الأقباط متحدون | بين الزيتون والهيكل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٣٠ | الاثنين ٩ ابريل ٢٠١٢ | ١ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

بين الزيتون والهيكل

بقلم: Oliver | الاثنين ٩ ابريل ٢٠١٢ - ٥٩: ١٠ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

في الصباح تتراءي في الهيكل في المساء تبقي في حضن أبيك في الزيتون
مشتاق أنت لمجدك.

بين الخلوة و بين الخدمة أتممت عملك علي الأرض. بين الآب و بين الناس كانت وساطتك.
أراك تشفع فينا في المساء عند حلول الظلام علي البشرية تخلو أنت بالآب و تتوسط. و في الصباح ترسل نورك علينا لكي نعرف الأب.
تأخذ من الآب و يأخذ منك الآب.فأنت في الآب و الآب فيك.تأخذ من الناس أسوأ ما فيها لتنقيها و تأخذ من الآب أحلي ما فيه لتخلصنا.
علي جبل الزيتون تخلص و فوق الجلجثة تخلص.و يبقي الهيكل شاهداً بين هذا و ذاك.
 
تضع علامات في الطريق كي لا ينكر أحد صنعتك المدهشة للخلاص. فهذه تينة ملعونة و تلك أطياب تكفنك و أنت حي . هذا فصح للعهد الجديد ترسمه بجسدك و دمك.ثم عرقك ينساب في البستان و يترك آثاراً لا تنمحي بين الآب و بين الناس.ثم ذاك حجاب هيكل منقسم.وشمس النهار ترسل ظلاماً؟ 
من يستطيع أن يتجاسر و ينكر عملك الكفاري سوي الذين لا يبصرون و لا يسمعون و لا يفهمون؟
في الهيكل تصيح .ما الداعي للذبائح؟ فلتقلب موائد الصيارفة لأن هيكل العهد الجديد لا يشترونه بفضة أو ذهب بل بدم الإله الحي يسوع المسيح المتجسد.
أكلتك غيرة البيت.فتجسدت لتصنع لك بيتاً جديداً في قلوبنا غير قابل للتهدم.
 فلتطرد البقر و الغنم من هنا لأن ذبيحتك قد إعدت و وليمتك للجميع مجاناً.
بيت أبيك نحن. هذا ما عدت إلي الزيتون لتقوله عنا للآب.
سألوك عن سلطانك؟ المرؤوس يسأل الرئيس عن سلطانه؟ رؤساء الكهنة يسألون واهب الكهنوت ما سلطانك؟ لا بأس  فهم لم يذهبوا معك إلي الزيتون و لم يسمعوك تناجي الآب .و بالآب لك كل سلطان.لقد دفع إليك كل السلطان.لم يروك و أنت تأخذ لأن عيونهم قد ختمت عليها رأس الحية فصاروا يعرفون سلطاناً آخر و يخضعون له دونك.
 
سألك الناس ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم؟ و لكنهم يقولون أبينا إبراهيم (الذي مات) ؟و الأنبياء ( قد ماتوا أيضاً) ليتهم الآن يكملون السؤال و يسألونك قائلين و هل أنت لا تموت؟ و يسألون أيضاً قائلين سمعنا تلميذك بطرس يقول عنك أنك أنت إبن الله الحي فهل ستظل حياً إلي الأبد؟ ليتهم أكملوا السؤال و قالوا هل لو وثقنا فيك سنكون بمأمن من الموت معك؟ ليتهم سألوك قائلين مع بولس من ينقذنا من جسد هذا الموت؟ ليتهم يسألونك مع أيوب قائلين هل من مصالح بيننا و بين الآب؟ ليتهم سمعوا عند الزيتون .
لو سمعوك لكانوا قد عرفوا بأي سلطان تفعل و بأي سلطان تتكلم.و بأي سلطان تخدم.لو ذهبوا في المساء خلفك عند الزيتون لراحت منهم كل الأسئلة و ضاعت كل الإستفسارات.
 
