كان منخفض بحدة هائلة، وكنتم تبيعونه بسعر عالي، أين تلك الأموال التي وفرتموها، لا تقل لي أنكم تنفقونها الآن على مقاومة كورونا، لأنكم لو قلتم هذا لذهب كل ما تفعلونه أدراج الريح، ولن يكون محل تقدير منا، لأنه يكون من جيبنا ومن أموالنا، وليس تفوق اقتصادي ونجاح مالي وعبقرية تخطيطكم التي وفرت لكم كل هذه الأموال التي تنفقونها، وإنما مجرد فائض تسبب في شرائكم الوقود بأسعار منخفضة وبيعكم له لنا بأسعار عالية جداً، بالمناسبة السعودية خفضت البنزين لديها لأسعار متدنية جداً لا تقارن بتلك التي خفضتموها عندنا، فاستحوا يا حكومة على ما تفرج.
المختصر المفيد حكومة مستفيدة من كورونا على حساب الشعب، وتدعي النجاح الاقتصادي، هي حكومة كاذبة ومنتفعة.