الأقباط متحدون | الواد بِلْيَه والرئاسة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:٣٧ | الخميس ٥ ابريل ٢٠١٢ | ٢٧ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢١ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الواد بِلْيَه والرئاسة

الخميس ٥ ابريل ٢٠١٢ - ٥٤: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم:  إدوارد فيلبس جرجس 

كل من يمتلك سيارة في مصر ، ويضطر بين الوقت والآخر للذهاب بها إلى الميكانيكي لعلاجها من وعكة ميكانيكية ، يعرف الواد بليه ويقدره حق التقدير ، الواد بليه التلميذ الذي تفوق على أستاذه ، فهو غالباً يتفوق على الأسطى الكبير صاحب الورشة ، له مواصفات خاصة به ، السن لا يتجاوز خمسة عشر عاماً ، قصير القامة ، ملطخ بالشحوم والسواد وخاصة الوجه ، إذا عجز عن الوصول إلى أي قطعة في المحرك نظراً لقصر قامته فأنه يقفز ويجلس على مقدمة السيارة ، يكفيه البقشيش القليل ليخدمك بعينيه ويسهل لك الأمور وخاصة في غياب الأسطى الكبير .  
                                                 
إذاً يمكن أن نلخص أوصاف الواد بليه أنه صغير السن ، ذكي ، يعمل بجدية ، يتغلب على الصعوبات ويتمتع بالقدرة على الإلتفاف حول أي مشكلة وحلها ، أما مسألة البقشيش فهي حقه ، وهو لا يساوي شيئاً بالنسبة لجشع الأسطى الكبير !! . لماذا لم يرشح الواد بليه نفسه لكرسي الرئاسة حتى الآن ؟ ، ماذا ينقصه أمام السباق الماراثوني الهزلي للترشح لمنصب الرئيس ، جميع فئات الشعب تقدمت لهذا المنصب ، علمت أن نجاراً تقدم للترشح ، وفكرت وقلت لا بأس ، فقد يتمكن من إصلاح أبواب مصر التي عصفت بها الرياح ، وأصبح صريرها يكاد يصم الأذان ، مفتوحة لكل من هب ودب يدخل ويتبجح على أولاد البلد ولا يأبه أحد لمسألة الكرامة ، لكن المشكلة أن المثل يقول " باب النجار مخلع " ، أي أن الريس النجار لن يفيد البلد في شيء . وأيضاً ربة منزل لا تعرف شيئاً عن الدنيا سوى المطبخ وأواني الطبخ ، تقدمت لترشح نفسها ، وأيضاً لا بأس ، فقد يكون على يديها شبع الشعب الفقير التائه خلف رغيف الخبز ، وتقدم له الإسكلوب بانيه والسيمون فيميه ، كما اقترحت ملكة فرنسا على الشعب الجائع الباحث عن الخبز أن يأكل البسكويت والجاتوه ، لكن أيضاً هناك عقبة فقد تخرج فتوى من مجلس النواب الموقر بأن الًإسكلوب بانيه والسيمون فيميه أشياء من اختراعات الكفار ومحرمة شرعاً ، وتفقد الريسة ربة البيت مميزاتها !! . وقيل أيضاً أن مدرساً تقدم للمنصب ، نحن في أشد الحاجة للنهوض بالعملية التعليمية.
 
بعد أن تدنت في جميع المراحل ووصلت إلى مستوى الكُتَّاب ، لكن الخوف أن يكون الطمع في المنصب لغرض في نفس يعقوب ، وأنه يسعى لمزيد من الدروس الخصوصية . إستعراض هذا الكم الهائل بجميع فئاته الذي تقدم للترشح لمنصب الرئيس شيئاً خيالياً، ويكفي أن أختمها بالإعلامي معتز الدمرداش وضيفه الذي أعلن عن نفسه دون حياء بأنه لص تائب , كيف نضمن أيها اللص التائب أنك بعد أن تجلس على الكرسي ، لا تهفو نفسك إلى أغنية المطرب عبد الحليم حافط " وانا كل ما اقول التوبه ترميني المقادير " ، هي البلد ناقصه حراميه يا ريسنا ياتائب  . أحياناً أحاول أن أنتقي الكلمات ، لكن أمام غرابة الحدث أو الموقف أتركها على سجيتها  ، وأمام زفة وعرس الترشح للرياسة ، تندفع الكلمات لا حاكم لها ولا رابط ،  ما هذا الهبل والعبط والسفاهة والخبل والجنون والسخافة وضحالة الفكر هذا إذا كان الفكر موجوداً من أصله !! ، لم نسمع ولم نقرأ ولم تصل إلينا أخبار حتى من قبائل الماو الماو أن منصب الرئاسة يتقدم له المئات ، كتبت كثيراً عن الأمراض التي ظهرت بعد 25 يناير لكن لم أكن أظن أن فايروس العته واحد منها ، وأن المثل القائل " القوالب نامت والنصاص قامت "  فُصل تفصيلاً على ما نراه الآن في مهزلة المترشحين لمنصب الرئيس . وعموماً لا يجب أن نشغل أنفسنا بمثل هذه السلوكيات الوليدة من رحم الكبت والفوضويات الغير خلاقة ، ولنضفها إلى غيرها من المهازل التي أعلنت عن نفسها بعد 25 يناير بكل بجاحة !!! . لقد دخلنا إلى المرحلة الهامة ، اختيار الرئيس للفترة القادمة سواء كانت ستسير على نظام مدتين " 4 + 4 " كالدول المتحضرة ، أو ستستمر بطريقة الأنظمة العربية من كرسي الرياسه إلى القبر.
 
