كتب – روماني صبري
عرضت فضائية "dmc"، فيلما وثائقيا بعنوان " أيام النصر"، بمناسبة ذكرى حرب العاشر من رمضان، حرب أكتوبر المجيدة والتي تعرف أيضا بحرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا، والتي انتهت بفوز الجيش المصري على الإسرائيلي، لتسترد الدولة المصرية بعدها شبه جزيرة سيناء.
انتصار بدل أوراق اللعبة
بعد نحو نصف قرن من الزمان على عبور الجيش المصري خط بارليف المنيع وإدارته إحدى اعقد المعارك الحربية في العصر الحديث مع المحتل الإسرائيلي آنذاك، تبدلت أبجديات اللعبة وأوراقها الموزعة على طاولة الحرب، تصدر المصريين المشهد، خطفوا الأبصار، استردوا الأرض وتحصنوا باتفاقات دبلوماسية، فشرعوا يرتبون أوضاع الإقليم بما يكفل أعظم الربح، أو اقل خسارة لكل الجبهة العربية .
ورصد الفيلم مطالبة وزير خارجية مصر الأسبق، إسماعيل فهمي، الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من جميع الأراضي العربية منذ 5 يونيو عام 1967.
حرب أهانت إسرائيل
إما في إسرائيل نفسها لم يعد شيئا في محلة فقد تبددت أسطورة الجيش الذي لا يقهر بعدما مرغ انفه في التراب من قبل الجيش المصري، وبعدما انهارت نظرياته الأمنية وبعدما مني بفشل استخباراتيا صار مضرب الامتثال طيلة العقود الخمسة الأخيرة، وسرعان ما مارست تل أبيب لعبتها المضلة بإعادة تسمية الأشياء بغير أسماءها، وبتغيير الأحداث وتزييف الحقائق بما يتفق مع مصلحتها القومية فحسب، بمعزل عن الأمانة التاريخية أو الدقة أو الموضوعية لكن ماذا لو قلبت إسرائيل بنفسها أوراقها الرسمية ومحاضرها المعتمدة وصحفها المطبوعة وكتبها المنشورة .. ماذا لو راجعت إسرائيل اعترافات جنرالاتها، وتقدمت للرأي العام بوثائق التحقيق فيما فعله المصريين يوم حرب عيد الغفران ؟ .
السادات يضع نفسه محلا للسخرية لخداع العدو
وقال دكتور إبراهيم البحراوي، أستاذ الدراسات العبرية بجامعة عين شمس :" الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قدم نموذج بطولي غير عادي قبل قراره بحرب العاشر من رمضان، وذلك عندما وضع نفسه عامدا موضعا للسخرية حتى يخدع العدو حين ظهر في صورة الخائف من الحرب، ما تسبب في إضعاف الجيش الإسرائيلي الذي اعتقد أن الرجل بالفعل يخشى الحرب معهم لقوتهم العسكرية."
شكرا ليكم خدوا اجازة !
وكشف لواء د. محمود خلف مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، كنت أركان حرب عمليات وكانت مهمتي في مركز القيادة متابعة الاتصالات، وفي يوم استلمت رسالة بتقول المناورة بدر انتهت، وان القائد العام للقوات المسلحة المصرية والقائد الأعلى وكل قيادات الجيش بتشكركم ومطلوب منكم تنزلوا إجازة، على أن تنزل الدفعة الأولى أجازة يوم الخميس، وتعود تستلم مهام عملها يوم السبت، أما الدفعة الثانية فتنزل أجازة السبت موعد قدم الدفعة الأولى."
وأردف يستأنف بيان الرسالة :" كل دفعة تاخد يومين أجازة وترجع، موضحا :" قيادات الجيش كانت حددت الأوضاع وجهزت قوات الصاعقة والمهندسين، وأنا كنت من الجنود اللي هتاخد أجازة يوم السبت الموافق 6 أكتوبر اليوم الذي شهد خوض الحرب مع إسرائيل."
العدو بلغ الطعم
وواصل "البحراوي" كشف كواليس الحرب بقوله :" المخابرات المصرية عرفت إننا مسموعين، فقرروا يوزعوا على جميع القيادات تعليمات انك في المكاتب في الاتصالات ردد دايما أن الجيش المصري مش هيحارب، دايما قول انك مش واثق في السادات وخايف من إسرائيل وان مناوراتنا ضعيفة استهلاك محلي ولن تفيد في الحرب، وفعلا ده اللي وصل لإسرائيل اللي بلعت الطعم وقتها ."
السادات يثق في قدرة الجيش المصري
واتخذ السادات قرار مصيري لمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973، عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل، وذلك جراء ثقته في قوة جيش بلاده.