"عمر سليمان" والمشاركة بالرأي
بقلم- لطيف شاكر
أعلن اللواء "عمر سليمان" قبوله الترشح لكرسي "مصر" بناء على رغبة الكثير من المصريين..
وفي الحقيقة، لا اخفي مشاعري أنني أحب هذا الرجل وأحترمه، خاصةً أنه أعلن ترشحه في وقت خلت الساحة من منافس يحظى بأغلبية الناحبين، فضلاً عن خلفياتهم وسجل حياتهم لا يخلو من نقائص أو عورات أو عيوب.
وليس معنى هذا أن صفحة "عمر سليمان" ناصعة البياض، فلا يوجد إنسان بلا أخطاء.. ولكن يملك الرجل شخصية كاريزمية مناسبة للوضع الراهن، ويملك صفات الريادة أكثر من غيره، خاصةً أنه يعلم بحكم موقعه القديم ببواطن الأمور وأسرار خفية وهامة, وله علاقات طيبة بدول الخارج، ويعلم ما يدور وراء الكواليس للمسرح المعد حاليًا لمصر, والصراعات الداخلية والخارجية التي ممكن أن تؤدي بمصر إلى التهلكة إذا لم يدرك رئيس مصر أبعاد ما يخطط لمنطقة الشرق الأوسط والدول العربية ومصر.
وعليه، ولأهمية هذا الخبر، أردت أن يشاركني نخبة من الكتاب المميزين والذين يتميزون بثقافتهم الواسعة واستنارتهم المضيئة وحياديتهم المعروفة، فأسرعت بالولوج إلى باب فكرهم المتقد غيرة أطرق على باب رؤيتهم لكي أتعرف على نبضهم في هذا الشأن، فمستقبل مصر هو الأهم بالنسبة لنا جميعًا، وصفوة الكتاب هم ضمير الوطن بما يملكوه من حكمة الزمان وعاديات الأيام.
وقد توجهت إليهم برسالتي التالية، ويليها ردود سيادتهم، وأحسب نفسي سعيدًا لمشاركة القراء بآرائهم ليدلوا بدلوهم في هذا الشأن الهام جدًا لنا ولأجيالنا..
"السادة الأجلاء،
راهنت الجميع على عمر سليمان أنه سيلحق بركب سباق الرئاسة بالرغم من تصريحاته بالرفض.. لقد تحقق الكلام اليوم ودخل بقوة المؤيدين وبمباركة العسكر، وهو سيكون رئيس جمهورية مصر بلا منازع، وبالرغم من ديكتاتوريته وفلوليته لكنه أفضل جدًا من إخوان الشيطان والسفليبين الذين ستكون نهايتهم قريبًا على يديه لأنه يناصبهم العداء، إضافة أن المحكمة الدستورية ستحكم ضدهم حسب تعليمات المجلس العسكري وليست حسب رغبتهم لأنهم مخترقون من التيار الأسود، لكن للأسف الطريق سيكون مفروشًا بالدم والضحايا أبرياء.. الأمور لا تسير على هوى أحد.. وصاحب الكون يعمل بطريقته.
وبالرغم من عودة حكم العسكر المشئوم إلا أنه سينقذ البلاد من الحرب مع "إسرائيل" ضد رغبة الأخيرة لأنها تفضل حكم التيار الديني؛ لأنها تريد الحرب لتسترد "سيناء" إلى الأبد ومعها الثلاث مدن الساحلية وربما قناة السويس حسب خططتهم الكتابية، لأن قناة السويس الآن أصبح لها دورًا استراتيجيًا هامًا جدًا للعالم أجمع.. عمر سليمان سيعمل على تأصيل معاهدة السلام ويضيع فرصة تحقيق أحلام إسرائيل..
هذه رؤيتي وأحترم رؤيتكم وأود قراءتها..
لطيف شاكر.."
رد من الأستاذ "محمد حسين يونس" (كاتب):
"الأستاذ لطيف.. أنا لست ضد الرجل بل لست ضد جمال مبارك نفسه، لقد كتبت مقال أطالبه بالترشح وبالتأكيد حكم الإسلامجية كارثة بكل المقاييس.. لي مقال سابق ((القوميون واللصوص والفتوات أفضل من الفاشيست الديني))، ولكن نحن الآن لسنا في خيار.. إننا مجبرون.. الحل الوحيد هو ما حدث في الجزائر بانقلاب الجيش وتنصيب بوتفليقة بعد فوز الإسلامجية هناك.. وهو غير متاح الآن في مصر لسببين؛ إن أمريكا تريد أرض معركتها أمام إيران مؤمن وأي اضطربات في مصر سيؤجل بداية المعركة الفاصلة.. والسبب الثاني حجم التمويل الغير مسبوق الذي يتصرف فيه الإسلامجية يحركون به الجوعى والمحتاجين كيفما يريدون.. أهلاً بعمر سليمان رئيسًا ولكن بدون دعم الجهاز الحكومي والأمني والعسكرى، فإن مشوه الوجه والخلق أشطر منه.. تحياتي..