والله أعلم فالأوضاع لا تفصح عما ستأتي به شمس الغد ، المهم يجب أن نضع نصب أعيننا أنها أصعب فترة منذ ثورة يوليو 52 ، لأن مصر أصبحت في وضع غريب جداً ويمكن أن نمد التعبير " غريب جداً " إلى مالانهاية ، والأفضل أن نستبدله بكلمات عامية بأنها هايصه ولايصه ، هايصه كسوق من أسواق الأرياف ، ولايصه في فوضى لم يسبق لها مثيل ، لا أمن ولا أمان ، كل واحد يسير بقانونه الخاص  دون خوف أو رادع ، بالون انتفخ بكل اللاعقليات وقارب على الإنفجار إن لم يكن قد انفجر بالفعل ، أشياء لا مسمى لها نفاجأ بها مع كل طلعة شمس ، ، لم أكن أتوقع أن تمطر سماء الوطن بغزارة السيل كل هذه الغرائب والمدهشات والسلوكيات التي كنا نسمع عنها في أماكن أخرى ونمصمص شفاهنا ، لم أكن أعلم أنها موجودة ومستترة خلف واجهة هشة وتنتظر الفرصة لتحطمها وتنطلق في سرعة جنونية لا توقفها حواجز العيب ولا الأخلاقيات وارتفعت معاول الهدم لتهوي علر رأس الحضارة بأسلوب متحجر الفكر. مسئولية الرئيس القادم مسئولية جسيمة ، إما أن ينجح فيها ويعالج التشوهات التي ظهرت في وجه مصر وكل جسدها ، وإما أن يفشل وينهي على الوجه والجسد معاً . سؤال يفرضه الواقع ، هل المترشحون الذين ظهروا حتى الآن هم صفوة ال 85 مليون ، أم أن هناك من هو أفضل بكثير ، لكنه يخشى الزج بنفسه في الصراع المتوقع ، وهذا أمر مفروغ منه وليس جموحاً للخيال ، سيحدث الصراع سيحدث دون أدنى شك ، وإلى أين سينتهي فهذا علمه عند الله ، وبعيداً عن الذين على الساحة حتى الآن ، كنت أتمنى أن توضع ضوابط للمتقدم لمنصب الرئيس ، تُعطي أملاً للنجاح في مهمته الصعبة ، هذه الضوابط كما تصورتها أنا العبد الفقير تنحصر في الآتي :                                                                                    
! _ أن يحدد عمر المترشح بين 40 – 60 عاماً ، أي مكتمل النضج العقلي ، ولم يصل إلى العمر الذي يمكن أن نسميه بداية العد التنازلي ، ففي مصر سن التقاعد لموظفي الدولة 60 عاماً ، إذاً من المعقول أن يكون هذا السن هو بداية لتولي الرئيس منصبه مضافاً إليه ثمانية أعوام هي مدة الرئاسة لو سرنا على المفروض ، أما الأعمار الكبيرة ونظام حاشب على شنانك يا ريش وطبق مهلبيه قبل النوم  فلا داعي لها ، الخبرة ليست بعدد الأعوام ، لكنها بفعالية الشخص نفسه مع الأحداث وإيجابية التعامل مع المشاكل ، وقد يكون المثل على ذلك أحد المترشحين من أصحاب العمر الكبير ، ترأس الجامعة العربية لفترة طويلة ، ولم يستطع أن ينهض بها حتى إلى مستوى مدرسة ابتدائية ، فأين الخبرة التي ترم عضم مصر المتفكك !! ، وقد يعترض البعض بأن رؤساء بعض الدول الأجنبية تقفز أعمارهم فوق ال70 عاماً ، والرد على الإعتراض وهل نحن في مستوى هذه الدول أنظمة وسلوكيات وحرية وديمقراطية وتسييراً للأمور ، الفرق شاسع يا عم المعترض الله يرضي عليك !! .                          
                                                      
