بقلم : شادى جاد مسعود
 
عجيبة هى الطريقة التى تدير بها حياتنا يا الله بمجرد ان نبدأ مراسم تسليمها اليك ;  عجيب هو ذلك النظام المتكامل الذى يفوق خيال من يحاول التفكير فى التفكير فيه .. 
 
يقول الانجيل ان كل الاشياء تعمل معا للخير .. ونحن نؤمن بالانجيل ايمانا كاملا .. ولكن هل نؤمن فعلا ان كل مايتم يكون للخير .. دائما ؟  بالطبع نعم .. ونعم جدا ;  ولكن عدو الخير يؤمن ايضا انه ان ظل بعيدا عن عمله فهو يصاب بحالة من الملل .. فيجعلنا نشك فى هذه الاية القوية جدا .. نعم , انه كل مايعمل يعمل للخير للذين يحبون الله .. ولكن هل عقلنا المحدود يستطيع ان يستوعب خطة الله لهذا الخلاص العظيم ؟ يالها من جملة رهيبة تجعل العقول تذهب بعيدا وننسى الموضوع الاساسى .. تدبير الله لحياتنا ...
 
تعرضت لظروف صعبة ومن خلالها لمواقف قاسية جدا اختبرت بها وجود الله .. وأختبرت ايضا الاية التى تقول " ادعونى فى وقت الضيق انقذك فتمجدنى "  (مز 50 : 15 ) وكانت تلك الفترة هى السنة الخاصة بأداء الخدمة العسكرية .. وبدون تفاصيل ;  فقد كان وجود الله واضحا وبقوة كما كان للفتية فى اتون النار .. 
 
تسليم حياتنا لله امر ليس بالهين  .. لأنك بعده لن تحتاج ان تنظر لما فاتك  .. ولن تتندم على فرص ذهبت عنك .. ولن تشغل بالك بالتفكير فى امر قادم .. قلبك وفكرك يمجد الله فى كل لحظة ;  وتسبح فى كل نفس يدخل أو يخرج ويبقيك حيا .. ولكن ما امتع الشعور بالراحة بعد ان تخلى تفكيرك عن الانشغال بمثل هذه الامور الدنيوية .. اننا نشغل انفسنا بمالايفيد ونترك الاهم على الاطلاق ; الشهادة لأسمه ..  أن نذكر اعماله الحسنة بنا .. ان نخبر بصنائعه معنا .. ان نشغل انفسنا بالتفكير فى خطته لنا ..
 
فقد كانت اجمل لحظات حياتى وأمتعها حين احاول التفكير فى الغرض من موقف معين اظن به السوء .. وافكر واجتهد اى خير مقصود به هذا ؟ّ! كيف يؤدى هذا الموقف لأى خير فى النهاية .. مجرد تخمين لطريقة سير الامور وليس المقصود بها ان اصل لنتيجة .. ولكنى افكر .. لأنى لن أصل لطريقة ترتيب الله لحياتنا حين نخبره انها اصبحت ملكه وله حق ادارتها  .. وان كان التفكير فى طريقة ترتيب الله لحياتنا اختبار .. لكانت النتيجة : لم ينجح احد !