Société d Archéologie Copte
إعداد /ماجد كامل
تعتبر جمعية الآثار القبطية واحدة من أقدم الجمعيات العلمية المهتمة بالتراث القبطي إن لم تكن أقدمهم علي الأطلاق . ولقد تأسست حوالي عام 1934 وعرفت أولا بأسم جمعية محبي الفن القبطي ؛ واعتبارا من عام 1938 تغير أسمها إلي جمعية الآثار القبطية . مؤسس الجمعية هو المرحوم مريت بطرس غالي (1908- 1992 ) أما عن مريت غالي نفسه فهو حفيد بطرس باشا غالي (1846- 1910 ) رئيس وزراء مصر الاسبق ؛ أتم دراسته في فرنسا حيث درس القانون والعلوم السياسية ؛وبحكم دراسته أهتم بقضايا الاصلاح الاجتماعي ؛فألف كتابا بعنوان "سياسة الغد :برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي " وكان ذلك عام 1938 ؛ثم قام مع الدكتور ابراهيم بيومي مدكور ومحمد زكي عبد القادر بتأسيس "جماعة النهضة القومية " بغرض تنفيذ هذا البرنامج ؛ ثم أصدر كتابا آخر بالاشتراك مع الدكتور ابراهيم بيومي مدكور بعنوان " الأداة الحكومية :نظام جديد وحياة جديدة " وكان ذلك عام 1945 ؛ عين وزيرا للشئون البلدية والقروية في آخر وزارة قبل ثورة يوليو 1952 ؛ثم اختارته الثورة في أول وزارة لها ولنفس الوزارة ؛ عين عضوا في مجلس النواب خلال الفترة من (1950-1952 ) وفي هذه الفترة تقدم بمشروع قانون للاصلاح الزراعي . وكان مقررا للجنة السنوات الخمس لوزارة الشئون الاجتماعية خلال الفترة من ( 1953- 1945 ) .أسس جمعية الآثار القبطية عام 1934 . كما كان أحد رؤساء التحرير المساعدين للمرحوم الدكتور عزيز سوريال عطية ( 1898- 1988 ) في إصدار دائرة المعارف القبطية Coptic Encyclopedia , والتي صدرت عام 1991 . له دراسة عن العلاقة بين الشخصية المصرية والقومية العربية نشرت في مجلة السياسة الدولية عدد شهر أبريل 1974 . كما صدر له كتاب باللغة الانجليزية ؛وعدة مقالات باللغات الانجليزية والفرنسية .
ولقد تأسس اول مجلس إدارة للجمعية وكان يتكون من السادة الآتي أسمائهم :-
1- مريت بطرس غالي رئيسا
2- ميشيل زغيب وكيلا
3- يوسف سميكة أمين صندوق
4- الفونس جريس - عضو
5- جون هيوم - عضو
6- الأب دريتون - عضو
7- روبرت جريج – عضو
8- زكي محمد حسن- عضو
9- سامي جبرة - عضو
10- سيزوستريس سيداروس - عضو
11- كامل عثمان غالب -عضو
12- مستر كريزويل -عضو
13- مرقس سميكة - عضو
14- هنري مونييه - عضو
15- شارل بشتلي - سكرتير الجمعية
16- سند بسطا – مراقب
17- جبران جريس – مراقب
والغرض الرئيسي الذي أنشئت من أجله الجمعية هو دراسة التاريخ والفن والآداب القبطية ؛ أما عن الوسائل التي أتبعتها الجمعة لتحقيق هذا الهدف فهي :_
1- تنظيم المحاضرات والمعارض والرحلات الأثرية
2- المساعدة علي نشر المستندات والمؤلفات المختلفة المتعلقة بالفن والتاريخ والأدب القبطي
3- المساهمة في صيانة وترميم الأبنية القطية الاثرية
4- العمل علي زيادة مقتنيات المتحف القبطي
5- تشجيع كل ما من شانه نشر التراث القطي بمختلف فروعه
ولقد أصدرت الجمعية مجلة سنوية ظهر العدد الاول منها عام 1938 في 68 صفحة ؛ وجاء العدد الثاني في 84 صفحة ؛والعدد الثالث في 115 صفحة مع 20 لوحة فنية .
أما عن مكتبة الجمعية فلقد بدات بتلقي الهدايا المختلفة من خلال ( المعهد الفرنسي للآثار الشرقية – الجمعية الأثرية الملكية بالإسكندرية – المعهد العلمي المصري – دار الآثار العربية ) كما تبرع كل من السادة الأساتذة الآتي أسمائهم بجزء من مكتبتهم لمكتبة المعهد وهم السادة (جرجس فيلوثاوس عوض – الأب بوفييه لابيير – الأستاذ برومستر –الدكتور زكي محمد حسن – الدكتور طوجو مينا – الأب المستشرق يعقوب مويزر – الأب جول سيمون – الدكتور جورجي صبحي- البروفيسر فالتر تل – الأستاذ وينجر – الأستاذ ويلر ) .
ولقد حرصت الجمعية علي تقديم سلسلة من المحاضرات العلمية للجمهور المتعطش للمعرفة في مجال التراث القبطي ؛ وجاء برنامج المحاضرات خلال عام 1939 علي النحو التالي :-
1- محاضرة للأب دريتون مدير مصلحة الآثار المصرية عن "العلاقة بين الفن الفرعوني والفن القبطي " وألقيت بتاريخ 5 يناير 1939
2- محاضرة لعالم العمارة الإسلامية كريزويل بعنوان "التأثيرات القبطية في العمارة الإسلامية " وألقيت بتاريخ 26 يناير 1939
3- محاضرة للدكتر جورجي صبحي استاذ اللغة القبطية بعنوان " نمو اللغة المصرية وتطورها " وألقيت بتاريخ 9 فبراير 1939
4- محاضرة للأب جول سيمون الأستاذ بالمعهد البابوي بروما بعنوان "عوامل وأسباب إضمحلال اللغة القبطية " وألقيت بتاريخ 25 فبراير 1939 .
ولقد كتب الكاتب والمفكر الكبير الأستاذ سلامة موسي ( 1887- 1958 ) مقالا هاما في جريدة مصر بعنوان "آثارنا القبطية تصان وتدرس " نشر بتاريخ 27 مايو 1947 قال فيه " هذا المتحف القبطي كان يحتاج منذ إنشائه إلي جمعية تضم المهتمين بهذه الآثار لبحث مكانتها ومغزاها في تاريخ مصر والعالم ؛ وأستطاع الأستاذ مريت بطرس غالي ان يؤلف هذه الجمعية منذ اكثر من عشر سنوات وان يخرج مجلة الآثار القبطية . وقد أخرج إلي الآن بمعاونة الاستاذ بشنتلي سكرتير الجمعية طائفة من المطبوعات التي تشرح لنا ذلك العصر . وقد أستخدمت المجلة مواهب الكثيرين من المؤرخين الذين درسوا تاريخ الاقباط من مختلف نواحيه منذ العلاقات بين مصر وبيزنطة . ومثل الآثار الباقية في الكنائس والأديرة والجبانات وماكتب علي قبور الاقباط القديمة مما يوضح التاريخ في تلك القرون . وبحث النصوص التي تتصل بالآداب والقوانين والطقوس والكتب المقدسة . وكذلك النحت والرسم ..... الخ . والمجلة التي تخرجها الجمعية هي ثمرة الذكاء والولاء ؛وهي تخرج من وقت لآخر حافلة بالفصول الممتعة التي تشرح تاريخ الاقباط . وهي تكتب باللغات القبطية والاغريقية واللاتينية . ونحن نجد فيها أسماء جورجي صبحي بك ؛ عزيز سوريال عطية ؛ وأسكندر بدوي ؛ وإيريس حبيب المصري ؛ ومراد كامل ؛ويسي عبد المسيح ؛وكذلك أسماء الاب دريتون وزكي محمد حسن والمسيو مونييه وكثير غيرهم من الأوربيين المهتمين بالدراسات القبطية . وقد جمعت الجمعية نحو 1300 مجلد في مختلف المجالات بمختلف اللغات تبحث التاريخ القبطي وما يتصل به .
ولعل القراء الأقباط يجهلون مع الأسف العظيم أن هذه الجمعية قد اقامت معرضا لللآثار القبطية في عام 1944 . وقد ضم هذا المعرض كثيرا من المنسوجات القبطية في القرون الستة السابقة للفتح الإسلامي . كما ضم أيضا الكثير من معروضات الحجر والخشب المنقوشين .
وتنوي الجمعية القيام بإجراء حفائر في الأديرة الأثرية هذا العام .
هذه هي خلاصة موجزة بل قد تكون مخلة في إيجازها عن جهود جمعية تخدم التاريخ القبطي ولكن يجهلها الكثير من الأقباط . ولذلك نحتاج إلي إبراز قيمتها والتنويه بمكانتها . لأنها تزيد وجداننا القبطي إذ تثر أذهاننا في ناحية ثقافية تمس قلوبنا . والفضل الأول في الدراسات القبطية يعود إلي المرحوم مرقس سميكة باشا . والفضل الثاني يعود إلي مريت بطرس غالي . وأخيرا نحب ان نري مؤلفات شعبية باللغة العربية تستخرج من أبحاث هذه الجمعية كي يقف الجمهور المصري مسلميه وأقباطه علي تاريخ هذا الوطن فيما يقرب من سبعمائة سنة تكاد تكون مجهولة " .
ومن أشهر الأعمال التي أهتمت الجمعية بنشرها كتاب تاريخ البطاركة " لساويرس بن المقفع ؛ وقام بتحقيق الكتاب كل من عزيز سوريال عطية بالتعاون مع يسي عبد المسيح والبروفيسر برومستر . وكان ذلك عام 1943 .
" والشيء الجدير بالذكر ان هذه الجمعية قد سبقها محاولتان سابقتان لتأسيس جمعية علمية تهتم بدراسة التاريخ والآثار القبطية ؛ ولكن للأسف الشديد لم يكتب لهما النجاح . المحاولة الأولي جاءت عام 1903 ؛وكانت لجمعية أسمها " جمعية تاريخ الآثار القبطية في مصر " أسسها عالم القبطيات المعروف ألفريد بتلر ( 1850 – 1936 ) ؛ وأشترك معه في تأسيسها كل من عالم الآثار الفرنسي "جان كليدا "( 1871- 1943 ) " وهو العالم الذي أكتشف بقايا آثار دير الانبا أبوللو في منطقة باويط قرب أسيوط ؛ وكان ذلك عام 1900 ؛وهي المعروضة حاليا في أحدي قاعات المتحف القبطي " و "سومرز كلارك ( 1841- 1926 )" عالم العمارة القبطية ؛ وله كتاب هام بعنوان الآثار القبطية في وادي النيل ؛ وقد صدرت له ترجمة عربية قام بها الأستاذ إبراهيم سلامة إبراهيم عن هيئة الكتاب " وبرنارد مورييتز (1859 - 1911 ) "ولقد عمل مديرا للكتبخانة الخديوية خلال الفترة من 25 أكتوبر 1896 حتي 31 أغسطس 1911 " وعالم الآثار الإسلامية ماكس هرتز ( 1856 - 1919 ).
المحاولة الثانية جاءت عام 1908 ؛ إذ اوعز بطرس باشا غالي إلي جمعية التوفيق القبطية بتأليف جمعية عرفت بأسم "جمعية حفظ الآثار القبطية والتاريخ " ووضعت علي رأس الجمعية البابا كيرلس الخامس البطريرك ال 112 ؛ وكان الأعضاء المقترحون هم السادة " مرقس سميكة بك وعطية وهبي بك اسكندر واسكندر افندي قزمان وتوفيق افندي اسكاروس وكامل افندي شحاتة ووهبي بك شحاتة وجبران بك روفائيل الطوخي ؛ ومن البطريركية كان يوجد ارمانيوس بك حنا والقمص بطرس عبد الملك (كاهن الكنيسة المرقسية بكلوت بك ) والقمص يوحنا شنودة (كاهن الكنيسة المعلقة ) ويوسف بك منقريوس واقلاديوس بك لبيب وحبيب افندي جرجس (عن الكلية الأكليركية ) ولكنها للأسف الشديد لم تنعقد إلا مرة واحدة في شهر يونية 1908 ؛ثم انحلت بعدها .
والجدير بالذكر أن جمعية الآثار القبطية ماتزال تقوم بدورها التنويري في خدمة التراث القبطي ومقرها بشارع رمسيس في بجوار الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والكنيسة البطرسية .والرئيس الحالي للجمعية هو المهندس واصف بطرس غالي ؛ وتمتلك الجمعية مكتبة ضخمة تصل عدد مجلداتها إلي حوالي 15 الف مجلد بجميع اللغات ؛ وأمين مكتبة الجمعية السابق هو الأب وديع أبو الليف ؛وهو راهب فرنسيسكاني ولد عام 1953 ؛ وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي الدكتوراة في الدراسات الشرقية المسيحية عام 1984 ؛ كما حصل علي دبلومة في علم الأرشيف عام 1968 ؛ وله عدة مؤلفات وترجمات أشهرها ترجمة كتاب "تقرير الحالة الحاضرة لمصر 1671 " للأب فانسليب ؛وقد صدر عن المجلس الأعلي للثقافة ؛ ومازالت الجمعية تصدر مجلتها السنوية وقد صدر المجلد السابع و الخمسون خلال هذا العام . وحاليا يدير مكتبة الجمعية الاستاذ نبيل فاروق فايز وهو من شباب الباحثين الجادين المهتمين بعلوم القبطيات .