د. مينا ملاك عازر
توصلت السويد إلى هذه القناعة تجاه مناعة القطيع، بعدما استقر عدد المصابين الجدد بكورونا، مؤخراً رغم زيادة عدد الاختبارات في البلاد، لكن كبار السن كانوا أكثر تأثراً بالوباء، ووصل العدد الإجمالي للمصابين بفيروس كورونا المستجد في السويد إلى 16 ألفا، توفي 1937 منهم، وأغلبهم من كبار السن.
وإذا كانت السويد تتحدث عن نجاح تجربة مناعة القطيع، فإن بريطانيا لم تفلح في ذلك، لأن رئيس الوزراء، بوريسون جونسون، الذي كان من المدافعين عنها، أصيب بفيروس كورونا وقضى عدة ليال في قسم العناية المركزة بعد تدهور حالته الصحية، واضطرت بريطانيا إلى إغلاق البلاد، ووصل العدد الإجمالي للمصابين حتى يوم كتابة المقال إلى أكثر من 133 ألفا، فيما قفز عدد الوفيات، يوم الخميس، إلى أزيد من 18 ألفا.
يقول المدافعون عن "مناعة القطيع"، إنها تشكل الخيار الأقل سوءًا، لأن حالة الإغلاق التي تفرضها بعض الحكومات، لاسيما في الدول النامية، تؤدي إلى تبعات اقتصادية كارثية، لأن نسبة كبيرة من الناس يعملون بشكل يومي ويكسبون قوتهم من الخروج إلى الأسواق والأماكن العامة، ولا يستطيعون المكوث في البيوت، رغم وجود مبادرات دعم حكومية وخيرية لمساعدتهم.
لكن مناعة القطيع ليست آمنة العواقب أيضاً، فإذا كانت قد آتت ثمارها في دولة متقدمة مثل السويد، فإنه من شأنها أن تسفر عن وضع كارثي في دول أخرى ذات أنظمة ضعيفة للرعاية الصحية، وربما تجد المستشفيات نفسها عاجزة أمام عدد هائل من المرضى، في حال أزيلت القيود المفروضة على التنقل، وبما أن "مناعة القطيع" تسمح للفئات الأقل عرضة بأن يخرجوا، أي شريحة الشباب، فإن منظمة الصحة العالمية نبهت في وقت سابق إلى أن صغار السن ليسوا في مأمن من المرض، حتى وإن كان المسنون أكثر ضحايا المرض.
وتفترض مناعة القطيع أن الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا ثم يتعافون منه يصبحون محصنين ضد المرض، لكن هذا الأمر ما يزال محل تشكيك من قبل بعض الباحثين، لأن عدداً ممن تماثلوا للشفاء شخصت لديهم الإصابة مجدداً، وقالت مديرة المراكز الكورية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، جونغ أون كيونغ، ليست ثمة معلومات كثيرة حول المناعة التي تحصل لدى المتعافين، في إشارة إلى أن الأشخاص الذين تماثلوا للشفاء ليسوا في مأمن تام من المرض.
والسؤال هنا، هل مصر السويد؟ هذا ليس صحيح، فمرضانا بأمراض مزمنة كثر، وطاقة الاستيعابية لعلاج المصابين ضئيلة وبسيطة ومهما مدحنا في جيشنا الأبيض، فإهمال الشعب وعدم وعيه قاتل أكثر من فايروس كورونا، وهل طاقتنا الاقتصادية مهما شكرنا فيها ومن خططوا لنجاحها وافتتاح المشاريع قادرة على حظر كامل كما فعلت سنغافورا؟ الإجابة لا بالطبع، خاصة وأن سنغافورا لم تفلح في القضاء على الفايروس وإن سقطت بريطانيا بكل إمكاناتها وتقدمها ونظامها الصحي المتميز، فهل نصمد نحن بما يعيب سلوكيات شعبنا وجهل الأغلبية ليس أمية ولكن جهل بخطورة الموقف خاصة بمحاولات الحكومة لإرضاء البعض من الحالمين بعودة الحياة الاقتصادية مهما تكبدنا من خسائر بشرية، حيث بلغ عدد الإصابات منذ عدة أيام 4319 وعدد الوفيات307 وتمثل نسبة عالية مقارنة ببعض الدول العربية مثل السعودية وبلغت الاصابات بها17522 بينما الوفيات139 وأيضاً الإمارات بلغت الإصابات 10349 والوفيات بها 76 بينما قطر سجلت الاصابات 10297 والوفيات 10، اذا فان الاستعجال بعودة الحياة الاقتصادية سيؤدي لخسائر بشرية، وهي خسارة لا تعوض للأسف.
المختصر المفيد الحل في مصل ينقذ الدول النامية مثل مصر، فنحن دولة نامية مهما قدمنا المساعدات للصين وإيطاليا وأمريكا.