بقلم : د.جهاد عودة
أغلقت العديد من الصناعات المولده للوقود الحيوى (لايثانول ) فى الولايات المتحده الامريكيه فى الوقت الذى يواصل انتشار فيروس كورونا وتراجع أسعار النفط . بل وصل الامر ان كثيرا مصابع الوقود الحيوى تم استنفاذ راسمالها. الطاقه لها ثلاث مصادر مختلفه تاريخيا اولا النفط (الوقود الاحفوري) والطاقه النوويه وهناك تحول اوربى بطئ ولكن اكيد نحو مصادر اخرى للطاقه وثانيا الوقود الحيوى وثالثا الطاقه البديله الشمس والرياح وغيرها.
فانهيار هذا المصدر من الناحيه السوقيه له تأثير سلبى عظيم على تنافسيه الاويات المتحده عالميا. الوقود الحيوي هو الطاقة المستمدة من الكائنات الحية سواء النباتية أو الحيوانية منها. وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة، على خلاف غيرها من الموارد الطبيعية مثل النفط والفحم الحجري وكافة أنواع الوقود الإحفوري والوقود النووي. بدأت بعض المناطق بزراعة أنواع معينة من النباتات خصيصًا لاستخدامها في مجال الوقود الحيوي، منها الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة. وأيضا اللفت، في أوروبا. وقصب السكر في البرازيل. وزيت النخيل في جنوب شرق آسيا. أيضا يتم الحصول على الوقود الحيوي من التحليل الصناعي للمزروعات والفضلات وبقايا الحيوانات التي يمكن إعادة استخدامها، مثل القش والخشب والسماد، وقشر الارز، وتحلُل نفايات المنازل ونفايات الورش والمصانع ، ومخلفات الأغذية ، التي يمكن تحويلها إلى الغاز الحيوي عن طريق ميكروبات ذات الهضم اللاهوائي. الكتلة الحيوية المستخدمة كوقود يتم تصنيفها على عدة أنواع، مثل النفايات الحيوانية والخشبية والعشبية، كما أن الكتلة الحيوية ليس لها تأثير مباشر على قيمتها بوصفها مصدر للطاقة. يستخدم هذا المصطلح للدلالة على بعض الأنواع الزراعية أو الحشائش التي تزرع بغرض استعمالها لإنتاج الطاقة مثل. يمكن تقسيم محاصيل الطاقة إلى ثلاثة أقسام: 1- المحاصيل التي تستخدم لإنتاج الإيثانول الحيوي: مثل الذرة و قصب السكر، بالإضافة إلى إمكانية تحضير الإيثانول من أي مركب عضوي. 2- المحاصيل التي تستخدم لإنتاج الديزل الحيوي: مثل فول الصويا السلجم والكاميلينا. 3- المحاصيل التي تستخدم لإنتاج الطاقة الحرارية عن طريق الحرق: من أمثلة هذه النباتات الثمام العصوي والحشيشة الفضية. كذلك يمكن استخدام بقايا المحاصيل أو الأخشاب. وتواجه هذه الصناعة، التي كان ينظر إليها كبديل أكثر مراعاة للبيئة وكوسيلة لتجنب بعض الدول الاعتماد على النفط الأجنبي، ضربة ساحقة من جانب آخر. فمصانع إنتاج الإيثانول من الذرة في الولايات المتحدة تغلق أبوابها، وديون المنتجين البرازيليين للوقود القائم على قصب السكر مستمرة في التزايد، كما أن الجهود المبذولة لاستخدام المزيد من الوقود الحيوي أصبحت مهددة في آسيا. أما في أوروبا، فتحول المنتجون إما لخفض الإنتاج أو لتوفير المواد اللازمة لتصنيع معقمات الأيدي.
لكن بالنسبة لصناعة الوقود الحيوي الأمريكية، فإن جائحة كورونا وانهيار أسعار النفط يمثلان فقط الحلقة الأحدث في سلسلة الضربات في تاريخها القصير . وكانت شركة “آرتشر دانيلز – ميدلاند” عملاق الأعمال التجارية الزراعية بدأت إنتاج الإيثانول في أواخر السبعينيات من القرن الماضى . إلا أن الأمر استغرق حتى مطلع الألفية عندما أعلن الرئيس آنذاك جورج دبليو بوش تفويضا لاستخدام هذا الوقود للحد من الاعتماد على النفط المستورد، ومنذ ذلك الحين بدأت الصناعة في الاتساع.
