عبد المنعم بدوى

ح تشم النسيم فين ... ؟؟
 
هناك عرف غير مكتوب ، تعارف عليه الأنسان المصرى ، بأن يقضى شم النسيم خارج بيته ... بل وخارج مدينته إذا أمكن ... فإذا كان يقيم فى القاهره ، فيجب عليه فى هذا اليوم أن يسافر الى الأسكندريه ، أو السخنه ، أو الغردقه ، أو الفيوم ، أو برج المنوفيه .
 
ومن المتعارف عليه أيضا .. أن يكون معه فى هذه الرحله ، البيض الملون ، الى جانب البصل الأخضر ، والليمون ، مع ملك المائده فى هذا اليوم " الفسيخ " او الرنجه .
 
يقول الكاتب المصرى المسيحى " إدوار الخراط " فى روايته " مضارب الأهواء " .. فى يوم شم النسيم نصحى بدرى أنا وأخواتى البنات ، نور الصباح يدخل علينا من الشبابيك التى تفتحها لنا ماما ، والتى تضع تحت أنوفنا أعواد البصل الأخضر ، نلبس بسرعه وننزل نمشى على البحر ، وبعد ذلك نرجع ونقعد مع الكبار ... ونفطر كبده وكلاوى الخروف ، والبيض الملون ، ونفصص نسايل الفسيخ ، وبعد الفطار ننزل نلعب فى الشارع أمام باب المنزل ... وع الغدا ناكل الباميه اللذيذه مع الضانى والكرشه ، ولحمة نص الخروف الباقى ، بعد ما بابا كان وزع ربع الخروف على الغلابه فى الحته ، والربع التانى إداه للكنيسه ، والفروه للإسعاف .
 
لكن الدنيا أتقلب حالها الأيام دى ...الأسعار نار ، والناس نفسها مسدوده ... شخبطه ولخبطه ... ومنع وحظر ، ودعاوى بعدم الخروج .... تمام يا أفندم !!!
 
كل سنه وأنتم وكل عيد ربيع طيبين ...