حاز أداء النجم الشاب أحمد العوضى لشخصية الإرهابى هشام عشماوى فى مسلسل «الاختيار» إعجاب الجمهور والنقاد، إثر توغله داخل تفاصيل الشخصية وإلمامه بكافة أبعادها، وهو ما أثار غضب الجماعات الإرهابية التى فتحت النار على المسلسل الذى بات يتصدر مواقع التواصل الاجتماعى منذ انطلاق أولى حلقاته.

 
وكشف «العوضى» فى حواره مع «الوطن» تفاصيل تجسيده لشخصية «عشماوى»، وأوضح سبب تحول الأخير من ضابط صاعقة بالقوات المسلحة المصرية لإرهابى تكفيرى، وأعلن عن ردة فعله إزاء هجوم الإرهابيين على المسلسل، وتحدث عن أجواء التصوير فى زمن فيروس «كورونا» المستجد، وغيرها من التفاصيل فى السطور المقبلة.
 
ألم تتخوف من تجسيدك لشخصية الإرهابى هشام عشماوى وقت ترشيحك لها؟
 
- على الإطلاق، فقد تشجعت لتجسيد هذه الشخصية لأسباب عدة، أبرزها ضخامة إنتاج «الاختيار» على مستوى تاريخ الدراما التليفزيونية، فضلاً عن معاصرتنا لأحداث هذه الفترة الزمنية التى تغلغل الإرهاب خلالها فى سيناء، ناهيك عن كون «عشماوى» واحداً من أخطر الإرهابيين فى العصر الحديث، إذ قام بعمليات إرهابية واسعة النطاق إلى أن تم ترحيله مقبوضاً عليه من ليبيا إلى مصر، والحقيقة أننى سعدت بترشيح المنتج تامر مرسى والأستاذ حسام شوقى لى، لأن ترشيحهما يعكس ثقتهما اللامتناهية فى إمكانيات أحمد العوضى، اللذين أسندا إلىّ شخصية غاية فى الصعوبة والتعقيد، ولكنى ارتكنت إلى أرضيتى مع الجمهور بعد نجاح شخصية «بروس لى» فى الجزء الثالث من مسلسل «كلبش».
 
تضارب مشاعر إرهابى "الاختيار" يُضاعف من صعوبة مشهد إعدامه
ولكنك سبق أن أعلنت رفضك لتقديم أدوار تحمل طاقات سلبية للجمهور.. فلماذا تغيرت وجهة نظرك مع الإرهابى «عشماوى»؟
 
- شتان بين «عشماوى» وأى نموذج سلبى آخر، لأن هذا الإرهابى نال جزاءه بالإعدام شنقاً، فأصبح عظة للناس، وبالتالى فأنا لا أحبب المشاهدين فيه «لأنى بقول هو عمل إيه وجزاؤه كان إيه»، كما أن الشخصية تحمل تحدياً كبيراً فى تجسيدها، إضافة إلى كون «الاختيار» أولى بطولاتى التليفزيونية الرمضانية، والتى أقدم فيها أحد دورى البطولة مع أمير كرارة.
 
التنشئة الخاطئة جعلت "هشام" مهزوزاً و"دماغه راكبة شمال"
وبمَ تُفسر حالة التحول التى غيرت مسار حياته 180 درجة؟
 
- التنشئة الاجتماعية الخاطئة فى طفولته، التى استعرضناها فى الحلقات الأولى، حيث كونّت رواسب نمت بداخله، وجعلته مهزوزاً «ودماغه راكبة شمال»، وسار فى طريق التطرف وضحى بكل شىء من أجل تحقيق الذات وليس فى سبيل الدين، وطمعاً منه فى الإمارة والقيادة التى لم يتمكن من نيلها فى صفوف الجيش المصرى، فأراد الحصول عليها من مكان آخر.
 
قهرعشماوي كطفل لا يثير التعاطف معه "لأننا مش مسئولين عن تشتته"
ألا ترى أن مشهد قهره كطفل وما تبعه من تشتت فى حياته ربما يخلق حالة من التعاطف معه؟
 
- «إحنا مش مسئولين عن تشتته، لأنه ميخربش الدنيا لما يكبر وييجى يقول أنا مُشتت» فهو كان على باطل فى أفعاله وتصرفاته التى أودت بحياة الكثير من الأبرياء.
 
وكيف استقبلت غضب الجماعات الإرهابية من الحلقات الأولى؟ وألا تخشى بطشهم خلال الفترة المقبلة؟
 
- لا أهاب أحداً ولا أخشى شيئاً، وكما أننى لا أستهدفهم بتجسيدى لهذه الشخصية، التى أقدمها للشعب المصرى وحده لا غير، «وأعلى ما فى خيلهم يركبوه».
 
هل أثارت نوعية الـ«ديكودراما» التى استخدمها المخرج بيتر ميمى للمزج بين مشاهد الواقع والتمثيل ربكة المشاهد أحياناً؟
 
- على العكس تماماً، لأن «ديكودراما» تعتبر اختباراً صعباً للغاية لأى ممثل، لأن المتفرج إذا فصل بينى وبين «عشماوى» فهذا يعنى فشلى فى تجسيد الشخصية، وفى المقابل، إذا أصيب بالارتباك بينهما يعنى نجاحى فى تقمص الدور باقتدار.
 
تصوير "حادث الفرافرة" كان من أصعب مشاهد حياتى
حدثنا عن كواليس تصوير مشاهد حادث الفرافرة الذى كان واحدة من أبرز جرائم «عشماوى»؟
 
- صورت مشاهد هذا الحادث فى 4 أيام كاملة، وكانت أصوات الطلقات تأتى من هنا وهناك، والحقيقة أنها من أصعب المشاهد التى صورتها فى حياتى.
 
هل خضعت لتدريبات بدنية أهلتك لأن تكون ضابط صاعقة وفقاً لأحداث الحلقات الأولى؟
 
- بكل تأكيد، فقد تدربت بمعرفة ضباط صاعقة لمدة شهر ونصف الشهر داخل ثكنة عسكرية، وذلك للإلمام بكل تفاصيل ضابط الصاعقة من كل نواحيها.
 
هل يراودك شعور بالقلق من تصوير مشهد الإعدام خلال الأيام المقبلة؟
 
- ليس قلقاً بقدر ما أفكر فى كيفية أدائى له، لأنه يتطلب الكثير من المشاعر المتضاربة، وصعوبته تكمن فى ضرورة توصيلى لإحساس رجل يرى أنه يستحق الجنة ويتساءل فى قرارة نفسه: «هو أنا عملت حاجة غلط»، علماً بأنه حتى لحظة وصوله إلى حبل المشنقة «مكنش فاهم هو عمل إيه؟ هل هو صح ولا غلط» وذلك استكمالاً لحالة التشتت التى تملكته منذ طفولته كما أشرت سلفاً، كما أنه من المستحيل أن تجد فى نفسه الإيمان الكامل لدخوله الجنة، وذلك على عكس «منسى» الذى كان مؤمناً بدخوله الجنة عند استشهاده.
 
بصراحة شديدة.. هل عدم معرفة الجمهور بـ«عشماوى» من حيث طريقة كلامه وتعاملاته الحياتية سهلت من مهمة تجسيدك لشخصيته؟
 
- لا أحب أعمال السير الذاتية، لاعتمادها على التقليد وليس الابتكار، ورسم الممثل لملامح شخصية غير معروفة تجعل الناس يربطونها باسمه، ولنا فى الفنان الراحل محمود عبدالعزيز مع شخصية «رأفت الهجان» خير دليل ومثال، وانطلاقاً من هذا النموذج، «الناس هتفضل معلقة إن عوضى هو عشماوى لفترة كبيرة»، وهذه الحالة ممتعة للممثل بدرجة تفوق تجسيده لشخصية معروفة، لأنه فى الوضع الأخير يكون مُقلداً أكثر من كونه ممثلاً.
 
مع اتسام شخصية الإرهابى بالعنف.. هل تلازمك هذه المشاعر فى منزلك عقب انتهاء التصوير؟
 
- لا شك أنها تترك أثراً بنسبة معينة على حياتى، بحكم انغماسى داخل تفاصيل الشخصية لمدة تزيد على 12 ساعة يومياً، ما يجعلنى فى حالة شحن متواصل منها، وبالتالى «صعب أرجع بسرعة لشخصيتى العادية».
 
انطلاقاً من قصة «الوفاء والخيانة» بين «منسى» و«عشماوى».. هل تعرض «العوضى» للخيانة من صديق يوماً ما؟
 
- أحمد الله على عدم تعرضى لأى واقعة فى هذا الصدد، لأننى حذر للغاية فى اختياراتى لأصدقائى، بحكم «إن دايرتى ضيقة جداً وكلهم أصحابى من زمان»، إلا أننى أملك الكثير من المعارف فى الوقت نفسه.
 
وماذا عن صداقاتك داخل الوسط الفنى؟
 
- كلهم زملائى الذين أحترمهم ويحترموننى، ولكنى لا أملك صداقات فى الوسط الفنى بالمعنى المتعارف عليه.
 
كيف كانت أجواء التصوير فى زمن فيروس «كورونا» بحكم تضمن مسلسلكم للعديد من مشاهد التجمعات؟
 
- قللنا مشاهد التجمعات حفاظاً على صحة الناس، كما نتبع كافة الإجراءات الاحترازية استجابة لتعليمات الدولة، كما نعمل بأقل عدد ممكن من الفنيين وما إلى ذلك، وعن نفسى لا أختلط بأحد وأعود إلى منزلى بمجرد انتهائى من التصوير، وأدعو الله أن نتجاوز هذه الأزمة بسلام.
 
هل تُفضل تقديم أعمال فنية عن «كورونا» خلال الفترة الحالية؟
 
- «ما أحبش أتفرج على حاجة فى توقيتها، لازم تستوى خالص»، كما لا بد من اتضاح أسبابها ونتائجها بشكل كامل، والتعرف على أبعاد الموضوع المراد تقديمه كى يتم تناوله والتحدث عنه.
 
معنى كلامك أنك كنت لن تُحبذ تجسيد «عشماوى» فى «الاختيار» حال تقديمه منذ عامين مثلاً؟
 
- نعم، لأنه كان لا بد من الانتظار لاتضاح الصورة كاملة، وبالتالى «كلنا شفنا عشماوى بجرايمه بلحظة القبض عليه وإعدامه»، ومن ثم تعتبر الفترة الحالية هى أنسب توقيت لكشف تفاصيل ما حدث.
 
"كرارة" وش السعد علىّ
ما تقييمك لتعاونك مع النجم أمير كرارة فى «الاختيار»؟
 
- أعشق العمل مع «كرارة» بعد تعاوننا معاً فى «كلبش 3» وفيلم «هروب اضطرارى»، وأرى أنه وشه حلو علىّ، وهو على الصعيد الشخصى إنسان شهم وجدع.
 
ما قصة الطفل «موسى» الذى نشرت فيديوهات له أثناء تصويرك فى لبنان؟
 
- «موسى» طفل سورى يعيش فى لبنان، حيث تعرفت عليه أثناء التصوير هناك، وأحببته للغاية وأصبح صديقاً لى، فهو يملك قبولاً غير عادى، ولابد أن ألتقيه مجدداً حال سفرى مجدداً، ومن فرط حبى له استقررت على اسمه لأول مولود لى.
 
أتابع "الفتوة" و"نحب تانى ليه" فى رمضان
ما الأعمال التى تتابعها فى رمضان؟
 
- «الاختيار»، «نحب تانى ليه» و«الفتوة».
 
ياسمين عبدالعزيز هى نجمة مصر الأولى.. وأعتبر نفسى محظوظاً لوجودها فى حياتى
 
وما تقييمك لمسلسل «ونحب تانى ليه» للنجمة ياسمين عبدالعزيز؟
 
- ردود الفعل إزاء المسلسل أكثر من رائعة، «وربنا يكرم ياسمين ومسلسلها يفضل مكسر الدنيا»، بحيث تحافظ على موقعها كنجمة مصر الأولى، والحقيقة أننى محظوظ بدخولها إلى حياتى، وسعيد بتشجيعها ودعمها لى فى «الاختيار».
 
أخيراً.. ما آخر المستجدات بالنسبة لمسلسلك الجديد «شديد الخطورة»؟
 
- «شديد الخطورة» أول إنتاجات منصة «Watch it»، وخصصت «سينرجى» ميزانية إنتاجية مرتفعة له، وهو من تأليف محمد سيد بشير وإخراج حسام على، ويضم كوكبة من النجوم منهم ريم مصطفى ورياض الخولى وحسنى شتا ومحمود حجازى وخالد كمال وأحمد صيام وناهد رشدى، وينتمى إلى نوعية مسلسلات الـ7 حلقات، وتدور أحداثه فى أجواء من الأكشن، ومن المقرر عرضه بعد انتهاء شهر رمضان المبارك.