الأقباط متحدون | ملك الملوك موكبه أتان وجحش
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٠٩ | الاثنين ٩ ابريل ٢٠١٢ | ١ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ملك الملوك موكبه أتان وجحش

الاثنين ٩ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : السيناريست جرجس ثروت
 
أنجيل متى 21 : 1- 14 , وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ  قَائِلاً لَهُمَا : اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا ، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا ، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا , وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ : الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا , فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا , فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل : قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ : هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا ، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ , فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ ، وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا , وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ , وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ : أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي , وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: مَنْ هذَا؟ فَقَالَتِ الْجُمُوعُ : هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ , وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ  وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ وَقَالَ لَهُم ْ: مَكْتُوبٌ : بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى , وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ !! وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي الْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ .
 
تقرأ هذه الأناجيل اليوم في احد الشعانين وسط احتفال عظيم بهذه المناسبة التي تأمل فيها الكثيرون , والحديث عن تواضع السيد المسيح تكتب فيه آلاف الكتب , ومكتوب أنه أخلى نفسه ليخلصنا نحن التراب ومع انه كان يستحق الكرامة وله القوة والعظمة إلا أنه أعطى درساً للبشرية في التواضع , والعظيم بطبيعته هو الذي يتنازل ويتضع أما ونحن تراب ومساكين فكما يظن أننا نتواضع , في الحقيقة نحن عندما نفعل ذلك نرجع إلى أصلنا الذى خلقنا منه وهو التراب , فبذلك لا يستطيع أحدا أن يتفاخر أو يدعى التواضع , بل إذا استطاع أن يفعل ذلك فهو بالكثير جدا قدر رجع إلى منشأه , أما السيد الكلمة المتجسد فحقاً تواضع ليرفعنا ومات ليحيينا , ومع أنه ملك الملوك أختار أن يدخل مدينة الملك العظيم أورشليم راكباً على أتان وجحش , ومع ذلك ارتجت المدينة وهذا يعلمنا أن المظاهر والكراسي والمواكب لا تصنع العظماء , فقط العظماء هم من يعطون هذه المواكب العظمة والكرامة , وكان الجميع يتسألون من هذا ؟؟؟ 
 
الذي يـتأمل في هذا الحدث قد لا تكفيه الأيام والسطور وتعجز الكلمات عن التعبير , ولكن يذكرنا هذا التواضع الجم بحماقة الإنسان المسكين التراب الذي يرفع نفسه , ومن قبله زهرة بنت الصبح كوكب الصبح الجميل وهذا لا ينطبق على إنسان بل جمال الكروب إبليس الذي أسقطه كبرياؤه , سطانائيل الذي أراد أن يرفع كرسيه لمراتب العلى وسقط  بعد أن كان رئيس ملائكة ومن وقتها وهو يريد أن يهلك بهذه الخطية جموع البشر , وبالفعل من يهلك بسبب هذه الخطية يفوق عددهم من يسقطون في الخطايا الظاهرة كالزنى وغيرها , ولذلك دخل السيد المدينة راكباً على أتان وجحش , ليقهر فينا شهوة الكراسي والمناصب , وخاصة أنه منذ البدء في الخدمة وكان التلاميذ يتشاجرون من يكون فيهم الأعظم وهم صيادي سمك وفى وسطهم المخلص والمعلم , ولعل ما فعلته سالومة أم يعقوب ويوحنا أبنى زبدي كان مثالا صارخاً عندما طلبت منه لولديها أن يجلسا واحد عن يمينه والآخر عن يساره , وهى لا تعلم ما تطلب . 
 
وعندما نقرأ هذه القصة نلوم هذه السيدة التي خدمت كثيراً وولديها , وكانت أحدى النساء اللواتي رافقن السيد حتى الصلب ولم تتركه , وحملت الحنوط والأطياب مع النسوة اللواتي ذهبن إلى القبر , وكم من مرة يوبخ السيد تلاميذه وينتهرهم بسبب هذا الفكر ومكتوب : فِي تِلْكَ السَّاعَةِ تَقَدَّمَ التَّلاَمِيذُ إِلَى يَسُوعَ قَائِلِينَ : فَمَنْ هُوَ أَعْظَمُ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ ؟
 
 فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ  متى 18 : 1- 4 , وفى هذه الأيام تنتاب الكنيسة والبلاد كلها حالة من عدم الاستقرار لانتخاب رئيساً وبطريركاً , والبعض يريد أن يعدل لوائح والآخر قوانين والكثيرون يشتهون الكرسي , في الوقت الذي يدعى له الشخص من الله ولا يعطى هذه الكرامة لنفسه , وماذا يريد أسقفا مات عن العالم في طقس الرهبنة من المناصب في الدنيا , ألا يكفيهم السيطرة على الكنيسة منذ قرون عديدة , وقد كانت هذه المناصب للعلمانيين في المسيحية الأولى .  
 
التلاميذ معظمهم كانوا متزوجين وأول بطريرك وكثير من الرسل , هل كانت المسيحية والخلاص بعد أن صرخ المسيح على الصليب قد أكمل ينقصها طقس الرهبنة الذي جاء متأخراً ثلاثة قرون , أم أنها حركة فردية شخصية بها بضع مئات لا علاقة لها بالعقيدة من قريب أو بعيد حتى وأن كانت هناك آيات ترجح عدم التزوج بالكتاب , ولكن أهل العالم أدرى بشئون حياتهم ولا يليق بمن مات عن العالم وصلوا عليه أن يميتنا نحن العلمانيين , لأن أصل الكنيسة المؤمنين وليس الرهبان  وليرجع كل واحد إلى نفسه ويتذكر أنه تراب ولا أقول يتواضع ويرحمنا , وهكذا كل الأقباط في الداخل والخارج يتحدوا بعد أن ضحكت بهم الشعوب والأمم , وليهتموا لأمور بلادهم وحياتهم ويبتعدون عن الأفلاطونية والمثالية حيث قد يأتي من يضيع حياتهم وأيمانهم إذا استمروا هكذا فى صراعاتهم المقيتة وغبائهم السياسى وجهلهم بما يدور حولهم من مؤامرات . 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :