بحيري: الحديث ليس من الإسرائيليات وهو "صناعة محلي فاخرة"
كتب – نعيم يوسف
واصل الباحث والمفكر إسلام بحيري، في برنامجه "البوصلة"، المذاع على قناة "تين" الفضائية، تحليله وشرحه لحديث فقأ عين ملك الموت، على يد موسى النبي، لافتا إلى أن هذا الحديث "خارج نطاق العقل" –حسب قوله-.
أنواع الأحاديث
وكشف "بحيري"، أن هناك أنواع من الأحاديث، ومنها "المتواتر"، وهو الذي سمعه تسعة من صحابة الرسول بنفس اللفظ، وهذا قليل جدًا، والنوع الآخر هو الأحاديث "الآحاد"، وهو الذي سمعه صحابي أو اثنين أو ثلاثة.
وأشار الباحث والمفكر، إلى أن الحديث الذي يقول "قال رسول الله"، فهو يطلق عليه "حديث مرفوع"، وهناك نوعًا آخر وهي الأحاديث "الموقوفه"، والتي يوجد بها "حدثنا فلان"، مثل "حدثنا يحيي بن موسى".
نص الحديث
وتلا "بحيري" نص الحديث الذي حلله، وجاء كالتالي: "أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: " أُرْسِلَ مَلَكُ المَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ، فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لاَ يُرِيدُ المَوْتَ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، قَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: ثُمَّ المَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ، فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الأَرْضِ المُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ "، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ، إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، عِنْدَ الكَثِيبِ الأَحْمَرِ»
ليس مرفوعًا للرسول
وأوضح "بحيري"، أن القول المنسوب إلى الرسول في آخر الحديث، وليس مرفوعًا للنبي، وبالتالي فإن الصحابي "أبي هريرة"، هو الذي يروي الحديث، وهذذا وفقا لعلم الحديث القديم.
ولفت الباحث إلى أن البعض يقول إن الحديث مذكور مرتين، إحداهما مرفوع، والآخر، موقوف، لافتا إلى أنه لو كان كلام الرسول لنسب من الأول للرسول، لماذا يذكر قول الرسول في نهاية الحديث، موضحا أن هذا في علوم الحديث يُسمى حديثا موقوفا، أي "لم نتأكد على الإطلاق أنه سُمع من كلام النبي"، مشيرا إلى أن تلميذ أبوهريرة قال إنه كان يحكي لهم عن الرسول وعن "كعب الأحبار"، فكان يخلط في بعض الأحيان بين كلام الاثنين.
وأشار إلى أنه غير المعقول على الإطلاق أن يصدر هذا الكلام عن الرسول، وبالتالي فإن هذا قد يكون قصة دخلت في قصة أخرى حكاها أبوهريرة لتلامذته.
ولفت إلى أن حديث فقأ عين ملك الموت، "خارج نطاق العقل، وهو ليس إسرائيليات ولكنه تصنيع محلي من النوع الفاخر، متسائلا: إزاي رواية زي دي يمكن روايتها ونسبها للنبي؟!؟!"، لافتا إلى أن هذا الحديث يخالف القرآن.