زهير دعيم
في زمن الكورونا ؛ هذه الغمامة الدّاكنة السّوداء ، والغمّة التي حبست النفوس والأبدان والأفكار ، وعاثت ونثرت في الكون قلقًا وخوفًا ، وشلّت الاقتصاد وفرّغت الاجواء والبحار من الحياة أو كادت.
في هذا الزمن المقيت ، يجب أن نأخذَ الحيْطة والحَذَر ، ونتمشّى ونلتزم بالارشادات الآتية من فوق ، والأهم ان نزرع الأمل في الدّروب والرّجاء في النفوس ، حتى يُبرعم في حاضرنا والأهم في الآتي.
ضقنا ذرعًا من الحجر الصحيّ ، ومللنا البيوت والحبس المنزليّ المفروض علينا قسرًا ..!!!
في هذه الأيام ، حيث ظهرت وبانت في بلادنا والعالم بعض بوادر التحسّن ، رغم أن المصل الواقي والمُرتجى والذي ننتظره بشوق عارم ، لم يزر الدُّنيا بعد ، رغم ذلك علينا أن نتجمّلَ بالأمل رغم الألم ، ونتحلّى ببعض الشجاعة مع الحيطة ، وإلّا فقد تغرق النفوس ؛ كل النفوس باليأس ، ويضيع العالم في معمعان القلق والخوف والرهبة ..
.... علينا أن نتحدّى ...
وأن نوافق على إرسال أطفالنا وأولادنا وشبابنا رويدًا رويدًا الى المدارس ، مُتحدّين الكورونا والخوف ، ولكلّ اولئك الذين ينادون بالقوقعة المُبالغ فيها أسأل : فلنفرض جدلًا أن المصل الواقي لهذا الفايروس اللعين تأخّر مجيئه لسنة وسنتين وسنوات ، أنظل مكتوفي الأيدي وأسرى في البيوت ؟!!!
حان الوقت أن نتحدّى !
ان نفتح المدارس ، ففي التعليم أمل وقصة حياة ، وفي المدارس فراديس وروابي منتور .
حان الوقت أن نمارس حياتنا الطبيعيّة !
وأن نبتسم ونضحك ونتفاءل وننظر في عين الوقت الى السماء .
نعم أن نتحدّى على أن يبقى الحذر عنواننا ، والحيطة محور تصرّفنا والحكمة نهجنا ومخافة الربّ حجر الزّاوية .
تعالوا فعلًا أن نشبّ فوق الطّوق ، فوق الألم ، فوق القلق ، عالمين تمامًا ان الفَرَجَ قريب.