لكنهم عادوا إلي الهيكل القديم.و بدأت الصيارفة تلملم موائدها مجدداً .و نسي الناس أمر التينة التي لعنتها .و بددوا فرص خلاصهم.
من أين أنتم؟
من أين أنتم؟  لو 13 كان هذا سؤال رب البيت للقادمين متأخرين بعد أن أغلق الباب.
هل أنتم من الهيكل القديم؟ من عند أسئلة الموتي؟ أم من الذين ذهبوا معي إلي جبل الزيتون حيث يتعرفون و يتصالحون مع الآب؟
من أين أنتم ؟ هل يستطيع أحد أن يجيب؟ لا يكفي أن المسيح كان في شوارعكم يعلم .أو كان في كنائسكم .أو كان في كل مقتنياتكم .لا يكفيه إلا أن يكون في داخلكم لكي يكون ملكوت الله داخلكم.
لا يكفي أن تقولوا أكلنا قدامك و شربنا؟ لا يكفي ممارسة الطقوس.لا يكفي الصوم و الإحتفال بالأعياد.لا يكفي التناول كقوم عادة.كمن يأكل و يشرب دينونة لنفسه. 
 
المخلص يريدنا أن نتبعه إلي الزيتون.ثم إلي الجلجثة ثم إلي الزيتون. و نبقي هناك قليلاً ثم ننتشر لنبشر بخلاصه.فلتصعد إليه كل القبائل.كل الشعوب.
من أين أنتم ؟ هل ترانا مستعدين للإجابة عن هذا السؤال اليوم؟ 
المجد بين الزيتون و الهيكل
هذا مخلصنا يسوع المسيح يعلن للجميع .أبي هو يمجدني..... لذلك هو يذهب للزيتون.الأب وحده هو الذي يعلم عظمة الإبن و يمجده . و الإبن وحده هو الذي يرضي الآب و يمجده.الآب يمجد الإبن و الإبن يمجد الآب.لذلك يذهب المسيح إلي الزيتون. فالعمل الخلاصي سيتم من خلال المجد.لذلك يقول الكتاب أن يسوع لم يكن قد مُجِد بعد.
 
لا يتم الخلاص عند الجلجثة وحدها بل أيضاً عند الزيتون.
الحياة مع المسيح تحتاج الجبلين.الجلجثة و الزيتون. لا تقف علي واحد و تترك الآخر.فلا صليب بغير مجد و لا تجلي بغير ألم.لا موت بغير قيامة و لا قيامة بغير صعود و حلول للروح القدس. خذ المسيح كله.بكل مراحل الخلاص التي رسمها.
لا تقل أن الزيتون مرتفع عليك و أن الجلجلثة صعبة عليك. فكل جبل و كل تلٍ ينخفض و الطرق الوعرة تصير لك سهلاً .فقط إلجأ للمسيح فيأخذ بضعفك و يضع فيك قوته.لا تقف تحت التل و تتصاغر نفسك.فهو الذي يرفع المتضعين.
إتبعه عند هيكله الجديد .أي جسده المحيي.إتبعه إلي الزيتون فهو الوسيط الوحيد بين الآب و بين الناس و هو يتوسط لك.
لا تخلص إلا لو غادرت الهيكل المتصدع القديم.لا تخلص إلا لو خلعت القديم و لبست الجديد.
التينة لا زالت ملعونة.لكي يدرك الجميع أن الذي يخلص يستطيع أيضاً أن يدين و الذي يبارك يستطيع أيضاً أن يلعن .
و مجد الهيكل القديم المستباح يناشدك أن تلوذ بالهيكل الذي يبقي إلي الأبد. الحياة الوحيدة المتاحة هي  في مخلصنا.هو يجعل الكل جديداً.
من أين أنتم؟ أمن الزيتون؟ أم من الهيكل القديم .تغلبكم العادات و آراء الناس.تمارسون الروحيات كالكتبة و الفريسين؟ أم تهتفون أنكم تتبعون الإله الحي و تتعلمون لعة الكلام السماوي.الترنيمة الجديدة.كل ما في السماء ترانيم.لأن كل اللغة هناك نشوة و فرحاً و نغماً يخترق الكيان كله.هذه لغة التخاطب مع الآب.
فلنذهب إلي الخلوة في الزيتون و نتعلمها.فلنسهر علي أنفسنا و نحترس لنتعلمها.
فلنصمت عن الكلام قليلاً و نتعلمها.ما أحوجنا إلي الزيتون و لغة الآب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :