سليمان شفيق
يتواصل رمضان مع المصريين ورغم الكورونا نعود الي شخصية من الشخصيات الرمضانية المهمة (المسحراتي )
"اصحى يا نايم... وحّد الدائم"... مقولة تهز شوارع مصر للمسحراتي، الذي بات أشهر طقوس شهر رمضان، حيث يتجول ممسكاً "طبلة" لإيقاظ النائمين من أجل تناول وجبة السحور.
وعُرفت فكرة المسحراتي قديماً لإيقاظ الناس من أجل التسحّر، وبرغم أن الفترة الأخيرة شهدت تطوراً تكنولوجياً ووجود ساعات ومنبهات في كل المنازل، إلا أن المسحراتي ظل أشهر طقوس الشهر الكريم وحافظ على وجوده، حيث تشتهر كل منطقة أو شارع في مصر بوجود مسحراتي يعرف أهل منطقته جيداً ويتجول للنداء عليهم كل باسمه قبل أذان الفجر بوقت كافٍ من أجل الاستيقاظ.
ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية، لجأ المسلمون إلى أساليب جديدة لإيقاظ الناس للسحور، حتى ظهرت فكرة المسحراتي في مصر لأول مرة في العصر العباسي، حيث يُعد والي مصر إسحق بن عقبة أول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها إلى تناول طعام السحور العام 238 هجرية.
وفي العصر الفاطمي، أمر الحاكم بأمر الله الفاطمي الناس بأن يناموا مبكرين بعد صلاة التراويح وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقّون أبوابها ليوقظوا الشعب للسحور، قبل أن يتم تعيين مسحراتي لكل منطقة بعدها وكان يدق أبواب المنازل بعصا يحملها، قبل أن يظهر المسحراتي في شكله الحالي ممسكا بـ"طبلة" في عصر المماليك.
ويمسك المسحراتي بالطبلة التي يدق عليها دقات منتظمة، وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة على رأسها "اصحَ يا نايم وحّد الدايم" و"الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم".
كما اتخذت مهنة المسحراتي بعداً فنياً على يد الشاعر فؤاد حدّاد والموسيقار الراحل سيد مكاوي، حيث انطلق مسحراتي الإذاعة، وفي العام 1964، ومع انتشار التلفزيون أبدع "مكاوي" في مزج هتافات المسحراتي مع الوعظ والإنشاد.
المسحر أو المسحراتي وفي بلاد المغرب يسمى النفار هو الشخص الذي يأخذ على عاتقه إيقاظ المسلمين في ليالي شهر رمضان لتناول وجبة السحور. والمشهور عن المسحراتي هو حمله للطبل أو المزمار ودقها أو العزف عليها بهدف إيقاظ الناس قبل صلاة الفجر. وعادة ما يكون النداء مصحوباً ببعض التهليلات أو الأناشيد الدينية. مع تقدم الزمن وتطور المجتمع والتكنولوجيا، بدأت هذه المهنة بالانقراض، واختفى المسحراتي من معظم الحارات والأحياء، بعدما كانت مشهورة ومتزاولة بقوة في معظم الدول العربية.
.
كان "المسحراتية" في مصر يطوفون في شوارع المدينة أو القرية يرددون الأناشيد الدينية وينادون الناس ليستيقظوا طالبين منهم أن يوحدوا الله، ويضربون على طار ضربات متوالية حتى يسمعهم النائمون فيهبوا من نومهم لتناول السحور.
كان والي مصر إسحق بن عقبة أول من طاف على ديار مصر لإيقاذ أهلها للسحور، وفي عهد الدولة الفاطمية كانت الجنود تتولى الأمر. وبعدها عينوا رجلا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلا «يا أهل الله قوموا تسحروا» ولاحقا أصبح يقول عبارات من قبيل:
«اصحي يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم»
«السحور يا عباد الله»
«يا نايم اذكر الله.. يا نايم وحّد الله»
عبارات المسحّرين
المسحّراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية في الأحياء الشّعبية موقظاً أهاليها للقيام على ضرب طبلته وصوته الجميل يصدع بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم:
يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله
يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك
قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم
ويقوم بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته. وقديماً كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة ، فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد.
في المغرب
كان النفار في المغرب شخصية يستعمل مزماره الطويل في إيقاظ الناس لتناول السحور، كما أنه كان يحفظ أناشيد دينية.
في فلسطين
من عبارات المسحراتي بالطبل:
يا عباد الله وحدّوا الإله
واذكروا الإله يا عباد الله، وحدّوا الله
سحورك يا صايم، قوم وحد الدايم