إلا أن بعض المصانع أفلست بعدما ارتفعت أسعار الذرة في وقت الأزمة المالية. وخلال السنوات القليلة الماضية تباطأ النمو في الطلب على البنزين، ما قاد إلى وجود حاجة لتصدير المزيد من الإمدادات الأمريكية. إلا أن الصين توقفت عن شراء الإمدادات الأمريكية بسبب النزاع التجاري بين البلدين. وقد شكل هذا ضغوطا على الصناعة التي لم تعد أبدا كما كانت. ورغم أن بكين بدأت في العودة إلى السوق الزراعية الأمريكية بعد اتفاق مرحلي بين الجانبين، وبدأت في شراء بعض شحنات الذرة، فإن هذا لن يكون كافيا لتعويض الضغط الناجم عن انخفاض إنتاج الإيثانول. وبالمثل، فإن الصورة قاتمة أيضا في البرازيل، حيث تكافح المصانع في ظل انخفاض أسعار كل من السكر والإيثانول.
وأصبح القطاع مثقلا بديون مقومة بالدولار في ظل تراجع العملة البرازيلية الريال إلى مستوى قياسي منخفض. وحتى قبل أن يؤدي تفشي الفيروس في تراجع استهلاك الوقود الحيوى البرازيلي ، صار القطاع يعاني بالفعل من “إعصار” مالي. فقد أغلق أكثر من 50 مصنعا أبوابه منذ عام 2011، كما قدم 70 مصنعا آخر طلبات للحماية من الإفلاس. وفي آسيا، وصلت أسعار زيت النخيل إلى أعلى سعر مقابل الديزل خلال سنوات، وهو الارتفاع الذي من المحتمل أن ينسف الجهود التي تبذلها إندونيسا وماليزيا للترويج للمزيد من استخدام الوقود الحيوي محليا. ومن المؤكد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تتعافى الاقتصادات من آثار الفيروس. ويرى دان كوالسكي نائب رئيس قسم البحوث في بنك “كوبنك” التعاوني الأمريكي، الذي يقدم قروضا للنشاط الزراعي، أن التعافي الاقتصادي قد يؤدي إلى عودة الطلب على الإيثانول في الربع الرابع. ويضيف :”نتوقع أن تستمر مصانع الإيثانول في الإغلاق … وحتى تعود أسعار البنزين إلى معدلها وتدعم عودة أسعار الإيثانول مرة أخرى، فإن وضع الإيثانول سيظل سيئا للغاية”.
وترجع تلك الأزمة إلى زيادة انتاج محاصيل الطاقة الحيوية من ضمنها مساحات كبيرة جدا تزرع في الولايات المتحدة و أوروبا و البرازيل للنباتات زيتية و قصب السكر يمكن استخدام منتجاتها لتشغيل السيارات والحافلات ,انتاج الطاقة . بذلك قلت محاصيل المواد الغذائية في العالم وارتفعت أسعارها بحيث لم تكن في متناول الكثيرين من فقراء أفريقيا وأسيا .
والمأزق الاستراتيجى الامريكى يتعمق اكثر فى يعامل جيش الولايات المتحدة لعامل تغير المناخ كعامل حاسم في إعداده للصراعات المستقبلية. ويتجلى هذا القلق الامريكى ليس فقط في التخطيط الاستراتيجي والوثائق الخاصه به ، ولكن أيضًا في بناء قدرات البنية التحتية وتوفير المواد. ومع ذلك ، فإن الزخم "الأخضر" للجيش يتجاوز نشر التقنيات الموجودة. فيقوم الجيش بالاعداد لدوره كفاعل بيئي ، لا سيما من خلال الترويج لـ "الأسطول الأخضر الكبير" التابع للبحرية الأمريكية ، والذي يدعم بنشاط تطوير الوقود الحيوي المتقدم من خلال دعم تنميتها وتسهيل تسويقها على نطاق أوسع. يعد GGF بتقليل الاعتماد العسكري على الوقود الأحفوري التقليدي وإعادة تكوين مصادر الطاقة الخاصة به ، وبالتالي تقليل الاعتماد على الهيدروكربونات المستوردة ؛ وذلك بهدف قطع العلاقة اللوجيستية بين البنى التحتية الحالية للطاقة ومساحات التدخل العسكري في نهاية المطاف. من خلال هذا الفهم (متكامل للإيكولوجيا السياسية وللجيوبلتكس) الإيكولوجيا الجيوسياسية تسعى الولايات المتحده الامريكيه لتوفير فهم مختلف لطبيعه التسلح .
صار الجيش الأمريكي يعتمد على مقولات تغير المناخ لتبرير توفير معدات عسكرية جديدة قائمه على استخدام قود حيوي متقدم يعزز رؤية لصراعات الموارد لدعم تطوير التقنيات للتغلب على قيود توصيل الوقود إلى الخطوط الأمامية الناشئة. وتم اعتماد منطق " تسليح الطبيعه" كنهج جديد للتدخل الخارجى للولايات المتحده الامريكيه النترتبط بالتغير البيئى. وتعزز البحريه الامريكيه مطالبها للوقود الحيوى بسبب ما يلوح لها في الأفق من ذوبان الجليد الذي سيفتح القطب الشمالي باعتباره "ساحة معركة" جديدة بالضافه إلى الجفاف الناجم عن المناخ الذي قد يزعزع استقرار مناطق بأكملها عبر مساحات شاسعة من جنوب العالم.
للتحضير لهذه الرؤية الخطيرة لتغير المناخ ، يقوم الجيش الأمريكي بالعديد من البرامج للتخفيف من "بصمة" الكربون الخاصة به ، والتكيف مع الظروف الجديدة التي يستعد فيها للتدخل. فتم تتطوير " الأسطول الأخضر العظيم " التابع للبحرية الأمريكية ، وهو مجموعة تكتيكية من السفن الحربية والطائرات مع عمليات تحديث كفاءة الطاقة تعمل على مزيج من الوقود التقليدي والوقود الحيوي المصنّع حسب الطلب والمنتَج من الطحالب وبقايا المحاصيل والأخشاب ، المستخدمة زيت الطهي ولحم البقر ودهون الطعام. وصار الجيش الامريكى يعظم قدرته على التدخل في أسواق السلع ذات الصبغة البيئية وتمويل البنية التحتية كفاعل واعي يستهدف بالوصول إلى موارد كبيرة ودعم عام واسع النطاق.
ليس من سخرية القدر أن يكون الجيش الأمريكي ، أكبر مستهلك فردي للوقود الأحفوري في العالم صار الان في طليعة مستخدمى أنواع الوقود الحيوي من "الجيل الثاني والثالث" ، خاصة كاستراتيجية صريحة للتكيف مع المناخ المتغير . وهذا يضع صانع القرار فى البنتاجون فى صراع ايديلوجى وسياسيى فى حالى استمرار الئيس ترامب وعدم تغيره . الامر الذى من المتوقع ان تندفع الولايات المتحده الامريكيه الى التوقيع مره اخرى او خلق حاله من التفاهم الدولى التى تسمح بالتعايش مع بروتوكول كيوتو أو اتفاقية باريس . ان إن الانتقال إلى الوقود الحيوي يتعلق في المقام الأول بالحفاظ على قوه والهيمنة العسكريه فى المستقبل وذالك لتأمين مصادر الطاقة والمرونة مؤسسيه في سياق المسارح العسكرية المتغيرة باستمرار للنقاط الساخنة للنزاع في جميع أنحاء العالم. فى ضوء هذا الاحتياج الاستراتجى الامريكى الجديد انشأت وزارة الزراعة الأمريكية برنامجًا جديدًا للمساعدة الغذائية اثار فيروس كورونا (CFAP) سيتخذ العديد من الإجراءات لمساعدة المزارعين ومربي الماشية والمستهلكين استجابة لحالة الطوارئ الوطنية COVID-19. وبدأ الجيش لامريكى فى مطع ابريل 2020 بيصال مصانع الايثايول العامله بالمكينه العسكريه الامريكيه .