صورة تحمل معنى البراءة يملؤها الوجع أيضا، فأدمت القلوب لقطة تم تداولها لطفلين في مستشفى العزل بأسوان، وأثارت تعاطف كل من رآها، ولعنة لهذا الفيروس الذي لا يفرق بين صغير ولا كبير، كما جاءت معها الكثير من الدعوات بالشفاء للطفلين اللذين لا ذنب لهما سوى أنه تم نقل العدوى لهما من أبويها من أفراد طاقم مصر الأبيض'> جيش مصر الأبيض، وما زاد من حالة التعاطف تلك هو ظهورهما في صورة وهما يرتديان زي العزل داخل المستشفى برغم صغر عمرهما الذي لم يتجاوز الـ3 سنوات ونصف.


هذه الصورة والطفلين اللذين يتواجدان فيها، وكيفية إصابتهما وعلاجهما في مستشفى العزل، يكشفها والدهم "عمر عبدالله" في حديثه للوطن، ساردا كواليس إصابة توأميه اللذين يبلغ عمرهما 3 أعوام و4 أشهر، كما أوضح حالتهما الصحية، بعد مرور أكثر من أسبوع علي وجودهما داخل مستشفي الصداقة بأسوان لتلقي العلاج.

يقول "عبدالله" وهو فني أشعة في مستشفى الأقصر، أنه بعد التأكد من إصابته وزوجته وطفليه توجها لمستشفى الأقصر لتلقي العلاج ثم تم نقلهم إلى مستشفي أسوان، ويتحدث الأب عن محاولاته هو وزوجته للتهوين علي طفليهما قائلا ( طبعا سنهم صغير ومش فاهمين إيه اللي بيحصل عشان كده خايفين جدا لكن إحنا بنحاول نفرحهم بالألعاب".

ينتظر فني الإشاعة وزوجته نتيجة التحاليل داعيا الله أن يكون الفيروس قد غادر أسرته الصغيرة ليتمكنوا من العودة لمنزلهم، ويكمل حديثه "إن شاء الله نخف وأطمن على ولادي وأرجع مكاني وسط زمايلي تاني أنا وزوجتي عشان نكمل في الحرب ضد الفيروس ده وإن شاء الله مصر تنتصر عليه قريب".


بداية القصة يرويها الأب مشرف أشعة بمديرية الشئون الصحية وفنى أشعة مقطعية بمستشفى الأقصر الدولى، لافتا إلى أنه لا يعلم من أين أصيب هو وأسرته ولكنه يعمل بصورة يومية فى الأشعة بالمستشفى ولا يدرى هل خالط حالات مصابة بفيروس كورونا من عدمه، بالإضافة إلى زوجته "نعمة مصطفى" التي تعمل بمستشفى الحميات بمحافظة الأقصر، وهى أول من شعر بأعراض تشبه أعراض كورونا يوم الثلاثاء قبل الماضى، وتوجه بها لمستشفى الحميات وترك طفليه "محمد و"فريحة" ليكتشف إصابتهما بعدها بيومين ليصاب بالذهول "ولادي 3 سنين و4 شهور كنت مرعوب عليهم ومش قادر أتكلم من الصدمة ولا عارف هعمل ايه".

"كان كل واحد فينا في مكان لحد ما قدمت طلب أنه مراتي تكون معايا في نفس الأوضة علشان تراعي الولاد"، بحسب "عمر"، وهو ما تحقق بالفعل وتم نقلهم جميعاً لغرفة واحدة بمستشفى الصداقة بأسوان.

يقضي عبدالله ساعات وليالي مع زوجته وأولاده في غرفة واحدة لا يخرجون منها، يلعبون وياخذون العلاج ويقضون أوقاتهم سويا، مشيدا بالمعاملة بالمسشفى، حتى إن الإدارة جاءت إليه بفوانيس رمضان كإهداء لتوأميه، "بنقعد مع العيال ونلاعبهم بس هما عايزين يمشوا ومش مستحملين وكل شوية يقولولنا يلا بينا نروح".

لا يوجد تليفزيون أو وسائل ترفيه في المستشفى كما أن منعهم من الخروج من الغرفة يجعلهم يقضون أوقاتهم وهم يشعرون بالملل يعدون الساعات والليالي للشفاء والخروج، "ولادي مش فاهمين حاجة لأنهم لسه صغيرين وبيصعبوا عليا".

وجود زوجته بالمستشفى فرق معه في العلاج، وحسن من حالته النفسية وهي أيضا فيشدون بأزر بعضهما "من كام يوم كانت تعبانة خالص مسكت إيدها ووقفت جنبها وقلتلها ربنا هيسترها وهيطلعنا من الأزمة وقولي يا رب، والحمد لله بنصلي سوا انه ربنا يخفف عنا والمهم الأطفال ربنا ينجيهم".

وعن حالتهم الصحية داخل المستشفى بالعزل قال الأب "إنهم بحالة صحية جيدة وينتظرون التحاليل لهم للتأكد من سلبية أو إيجابية تحاليلهم، داعياً الله أن يخرجون من تلك الغمة ويتعافون تماماً "الحمدلله ولادي مناعتهم قوية، وده من ستر ربنا وانه محافظ عليهم".

"الناس قالولي جزمتكم فوق رأسي" وحكي الرجل الثلاثيني عن معاناته مع التنمر وأهل قريته عقب علمهم بإصابة زوجته في البداية فكانوا يتجنبون الحديث أو الاختلاط معه لكنه يعود ليؤكد أن هذه الصورة تبدلت تماما بعدها "الناس بقت تتصل بينا تقولنا جزمكم فوق دماغنا لكنهم مازالوا خائفين من التعامل مع باقي أسرتنا" التي طالب بالفعل بعمل تحاليل لهم وتم اكتشاف إصابة شقيقته وزوجة أخيه واللتين تتواجدان الآن بمستشفى حميات الأقصر "الواحد بقى واقف عاجز وخايف على كل اللي بيحبهم".

ووجه عبدالله نصائح للناس وعدم الاستهانة بفيروس كورونا بعد معاناته مع أعراضه "انا أوقات كتير بحس روحي بتتسحب مني، وبقول للناس تاخد بالها، ويا ريت المسؤولين يقفلوا المحافظات عليها من برا وجو علشان الناس تخف".