كتب : د. مينا ملاك عازر
ردد مرشد الإخوان هذه الكلمة التي اخترتها عنوان للمقال هذا، في فيديو شهير استخدمه الساخر باسم يوسف ليدلل على أن الرئيس الخائن مرسي كان يوجه من الجماعة ومن مرشدها، فأظهر المرشد يقول له القصاص القصاص ليقولها هو بصوت عالي للناس، فيسترضيهم، طبعاً مرسي لم يسمعه، وبعيداً عن الفيديو وعن روح التآخي التي تصدر على صفحات الصحف المصرية الآن، بسبب استشهاد شهيدين مسحيين علاء وأبانوب بين عدد عشر رجال من قواتنا المسلحة تم استهدافهم بعبوة ناسفة في بئر العبد جنوب العريش، وتصدير صورة الدماء المصرية واحدة، وأن المسيحي والمسلم يد وحدة في الجيش، وأن الإرهاب لا يفرق، وأن الهدف مصر، والدماء اختلطت وما شابه من أفكار ترتكز على الوحدة الوطنية أقول بعيداً عن هذا كله، فما تقوم به القوات المسلحة الآن في شمال سيناء بالعريش وبالتحديد في بئر العبد، هو القصاص نعم القصاص الحقيقي، الذي حلمنا به، ما سقط من الإرهابيين كم كبير، والعمليات التي تحدث ضدهم كبيرة، السؤال، كيف دخلوا؟ وكيف عادوا بهذه القوة؟ من أسبوعين تقريباً قامت قوة من الداخلية واشتبكت بعدد من الإرهابيين في شرق القاهرة بالتحديد في منطقة الأميرية، فهل هم متصلين بعضهم ببعض؟ هل ثمة توافق بين الإرهابيين هؤلاء وأولئك؟ أفهم أن الإرهاب واحد، والأفكار التي تغذي هؤلاء تغذي أولئك، لكن الأهم المسألة التنظيمية، كلهم تحت قيادة داعش، داعش التي تتوارى في سوريا والعراق أرض المهد بالنسبة لهم، تعاود نشاطها من قلب مصر حيث العاصمة تارة، وقلب مصر حيث العاطفة، أقصد عاطفة المصريين المرتبطة بشدة بقواتهم المسلحة وسيناء الحبيبة المستردة، وبعد تقريباً أسبوع من احتفال كل مصر باسترداد وتحرير سيناء، الإرهاب يحاول أن يفسد الاحتفالات، يشغل الناس عن عمل أهم، وهو مكافحة كورونا الغير منظور، وتفشي الوباء، وتزايد نسب الوفيات وتعاقدات الوزارة الجديدة على شحنات دواء جديدة لمكافحته، ونجدة المصريين، وإعلان الوزارة عن عجزها لتوفير سرائر للمصابين مما يضطرهم الآن أن يعزلوا أنفسهم في بيوتهم لأننا ونحن نبني المستقبل لنلتفت إلى أن الحاضر هش ولا يطيق أن يستر في مسألة الصحة مثلاً، وكذلك التعليم وكذا وكذا.
المهم فلنعود للإرهاب، ولعمليات القصاص التي تقوم بها قواتنا المسلحة، يبدو أن الإرهابيين كانوا يراهنون على نزول القوات المسلحة لتقوم بدور لها في حال تفشي كورونا، فلم يطيقوا صبراً، فقرروا أن ينفذوا عملية كشفت وجودهم، فاقتصت منهم القوات المسلحة، وربما أجهضت عملياتهم التي كانوا يخططوا لها، ما أن تضطر القوات المسلحة للنزول لقلب الوطن لمساندة الجيش الأبيض في صد الهجمات الكورونية، التي تقف الدولة شبه مكبلة في صدها خاصة مع تنامي أرقام المصابين وتناقص الأسرة، حتى احتجنا لأن يتم العزل في البيت، فرب ضارة نافعة، فقدنا رجال أشداء نحسبهم شهداء، لنكشف عن تمركزات إرهابية كبيرة وأعداد كبيرة لا أعرف كيف تواجدت! وكيف تسلحت! ولكن -الحمد لله- أننا نطهر سيناء منهم وعقبال باقي مصر من أفكارهم.
المختصر المفيد رب ضارة نافعة.