يستعرض الدكتور عبد السلام عبد المنصف، أمين الفتوى بدار الإفتاء، من خلال برنامجه الرمضاني "لعلهم يرجعون" الذي يعرض على شاشة قناة النهار يوميا في الخامسة والربع مساء والإعادة في التاسعة والربع صباحا؛ كيفية ربط الأحداث الكونية من خلال القراءة الضرورية للقرآن والسنة النبوية، مجيبًا عن كثير من التساؤلات المطروحة من معظمنا حول وباء كورونا وغيره من الأحداث الكونية.
ويستهدف "عبد المنصف" من خلال الحلقات المقبلة للبرنامج استعراض الأمور الواجب اتباعها واعتقادها من قِبل المسلم في فترة الأزمات وبيان فقه الأولويات لتصحيح الصورة الدينية والاعتقادية للمسلمين في ظل تلك الأزمة التي يمر بها العالم، وجاءت حلقته الأولى في غاية الأهمية كمقدمة ضرورية لا بد من فهمها مبينا من خلالها قائلا:
أن الله سبحانه وتعالى بيرسل نوعين من الآيات:
1- آيات قرآنية "مقروءة" المعروفة بالقرآن الكريم وأيضا ما جاء عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
2- آيات كونية.. "منظورة أو مشاهدة" عبارة عن الأحداث اللي بتحصل في الكون.
ويضيف: "اللي يهمنا النهاردة في حلقتنا هي الآيات الكونية.. الآيات الكونية لما نيجي نقرأها لازم نترجمها بطبيعة الحال من خلال الآيات القرآنية"، مضيفا:" علشان أقرب لكم صورة المسألة لما نيجي نقرأ مثلا في آخر سورة آل عمران بنتوقف عند آيات في غاية الجمال يقول الله سبحانه فيها: { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190)، أولي الألباب المقصود بيهم: أصحاب العقول المتفكرة في الكون.
ويتابع: "شوف ربنا بيوصف فعلهم ويقول: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ. يعني بيفكروا في كل اللي يحصل في السموات أو في الأرض من أحداث كونية، وبيبقى رد فعلهم تلقائيا بعد النظرة ديه للكون (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191].. هما قعدوا يفكروا ويتدبروا في هذا الكون المخلوق العجيب اللي بيدل على حسن صنعة الخالق، فالمسلم في نهاية التفكير تلاقيه على طول بيقول: رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
وبين: أن آيات الكون مش محصورة لا بزمان ولا بمكان، كما يقول الله سبحانه: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وفي أنفسهم} يعني على مرِّ الزَّمانِ والمكانِ، طب هي الآيات دي ليه بتحدث. فنلاقي ربنا بيقول: (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ} [فصلت: 53]
وأن هذا الوباء بمثابة آية كونية من لله للناس لعلهم يرجعون عما هم عليه من بعد وفساد وإفساد.