2 _ أن لا يكون المترشح له أي انتماءات للتيارات الدينية ، فالمنصب هو كرسي رئاسة بلد بجميع أطيافها ومعتقداتها ، وليس رئاسة مؤسسة دينية ، وفي ظل مجلس نواب وشورى تسيطر عليهم التيارات الدينية ، لو أتي الرئيس أيضاً على نفس النهج ، ستتحول مصر إلى صورة من الصور البغيضة التي نراها الآن في بعض الدول التي سيطرت عليها التيارات الدينية بل وستزيد عليها لأننا اعتدنا أن نضيف على الشيء أشياء لزوم الفهلوة والشذوذ عن المألوف في أي موقف ، على غرار كل ما حدث بعد 25 يناير وعلى غرار الأعداد والنوعيات المضحكة التي تقدمت للترشح لمنصب الرئيس ، ونعيدها ونكررها وقد تكون للمرة الألف من أجل الشطار الذين يحتاجون للتكرار !!! ، ليس الإعتراض على الدين ، لكن الإعتراض على من يطبقونه بأسلوبهم وأفكارهم سواء المحلية أو المستوردة ، وأعتقد أن كم الفتاوى والأقاويل والحكايات والروايات التي تلصق باطلاً بالدين وتخرج من أفواه اعتادت على رص الكلمات والأحاديث رصاً دون فهم لمعناها يوضح ما أقصده ، ولا داعي لأن نعيد ما كتبناه مراراً في هذا السياق ، ونكتفي بما فعله النائب السلفي المطرود من مجلس الشعب أنور البلكيني الذي أجرى عملية تجميل في أنفه بالرغم من أن هناك فتوى صادرة منهم تقول أن عمليات التجميل محرمة شرعاً ، وزاد على خطيئته الإدعاء الكاذب كي يموه على جراحة التجميل بأنه تعرض للإعتداء والسرقة ، الواقعة في حد ذاتها لا يعنينا منها سوى توضيح أنهم لا يؤمنون بالفتاوى التي يطلقونها ، فهذا النائب ينتمي إلى حزب النور السلفي وعملية فصله من الحزب ما هي إلا عملية تجميلية بتقديم هذا العضو ككبش فداء تفادياً لأي هجوم قد يشن على الحزب كله ، ولو لم ينكشف الأمر أمام الجميع ، أعتقد أنه كان لن يتعرض لأي مساءلة من الحزب ولا من غيره . وإجمالي القول أن جميع المترشحين من خلفيات دينية الأفضل لهم ولمصر أن يتفرغوا للعبادة ولا شأن لهم بالحكم والسياسة ، لأن السياسة داعرة ، ولا يجب خلط الدعارة من قريب أو من بعيد بالمعتقدات تحت أي مسمى .  
                                                       
3 _ أن يكون الرئيس من طبقة الشعب العادية ، وهذا ليس له علاقة بمستواه التعليمي والثقافي وخبراته العملية وليست النظرية ، التي يجب أن توضع كمانشيت عريض لشروط الرئاسة ، والمقصود أن يشعر الرئيس بالشعب ومشاكله ومطالبه ، وأن يوقع على إقرار ذمه مالية قبل أن يلامس كرسي الرياسة ، وأن يسمح بكشف أرصدته الداخلية والخارجية ، وليس في هذا امتهان للكرامة أو جرحها ، فالثقة معدومة حتى يثبت العكس ، وما تكشف خلف النظام السابق أو الإنظمة السابقة بكل خطاياها وأخطائها ، يبرز وجاهة المثل القائل " اللي اتلسع من الشوربه ينفخ في الزبادي "،  وقد يخفف من كر وفر القارئ على كلماتي ما جاء على لسان الإعلامي محمود سعد في برناجه وما تلاه الإعلامي عمرو أديب بفديو مصور ، أن الكتاتني رئيس مجلس الشعب يركب سيارة " بي . أم . دليو " ثمنها يقترب من المليون والتصف من كدح وعرق الشعب ، وأنه سفلت الشارع الذي يقيم به دوناً عن الشوارع الملاصقة وأغلقه من الجهتين ، وأنه يسير في موكب يفوق موكب فتحي سرور رئيس المجلس السابق وقد تكون هذه لفتة بسيطة بأن الإخوة الجدد ليسوا ملائكة ترفرف أجنحتهم لتضلل على مصر والشعب ، وإذا كان هذا حدث في البداية والأمور لم تستقر بعد ، فما الذي سيحدث بعد ذلك عندما تطيب الأمور ، وهل سيتحول المجلس إلى حزب وطني آخر وشيلني واشيلك ياريس.      
                                                       
4_ بعد انحسار موجة الطباخين والنجارين والكمسارية والقرداتيه , والإنتهاء إلى المترشحين الفعليين للرئاسة ،  يجب أن يقدم كل مترشح برنامجه الإصلاحي للنهوض بمصر ، وإن يشترط عليه أن يُفّعِل على الأقل 50% من برنامجه خلال الفترة الأولى وإلا مع السلامة وليأت غيره ، الأمور لا تحتاج لتماحيك السابقين بأنهم تسلموا العهدة خاسرة ، ولف ياشعب على وسطك حزام الجوع ، نعم الوضع سيء فهل أنت قادر أم غير قادر؟! ، ورحم الله إمريْ عرف قدر نفسه .                                                         
هذه بديهيات يشترط وجودها في الرئيس ، وإن لم يوجد من يحملها فأنسب من يتولى الرئاسة الآن هو الواد بليه لأنه صغير السن ، ذكي ، يعمل بجد وإخلاص  قادر على حل أي مشكلة ولا تقف أمامه عقبة ، يرضى بقليله ليخدم الشعب بعينيه بعيداً عن جشع الأسطى الكبير ، الله عليك ياريس بليه!! 
 
edwardgirges@yahoo.com




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :