بقلم: د. مصطفي النبراوى
-1-
مرت الحياة الحزبية في مصر من 1906 إلى 2005 بمراحل عديدة دعنا أولاً نُذكّر جيل الحاضر والمستقبل بها:
المرحلة الأولى من 1906 إلى 1914:
1. الأمة (محمود باشا سليمان – أحمد لطفي السيد)
2. الوطني (مصطفي كامل – محمد فريد)
3. الإصلاح على المبادئ الدستورية (الشيخ على يوسف)
4. النبلاء (حسن حلمى زاده – محمود طاهر حقي)
5. المصري (أخنوخ فانوس)
6. الأحرار (محمد بك وحيد – محمد بك نشأت)
7. الدستوري (أدريس بك راغب)
8. الجمهوري (محمد غانم)
9. الإشتراكي (حسن جمال الدين)
الثانية من 1918 إلى 1953:
1. الوفد (سعد باشا زغلول- مصطفي النحاس)
2. الأحرار الدستوريين (عدلى يكن)
3. الهيئة السعدية (النقراشي)
4. الكتلة الوفدية (مكرم عبيد)
5. الإتحاد (حسن نشأت)
6. الشعب (اسماعيل صدقي)
7. الوطني (حافظ رمضان)
8. الإشتراكي المصري (جوزيف روزنتال) الذي تحول بعد ذلك إلى الشيوعي المصري.
9. الإخوان المسلمين (حسن البنا)
10. مصر الفتاة ( أحمد حسين – فتحى رضوان)
السادات وعودة الروح للحياة السياسية - مرحلة المنابر:
1. منبر الوسط (أنور السادات)
2. منبر اليسار (خالد محيى الدين)
3. منبر اليمين (مصطفى كامل مراد)
الثالثة من 1978 إلى 2005:
1. الوطني الديمقراطي (أنور السادات – حسني مبارك)
2. الأحرار الأشتراكيين (مصطفي كامل مراد – حلمى أحمد سالم)
3. حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي (خالد محيى الدين – رفعت السعيد)
4. الوفد الجديد (فؤاد سراج الدين – نعمان جمعة- محمود أباظة)
5. العمل الإشتراكي (إبراهيم شكري)
6. حزب الأمة (أحمد الصباحي)
7. الخضر المصري (عبد المنعم الأعصر)
8. الإتحاد الديمقراطي (إبراهيم ترك)
9. مصر الفتاة الجديد (محمد الوصيف)
10. العدالة الإجتماعية (محمد عبد العال – محمود فرغلي)
11. الشعب الديمقراطي (نور عفيفي)
12. مصر العربي الإشتراكي (وحيد الأقصري)
13. العربي الديمقراطي الناصري (ضياء الدين داود)
14. التكافل (أسامه شلتوت)
15. الوفاق القومي (رفعت العجروي)
16. مصر 2000 (جمال ربيع – فوزى غزال)
17. الجيل الجديد (ناجى الشهابي)
18. الغد (أيمن نور- إيهاب الخولي)
19. الدستوري الإجتماعي (ممدوح قناوي)
20. حزب شباب مصر (أحمد عبد الهادي)
21. حزب السلام الديمقراطي (أحمد بيومي الفضالي)
22. حزب المحافظين (مصطفى عبد العزيز)
23. حزب الجمهوري الحر (حسام عبد الرحمن)
24. حزب الجبهة الديمقراطية (د. أسامة الغزالي حرب)
يمكن تقسيم الأحزاب المصرية من ناحية الفكر والخطاب السياسى إلى قسمين:
الأول: اتخذ الفكر التنويري الإصلاحي والخطاب العقلاني طريقًا لتحديث وتطوير المجتمع المصري تدريجيًا، ومثله حزب الأمة بقيادة أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد ثم حزب الأحرار الدستوريين.
الثاني: اتخذ الفكر الثوري والخطاب الحماسي طريقًا لإعادة بناء المجتمع المصري. ومثله الحزب الوطني بقيادة الزعيم مصطفى كامل وبقية الأحزاب الأخرى بالتبعية وحتى الآن.
و الواقع يؤكد أن التيار الثاني هو الذي ساد وقاد العمل السياسي في المرحلة السابقة تحت مسميات مختلفة (القومية / الإشتراكية / الدينية) نتيجة لأسباب عديدة أهمها تركيبة المجتمع ومستوى الأمية ونوعية التعليم والمستوى الثقافي وأسقف الحريات المنخفضة وغيرها من الأسباب..
ومع قيام ثورة يوليو اختفت الأحزاب السياسية بنوعيها بل جُرّم العمل الحزبي ثم عادت إلى الظهور في عهد الرئيس أنور السادات واستمر عدد الأحزاب السياسية في تزايد إلى أن وصل الآن إلى 24 حزبًا. لكن الملفت للإنتباه هو أن الأحزاب التي عادت أو تكونت كلها تتبع القسم الثاني، و هنا نتساءل مع الدكتور طارق حجي "لماذا عادت كلُ القوى السياسية لمسرحِ الأحداثِ في مصرَ مع السماحِ بالتعدديةِ باستثناءِ تيارٍ واحدٍ لا يوجد اليوم من يمثله إلا أفرادٌ قليلون يعملونَ ويكتبونَ ويحاضرونَ بجهودٍ فرديةٍ غيَر منظمة وسط ضجيجٍ مهولٍ تُحدِثهُ دقاتُ طبولِ التيارِ الآخر والذي لم يعط الواقعَ المِصري (باستثناءِ دقاتِ الطبولِ) غيرَ قائمةٍ طويلةٍ منَ الإخفاقِ والفشلِ؟. كذلكَ فإننا نتساءل: ما الوسيلة التي بوسعها تجميع أنصار هذا التيار في كيانٍ حيويٍ يعملُ على تفعيلِ أفكارِ "الإصلاح" و"التطوير" و"التحديث" والتعامل مع مشكلاتنا تعاملاً عقلانيًا لا يقوم على "الحماس" و"الانفعال" والمبالغة (الهستيرية) في اعتبارات الكرامة وإنما يقوم على تحقيقِ المصالِح برويةٍ و التواصلِ مع العالم واستئصالِ بذورِ "ثقافة الكلام الكبير" من عقول الكثيرينَ من أبناءِ و بناتِ هذا الوطن، وتأسيس ِ"علاقةٍ سلميةٍ" مع "مسيرةِ العلم الحديث" و"ركب التمدن المعاصر"، والتخلي عن بعض عناصر تفكير البعض منَا والمستمدة من "الإطارِ القبلي" قبل أي شيء آخر... ما الوسيلة لتجميع رواد هذا التيار في كيانٍ شرعيٍّ منظمٍ يدعو للعقلانيةِ والتوسط والتعادلية والصلح مع الذات والتاريخ والآخر واللحاقِ بركبِ الحداثةِ و العلمِ والتقدمِ؟؟؟ هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابةٍ مهمة وضروريةٍ و ملحةٍ ".
إن الحياة السياسية في مصر الآن في أشد الحاجة إلى حزب جديد يرفع شعار " العقلانية والليبرالية والديمقراطية" الغائب للأسف الشديد سواء كان شعارًا أو تطبيقًا عن واقع الحياة الحزبية في مصر. ويبقى سؤال أوجهه إلى "طارق حجي" -أحد أهم عقول مصر في الخمسين عام الأخيرة- من غيرك أقدر على قيادة هذا التيار سواء على المستوى المحلي أو العربي؟.... هل يستجيب؟