الأقباط متحدون | لأني أنا الرب إلهك إله غيور
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٧ | الاربعاء ٤ ابريل ٢٠١٢ | ٢٦ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لأني أنا الرب إلهك إله غيور

الاربعاء ٤ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم :  السيناريست جرجس ثروت
 
الغيرة وردت بالكتاب المقدس في كثير من المواضع على أنها شئ حسن كما جاء في أنجيل يوحنا 2 : 17 " فَتَذَكَّرَ تَلاَمِيذُهُ أَنَّهُ مَكْتُوبٌ : " غَيْرَةُ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي " والتعبيرالمستخدم في سفر الخروج 20 :3- 5 " أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا ، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ  وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْض. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ " فبالتدقيق في هذه الآيات نري أن الله لا يغار أو يحقد كالبشرعلي شيء ليس له , بل يقصد الأشخاص الذين يصنعون أصناماً ويقوموا بعبادتها بدلاً من عبادة الله وحده , والله يعلمنا في الوصايا العشرالا نعبد أو ننحني لغيره " لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ : لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ متى 4 : 10 " فعندما يتحدث الكتاب عن غيرة الله علي مايمتلكه علي خاصته وعلي أن السجود والعبادة والتسبيح له وحده.
 
وربما يساعدنا مثل عملي لفهم الفرق بين النوعين من الغيرة , أن غيرة الرجل علي زوجته من حقه لأنها زوجته فهذا لا يعتبر خطيئة ولكنه رد فعل طبيعي , ولكن تعتبر الغيرة خطيئة عندما تبتغي شيء لا يخصك والتسبيح والحمد والعبادة تخص الله وحده فهو وحده المستحق , فلذا أنه من الطبيعي ومن حق الله أن يغار عندما يقوم الناس بعبادة آلهة أخري , أما عن الغيرة الخاطئة أن نشتهي أو نحقد أو نغار من شخص ما يمتلك شيئاً لا نمتلكه , كما غار أخوة يوسف منه والقوه في الجب وباعوه حسدا , وهكذا صنع اليهود مع السيد المسيح وسلموه حسداً , فعندما نستخدم تعبير غيور فأننا نصف شخصاً حاقد علي شيء لا يمتلكه , فالشخص يمكن أن يغار من شخص آخر يمتلك سيارة أو منزل أفضل مما لديه أو زوجة جميلة , أو ربما يغار الشخص من آخر بسبب مواهب أو قدرات معينة مثل المواهب المختلفة , بل وربما يغار الشخص من آخر أفضل منه في المظهر والشكل .
 
والتعبير المستخدم لوصف خطيئة الغيرة في رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 17:4 ” يَغَارُونَ لَكُمْ لَيْسَ حَسَنًا ، بَلْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُدُّوكُمْ لِكَيْ تَغَارُوا لَهُمْ " وبعدها مباشرة في الآية 18 " حَسَنَةٌ هِيَ الْغَيْرَةُ فِي الْحُسْنَى كُلَّ حِينٍ " ومن كل ما تقدم نستطيع أن نفرق بسهولة بين الغيرة المقدسة والغيرة الرديئة التي تجلب غضب الله , ومن هنا أيضا كان من الخطيئة أن ينسب الشخص المجد لذاته ويقبل أن تمجده الناس على الأرض وهو في الجسد , ولذلك وضعت الكنيسة ترتيباً خاصا بالقديسين الذين ينتقلون أنه بعد مرور خمسون عاماً يعترفون بقداستهم رسميا , ويذكروا في المجمع بالقداس حيث يكون مر عليهم جيل كامل وثبتت قداستهم , ومهما كان الخلاف حول ذلك بالتأييد أو الرفض فهذا هو الحال , أقول لذلك لأن هناك الكثير من مظاهر العظمة وشهوة الكراسي قد بدأت فى الظهور بين الأكليروس والعلمانيين مع أن الكتاب يقول " لَيْسَ التِّلْمِيذُ أَفْضَلَ مِنْ مُعَلِّمِهِ، بَلْ كُلُّ مَنْ صَارَ كَامِلاً يَكُونُ مِثْلَ مُعَلِّمِهِ " لوقا 6 : 40 . 

ونحن في طريقنا إلى أحد الشعانين بعد أيام قليلة نتذكر المشهد الرائع للسيد المسيح وهو يدخل أورشليم على أتان وجحش مع أنهم كانوا يطلبونه كملك ورفض , هل الدواب من مواكب الملوك ؟؟؟ ومع ذلك ارتجت المدينة صنع ذلك من اجل أن يعطى مثلاً في البساطة ورفض مظاهر الملك الكاذبة الزائلة , مع أنه كان يستحق أن تتقدمه جوقات الملائكة النورانيين فكم بالحرى نحن المساكين التراب وعندما غسل أرجل التلاميذ , بل وفى كل الأناجيل كان يتحاور ويتشاور مع تلاميذه العلمانيين وهو الكاهن الأعظم بل وكانوا يتجاسرون وينتقدونه وهم صيادي سمك , في الوقت الذي نجد فيه رجالات الكنيسة يهمشون المتخصصون في السياسة والعلوم , ويلعبون مكانهم بغير حرفية مما يجلب علينا الويلات , فهل هم أعظم من مسيحهم , أم أنهم لا يقبلون النقد لكونهم يسلبون لأنفسهم مجدا ليس لهم , ومن أعطاهم السلطان لذلك وقد نكشف سر التجارب والمحن التي مرت بنا على مر العقود الماضية بسبب انتفاخ الذات وتعظم المعيشة .
 
هل الحياة في المسيح هي تجارب فقط دون تعزية ؟؟؟ حاشا لأنه مكتوب : " لان نيري هين و حملي خفيف " متى 3:11
لابد أن هناك خطأ , وقد يخدعون البسطاء بتفسير ذلك بسبب خطاياهم , مع أنها خطاياهم هم لأن الشعب قد استوفا البلايا كلعازر وليس له سوى الفردوس  , ولكن خطية العلمانيين أنهم ببساطة أحبوا الأكليروس لدرجة العبادة وجلبوا لأنفسهم غضب الله الغيور الذي لا يعطى مجده لآخر , والدليل التلاميذ عند الصليب هربوا كلهم وتلميذ غريب في الخفاء اسمه يوسف الرامي تبرع له بقبره , ولم يزوره سوى المريمات فقط  , أما خدام المسيح حاليا بتموت الناس في قبورهم عشان البركة , مهما كان أولئك يستحقون ذلك لكن لا يجب أن يكرموا بطريقة تفوق كرامة سيدهم الذي أعطاهم هذه الخدمة ليرفعوا شعبه إلى عبادته والتعلق به ذاته وليس بهم , وإلا يكونوا قد استوفوا خيراتهم على الأرض وسلبوا كرامة ليست لهم ويجلبون علينا غضب الله , جاء الوقت الذي يرجع فيه المؤمن الحقيقي لمجد اسم الله وليس الناس مهما كانوا .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :