بقلم : د.جهاد عودة
من الناحية المنهجية لابد من التفرقة بين المرض والوقاية من المرض بالتالى التفكير الجيوبلتكى الأصح هو كيف نصنع مسارات للقوه فى العالم تساعد على الوقايه من المرض اخذا فى الاعتبار امراض الالفوانزا ستعيش معنا لفتره طويله وستتطور فى اشكال جديده وغير متوقعة، وهى لا تتبع نمط قومى فى الاصابه بالمرض. هكذا صارت هناك علاقات سببيه وسياقيه عميقه بين الطب والعلاقات الدوليه وحقوق الانسان.
فجيوبلتكس الوقايه من المرض هو البحث فى اسباب تمتع جماعه قوميه او دوله او تحالف بين الدول بالوقايه من امراض الالفلونزا من حيث المبدأ كثر من غيرها. وهذا القول مختلف عن القيام بهجوم بيلوجى باستخدام الالفلونزا من دوله ضد اخرى. فالبحث الاول مرتبط بجيوبلتكس الوقايه اما الثانى هو مرتبط بسيايات الدفاع البيلوجى.
هنا نتحدث عن الجيوبلوتكس وليس سياسات الدفاع. من حيث الاصل جيوبلكس الوقايه ينصرف الى ثلاثه موضوعات كبرى ، اولها ، الصله بين التاريخ الوطنى للوقايه وظهور واداء الهياكل الصحيه الدوليه والعالميه خلال القرن العشرين والواحد والعشرين، ثانيها، التنظيم الصحى الاقليمى وحركه الناس فى انماطها الاجتماعيه عبر الحدود الوطنيه، ثالثها، اداء شبكات الرقابه الوبائية العالمية المعاصرة العامه الدوليه والاقليميه و الخاصه بين الدول.
وهناك عده ملاحظات حيويه فى هذا السياق المنهجى :
1- هناك اثار جيوبلوتكيه فى نمط تفشى المرض فى الدول ذات السياده وكيف يحدث نشاط استباقى يتجاوز الدوله القوميه . ولنها هنا نموذج شهير وهو التدخل الاوربى فى الامبراطويه العثمانيه لمنع انتشار الكوليرا.
2- ان نمط التعامل مع اى مرض معدى فى الاطار الوطنى محكوم دائما بقواعد قانونيه و بيروقراطيه لا يمكن فهمها والتعامل الفعال معها لا من الداخل الوطنى وهناك دائما صراع ادارى حول حدود تطبيق القانون وملائمه المرضيه للتطبيق وانواع الاستحقات الماليه والادبيه المستحقه.
3- هناك بعض المؤسسات الخاصه الدوليه المانحه لها قدره اكبر على الاختراق الوطنى.
4- كانت دائما المراقبه الصحيه للحدود الوطنيه محدوده وغالبا بعد الاصابه بالمرض ولكن الان صارت الرقابه الصحيه لكافه العابرين استباقيه او عند الدخول البلاد.
5- صار هناك اهتمام كبير بتوافر شبكات استخبارات الصحة العامة العالمية والاقليميه حيث صار هناك مشاركة فى المعلومات الوبائية وفق سياق البروتكولى المعقود.
6- بزوغ مفهوم استراتجى عام حول الامن اليبولوجى العالمى .
7- تطور مفهوم الوقايه الجيوبلوتكيه من المرض ليتصل بمفومين فرعيين هما اولهما ، الاتصالات التكنولوجبه واثارها البيولوجيه، ورغم قدم هذا الفرع الا نه ضم ضمن الوقايه الجيوبلوتكيه، والثانى ، ثقافه الوقايه الجيوبلوتكيه من المرض فى هذا السياق تم التفكير فى مسأله التباعد الاجتماعى ومنهجيات العمل والتجمع فى ظل التباعد وفنيات اللهو فى هذا السياق وتعتبر الصين رائده فى هذا الامر من خلال تطبيقاها التكنولوجيه.
7- تطور مفهوم الوقايه الجيوبلوتكيه من المرض ليتصل بمفومين فرعيين هما اولهما ، الاتصالات التكنولوجبه واثارها البيولوجيه، ورغم قدم هذا الفرع الا نه ضم ضمن الوقايه الجيوبلوتكيه، والثانى ، ثقافه الوقايه الجيوبلوتكيه من المرض فى هذا السياق تم التفكير فى مسأله التباعد الاجتماعى ومنهجيات العمل والتجمع فى ظل التباعد وفنيات اللهو فى هذا السياق وتعتبر الصين رائده فى هذا الامر من خلال تطبيقاها التكنولوجيه.
والواقعية الجديدة الدفاعية هي نظرية بنيوية مستمدّة من مدرسة الواقعية الجديدة في نظرية العلاقات الدولية. وجدت أساسها في عمل كينيث وولتز نظرية «علم السياسة الدولية»، حيث يجادل وولتز بأن البنية الفوضوية للنظام الدولي تشجّع الدول على الحفاظ على سياسات معتدلة ومحافظة لتحقيق الأمن. في المقابل، تفترض الواقعية الهجومية أن الدول تسعى إلى زيادة قوّتها ونفوذها لتحقيق الأمن من خلال السيطرة والهيمنة. فجيوبلوتكس الوقابه يعتمد على مبادئ الواقعيه الدفاعيه.