"أخي وصديقي الأستاذ "محمد يونس"،
مصر الآن في منعطف حالك السواد، ويزداد سواده أكثر بهؤلاء الأوغاد، ولا يفل الحديد إلا الحديد. حكم العسكر سيئ لكن حكم الجماعات أسوأ لأنه من يقف أمام الله؟؟ الذين يحكمون باسمه.. فرجل المخابرات والعسكري الصارم مناسب لهذا الوقت، وهو ليس رجل كامل الأوصاف، فهو ديكتاتوري لكنه في خصومة مع الإسلاميين ولابد أن يطيح بمجالس الفقهاء والفوضى، وهذا حق دستوري له. وأقول شئ أفضل من لا شئ.. مصر كما نراها في التقارير الأمريكية عارية وفي حالة إفلاس، واليهود يلعبون بالتيار الإسلامي، وللأسف كما علمت أن التيار يقبض الثمن نقدًا وأصولاً بأمريكا.. مصر تحتاج إلى زعيم وقائد، وإلى أن يلتف الشعب حول رجل مخلص يولوه ثقتهم.. لابد أن نراهن على عمر سليمان، وما باليد حيلة ياسيدي..
لطيف"
"الأستاذ لطيف، رئيس الجمهورية بدون نظام ينفذ قراراته يعتبر مثل سيادة الرئيس الأول لمصر محمد نجيب.. فإذا ما كان الدستور سلفي إخوانجي والبرلمان له نفس الصفة كذلك البنية الأساسية للدولة من قضاء وأمن وجيش.. وجئنا بملاك طاهر من السماء كرئيس للجمهورية فسيكون مصيره الفشل أو الاغتيال أو الاعتقال.. لدينا في مصر عشرات بل مئات الأمثلة، خصوصًا في زمن المماليك كان السلطان يزاح في ثانية ويمثّل به.. ولذلك فإن الرئيس الجديد يجب أن يكون معتمدًا على ماكينة حماية مناسبة.. حتى تنضج الأحزاب وتتجذر الديمقراطية ويصبح الرئيس معبرًا عن سياسة واضحة.. السيد عمر سليمان معتمد على جهاز مخابرات قوي كان قادرًا على حل مشاكل ومعضلات كثيرة، وهذا يخالف الرجل الواقف أمامنا اليوم دون نصير إلا كره الناس للإسلامجية، وهو أمر غير كاف.. هذا لو لم يكن هناك اتفاقات في الغرف الخلفيه لا نعرف عنها شيئًا.. عمومًا أي شخص من المرشحين لن يفلت من هذا الموقف مهما كانت شعبيته الظاهرة، بما في ذلك الوحش الاقتصادى الجديد الإخوانجي.. مهذلة الانتخابات الرئاسية تبدو في شكلها الكوميدي لأننا لا نملك أحزابًا فنلجأ إلى التآمر.. أرجو أن أكون قد وضحت وجهة نظري.. وفي النهاية أدعو ألا نُبتلى بكل رجال التيار الإسلامجي.. العوا، أبو الفتوح، الشاطر، أبو إسماعيل.. ومن على شاكلتهم.. محمد حسين يونس يشكرك."
رد من الدكتور "عاصم الدسوقي" (مؤرخ):
رأيك صحيح، وقد لعب المجلس العسكري بمهارة للإيقاع بكل من رشَّح نفسه، وخاصةً من الإخوان، وكل واحد عنده علة كشفت عند اللزوم، وأصلح من يحكم مصر أحد الضباط أو الذين كانوا ضباطًا لأن العقيدة السياسية عند العسكريين هي الدفاع عن الوطن وليس الدفاع عن قبيلة أو أسرة أو عقيدة، بينما الإخوان يدافعون عن عقيدة، وبالتالي يقفون ضد العقائد الأخرى. والولايات المتحدة من ناحية أخرى تؤيد وجود عسكري من أجل الالتزام بكامب ديفيد. وهكذا فإن المسألة مركبة ولها أوجه أخرى متعددة ينبغي أن نضعها في الاعتبار عند تقييم الموقف وانتخاب الرئيس."
