"ان الحدیث حول التیارات الإسلامیة  يكثر خاصة بحث مدى إمكانیة اندماجها في العملیة السیاسیة، وكیف یمكن تحويلها إلى تیار سیاسي یقبل بالدیمقراطیة واحترام حقوق الإنسان، ودار جدل واسع حول حدود التحول في خطاب التیارات " هذا ما يتناوله الدكتور عمرو شوبكى رئیس منتدى البدائل العربي للدراسات والخبیر بمركز الأهرام للدراسات السیاسیة والإستراتیجیة فى الدراسة التى اعدها تحت عنوان " الدین و الدولة والتیارات الإسلامیة في مصر " وذلك كمحاولة لفهم الآلیات والكیفیة التي تراجع بها هذه التیارات توجهاتها السیاسیة والفكریة

حتى لو كانت محدودة أو جزئیة دون الاكتفاء بالتحلیل العام لموقفها من قضیة الدیمقراطیة، وعلاقة ذلك بوجود مؤسسات دولة قادرة على ضمان هذا الدمج الآمن للتیارات الإسلامیة في العملیةالسیاسیة.

 

 

وعن موقف الإخوان المسلمین من الدیمقراطیة يقدم الدكتور الشوبكى قراءه هامة لموقفهم لمعرفة أي تحدیات تمثلها عملیة دمج الإخوان في العملیة الدیمقراطیة على افتراض أن دولة المؤسسات سیشتد عودها وتتعمق في مصر،و الحقیقة هناك مجموعة من الإشكالیات تتعلق بالموقف الفكري للإخوان من قضیة الدیمقراطیة، منها هل إیمانهم بالدیمقراطیة یقتصر فقط على وسائلها من انتخابات وبرلمان حر، أم یمتد إلى قیمها الثقافیة والسیاسیة ؟ وهل یمكن اعتبار الإیمان بالوسائل هو خطوة نحو الإیمان بقیم الدیمقراطیة أو على الأقل مبادئها الأساسیة، بما یعني عدم النظر إلیها على أنها "صناعة" غربیة، إنما هي مبادئ إنسانیة وعالمیة یحق لكل شعب أن يساهم في تطویرها وا ثٕرائها؟

 

 

 وعن فرص وصول التیارالإسلامي السلمي إلى السلطة وانقضاضه على عملیة التحول الدیمقراطي الولید اوضح الدكتور الشوبكى ان السؤال الحقیقي الذي یجب أن یطرح فیما یتعلق بعلاقة حركات الإسلام السیاسي بعملیة الإصلاح الدیمقراطي یتمثل في معرفة هل هذا التیار یمتلك عیوبا هيكلیة تحول دون انفتاحه الدیمقراطي، ام ان هذا يرجع إلى بنیة خطابه النابع من النص العقائدي وما یمثله من تداخل مع الإسلام؟ لذا فمن المهم امتلاك نظرة جدیدة بعد ربیع الثورات العربیة للتعامل مع التیارات الإسلامیة تقوم أولا على ضرورة دمج هذه التیارات في العملیة السیاسیة والدیمقراطیة، مع وضع القواعد القانونیة والضمانات السیاسیة حتى لا ینقلب أي تیار على الدیمقراطیة سواء كانت التیارات الإسلامیة أو غیرها.

 

 

وعن تاريخ جماعة الإخوان المسلمین يقول الدكتور الشوبكى انها شهدت  تحولات كثیرة في العقود الثلاثة الأخیرة، الا انها حافظت خلالها على جوهر الرسالة التي نادى بها الإمام المؤسس، خاصة ما یتعلق بربط الدعوي بالسیاسي، والتأكید على شمولیة دعوة الإخوان لتتضمن كل نواحي الحیاة الاجتماعیة والروحیة والسیاسیة والثقافیة، على اعتبار أن الإسلام هو دین شامل اعتبره الامام وا خٕوانه المرجع الذي على أساسه یمكن إحداث النهضة داخل هذه الأمة ، وانٕ كانت قد أبدت قبولها بالتعددیة الحزبیة وأعلنت إیمانها بالدیمقراطیة كوسیلة للمنافسة بین القوى السیاسیة المختلفة، إلا أنها ظلت مؤمنة بهذا التزاوج بین الجماعة الدعویة الدینیة وبین العمل السیاسي.