تؤكّد الواقعية الجديدة الدفاعية أن التوسّع العدواني كما يروّج له باحثو الواقعية الجديدة الهجومية يزعج ميل الدول إلى الامتثال لنظرية توازن القوى، مما يقلّل من شأن الهدف الأساسي للدولة، الذي يجادلون فيه وهو ضمان الأمن. في حين أن الواقعية الدفاعية لا تُنكر حقيقة النزاع بين الدول، ولا تنكر أيضًا وجود حوافز لتوسّع الدولة، إلا أنها تدّعي أن هذه الحوافز متقطّعة وليست متوطّنة.
تشير الواقعية الدفاعية الجديدة إلى «المُعدلات البنيوية» مثل المسألة الأمنية والجيوبلوتكس والمعتقدات والنظريات الخاصة لتفسير اندلاع الصراع. وهناك خمسه مبادئ للواقعيه بشكل عام تسعدنا على فهم جيوبولتكس الوقايه وهى:
1- النظام الدولي فوضوي بمعنى ليس هناك سياده عالميه بل دول تتصارع مع بعضها البعض.
2- تمتلك الدول بطبيعتها بعض القدرات العسكرية الهجومية، والتي تمنحها القدرة على الأذى وربما تدمير بعضها.
3- لا يمكن للدول أن تكون على يقين من نوايا الدول الأخرى.
4- الدافع المحرّك الأساسي هو البقاء.
5- تفكر الدول بطريقة استراتيجية في كيفية البقاء في النظام الدولي. هذه الافتراضات الخمس تكمن وراء اعتقاد الواقعية القديمة إلى أن بقاء الدولة يتحقّق من خلال «المساعدة الذاتية». ومع ذلك، فإن الواقعية الجديدة تحيد وترفض افتراض الواقعية الكلاسيكية الرئيسي هو ان الطبيعه الانسانيه الشريره هى التى تقود العالم. وتقدم مفهوم النظام الدولى واتزانه كاساس لقياده العالم .
و يؤكد الواقعيون الجدد أن الفوضى الكامنة في بنية النظام الدولي هي القوة المحرّكة للسياسة الدولية. الدول تسعى للحفاظ على موقعها في النظام. وان الفهم الاتمبرطورى للعالم يئدى فى نهايه الامر الى تراجع القوه الوطنيه.
تسعى الواقعية البنيوية أو الواقعية الجديدة إلى شرح العلاقات الدولية على أساس الضغوط الهيكلية التي تسببها الفوضى. دعنا نتصور الفوضى هى المرض التاجى و جيوبولتكس الرعايه هى استقرار النظام . ومع ذلك ، يختلف الواقعيون البنيويون في تقييمهم لكمية حالات القوة التي تتطلبها هذه الظروف. لهذا السبب ، غالبًا ما تنقسم الواقعية الجديدة إلى فرعين فرعيين: الواقعية الدفاعية والهجومية. تدعي الواقعية الدفاعية أن الدول يجب أن تكتسب كمية مناسبة من القوة اللازمة لتزدهر. ومع ذلك ، يجب ألا يزيدوا من قوتهم النسبية إلى أقصى حد في محاولة ليصبحوا هيمنة. يعتبر مثل هذا السلوك عكسيًا لأنه سيثير تشكيل تحالف معارضة من شأنه أن يقوض موقفهم وعلى النقيض من ذلك ، تؤكد الواقعية الهجومية على أنه ينبغي للدول أن تزيد من قوتها النسبية لتصبح هيمنات ، إذا كانت لديها الفرصة للقيام بذلك. من وجهة النظر هذه ، فإن رجحان القوة هو أفضل ضمان لبقاء الدول. هنا نفضل بالطبع الواقعيه الدفاعيه وذلك لان طبيعه النظام الدولى فيما بعد 1991 وهذا وقت اعلان جورج هربرت بوش الاب اننا نعيش فى نظام دولى جديد . الذى لم يدركه جورج بوش الاب ان النظام فى طبعته الجديده لايمكن ان تفرض عليه هيمنه عالميه من اى قوى . وهذا يتناسب مع منطق تناقص القوه الدوليه وعجزها. وهذا يتلائم تماما معجيوبولتكس الرعايه ضد المرض.
إحدى العقبات التي تحول دون هيمنه بكين العالميه هي التساؤل حول سبب كون الصين مصدر العديد من حالات تفشي الإنفلونزا التسلسلية. ربما بدأ جائحة "الإنفلونزا الإسبانية" عام 1918 مع العمال الصينيين . يتعين على الصين تنفيذ إجراءات صارمة لتنظيف الأسواق الرطبة التي تعد أرضا خصبة لتكاثر فيروسات الأنواع. إن "السيادة الوطنية" هو مفهوم قانونى لا معنى له فى الواقع التجريبي للأمراض التي تعبر الحدود بسرعة البرق. لقد عزز صعود الصين الذي استمر أربعة عقود من وزنها بشكل كبير في المؤسسات الإقليمية والعالمية ، كما عزز مكانتها كمركز لسلاسل التوريد العالمية عبر مجموعة واسعة من قطاعات التصنيع. سلط هذا الوباء الضوء على اعتماد العالم على الصين في الإمدادات الحيوية. من الآن فصاعدا ، بدأ هناك توجه استراتيجى جديد فى الاعتماد على الذات وتنويع الموردين. وضعت الصين رعاياها على رأس أربع من وكالات الأمم المتحدة المتخصصة الـ 15. وبان اخلال ترامب من عدم قدرته على نظام التجاري العالمي وفق تصوراته وسط الحطام المحتمل للاقتصادات الغربية الكبرى وعمليات الإغلاق الممتدة . فى قول اخر ، هناك معضله جيوبلوتكيه كبرى فى تصميم نظام للرعيه متزن دوليا.