رد من الدكتور "طارق حجي" (كاتب):
"قد لا يكون عمر سليمان (الذي عرفته معرفة وثيقة لأكثر من ثلاثين سنة) رجلاً يؤمن بالديموقراطية بالشكل المنشود من قبل أنصار الحرية الحقيقيين في مصر، ولكنه (1) عدو حقيقي للإسلام السياسي- وهو أمر أعرفه جيدًا وعن قرب، وعندما أقرره، فلابد أن يكون صحيحًا، فكتبي (28 كتابًا و1500 مقالاً) تشهد لي بكوني أحد أشد مفكري مصر رفضًا وكراهة للإسلام السياسي، بل ولأي مرجعية إسلامية لقواعد حياتنا الدستورية والقانونية. (2) مدير على درجة عالية من الكفاءة الإدارية (ولعل رئاستي لأكبر شركات البترول العالمية في الشرق الأوسط تسوغ لي إبداء الرأي في قدراته الإدارية والقيادية عالية المستوى). إن مصر الإسلامية هي بالنسبة لي طاعون لا شفاء منه، وانسحاب كلي من مسيرة التحضر والتقدم والإنسانية. مصر الإسلامية هي عدو كل القيم الجميلة التي أؤمن بها... لذلك، ففي حدود واقعنا في هذه اللحظة، فإن عمر سليمان هو "المخلص المحتمل" من بشاعة وتخلف ورجعية أوغاد مثل خيرت الشاطر (أبو حفصة) وحازم أبو إسماعيل وعبدالمنعم أبو الفتوح (أبو حفص)... طارق حجي"
رد من "طلعت رضوان" (ناقد):
"أرى أن حكم العسكر وحكم الإسلاميين ضد الشعوب.. وعند الاختيار الإجباري فإنه تحت سنابك حكم العسكر يمكن المقاومة والتحدي.. عكس الصعوب تحت حوافر حكم الإسلاميين لأنهم يعتبرون معارضتهم معارضة لله نفسه.. مع قبول مودتي- طلعت رضوان."
رد من الأستاذ "صلاح محسن" (كاتب):
"الشعب لا يملك القدرة على رفض أو اختيار رئيس، فالنظام الذي يزور الانتخابات كما هو، والنظام هو الذي أخرج الغول الإسلامي رغم عدم قانونية أو دستورية إخراجهم ليرعبك ويرعبنا جميعًا- كل من هم عدا الإسلاميين- فنحتمي بنار العسكر أرحم من جهنم الإسلاميين..
إنها خطة النظام, ونجحت، وكان لابد لها أن تنجح, فالثورة لم ترق لمستوى الثورات, بل كانت مظاهرات طلابية أو عمالية, ثبت أن الخوميني كان أقدر على عمل ثورة تقبض علي السلطة وتسقط الشاه، وثبت أن الخلاص من النظام لم يكن لينجح لعدم وجود ثورة مدروسة محسوبة. الأوطان يلزمها جيوش تحمي ثورة الشعب عندما يثور على الفساد والطغيان, وليس جيشًا يحمي الفساد, وعندما يكون للوطن جيش فإنه يحسم الصراع مع النظام لصالح الشعب.
لا نملك رفض ضابط مخابرات رئيسًا لمصر- وهو خزانة أسرار نظام الفساد-, ولا نملك رفض غيلان ووحوش الكهف الإسلامي..
النظام لا يزال كما هو.. ومعه طرق وخبرات في تزوير الانتخابات, ومعه الشرطة, والأمن المركزي، والجيش بدباباته ومدرعاته تسحق الشعب, ومعه القناصة تضرب الرصاص في العيون, ومعه البلطجية.. ومعه أيضًا "الإسلاميين" فماذا مع الشعب؟! ليس معه سوى شهداء يقدمهم, ومواجهة المزيد من التجويع, وانفلات الأمن.
مصر وباقي دول المنطقة ليس أمامهم خيار إلا ذئاب الأنظمة الفاسدة الطاغية, أو ضباع وغيلان الإسلاميين.. والذئاب والضباع والغيلان حلفاء ضد الشعوب، والدول الكبرى ثبت أنها تفضل أعداء الشعوب: الأنظمة الرجعية أو الفاشية الإسلامية.
يبدو أنه لا مخرج سوى السعي للحصول على تأييد شعوب العالم المتحضر, لأجل إجبار الأمم المتحدة وقيادات الدول الكبرى على إصدار قرار دولي بعدم الاعتراف بأي نظام حكم عسكري أو ديني, وتجميد عضوية أية دولة لا تدخل العلمانية ومواثيق حقوق الإنسان الدولية بدستورها وبقوانينها- وهذا ما دعونا إليه ببعض مقالاتنا السابقة..
مع التحية،
صلاح محسن"
رد من الأستاذ "صبري الباجا" (ناشط):
"الكارثة الحقيقية أن التيارات الليبرالية والمستنيرة لم تستطع أن تنج رئيسًا يليق بمرحلة ما بعد انهيار نظام المخلوع، رغم أن كل إشارات الإنذار المبكر كانت تنبيء بسقوط النظام، وللأسف لم تستطع هذه القوى الإمساك بفرصة تاريخية لاحت بظهور د. البرادعي!!! نحن نحصد ذلك، وعلينا أن نقبل بطغيان عسكري بشروط تحد من استفحاله، وهو أرحم من طغيان ديني لن يرحم ولا سبيل لإزاحته إن تمكن، ويكفي أنه سيحكم باسم الله..
صبري الباجا".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :