أسرار منع زيارة القدس...... (1)
بقلم : د.ممدوح حليم
هذه الأيام، يحتفل المسيحيون في العالم كله بعيد قيامة المسيح عقب صلبه، وينتهز كثيرون منهم هذه الأيام ليزوروا الأراضي المقدسة في إسرائيل وفلسطين ليعيشوا هذه الأحداث المقدسة في بيئتها الطبيعية وسيتثنى من هذا المسيحيون العرب.
وكانت مصر قد وقعت معاهدة للصلح مع إسرائيل عام 1979، ومن ثم يفترض انتهاء القطيعة وأن يعود الأقباط لزيارة هذه الأماكن لاسيما أن لديهم فيها ممتلكات كثيرة تتضرر كثيرًا جراء عدم زيارتهم لها.
لكن ما هي الأسباب الحقيقية وراء منعهم من الذهاب إلى هناك؟ هل هي دينية أم سياسية؟ وهل هناك أسباب غير معلنة؟
لنبدأ القصة من أولها......
وقع الرئيس السادات معاهدة السلام ودفع حياته ثمنا ً لذلك، وجاء بعده مبارك الذي اشتهر بالحذر إذ خشي أن يلقى مصير سلفه، ومن ثم سعى إلى تجميد الاتفاقية أمام الرأي العام في مصر لكنه أظهر عكس ذلك أمام العالم، على أنه لم يدع الأمور تصل إلى حد المواجهة العسكرية التي كان يدرك تكلفتها كعسكري قائد في حرب العبور.
الملاحظة الأولى أن السادات لم يمكث طويلا ً بعد معاهدة السلام، مات بعد عيدين اثنين للقيامة فقط، كان مهموما ً خلال هذه الفترة بإتمام الانسحاب وقمع المعارضين للاتفاقية، لم يكن التطبيع قائما ً آنذاك بقوة، ومن ثم من المستبعد أن يكون قد مارس ضغوطا ً على البابا ليجعله " يجعل الأقباط يزورون القدس"، ولو أراد السادات ذلك لوجد آلاف الأقباط يقبلون ذلك دون الحاجة لموافقة الكنيسة فحق السفر متاح للجميع إلا للمجرمين والمتهمين في القضايا الجنائية، كما أن مبدأ التعامل مع الأقباط وجعلهم رهينة في يد القيادة الكنسية وجعلهم ورقة يتم التلاعب بها بين القيادتين السياسية والدينية لم ينضج إلا في عهد مبارك. كما أن الكنيسة ليست سفارة تمنح تأشيرة السفر أو تحجبها. إنها ليست جهة اختصاص.
لكن ماذا تم في عهد مبارك؟ وكيف تم منع الأقباط سياسيا ً وتم تنفيذه دينيا ً، من زيارة القدس.... هذا ما سنراه في الحلقة القادمة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :