كتب – روماني صبري
لمع اسم الجراح كريستيان برنارد، احد عباقرة الطب في القرن العشرين، وتصدرت أخباره الصحف العالمية بشكل كبير، حين نجح في إجراء أول عملية زرع قلب في العالم في 3 ديسمبر 1967 م، والتي دامت لتسع ساعات ونصف، بمشاركة فريق طبي يضم 30 شخص، حيث نقل برنارد قلب امرأة لقيت مصرعها في حادث سير إلى رجل عمره 55 عاما، وكان مصابا بداء السكري المزمن، كتب للعملية النجاح بفضل مهارته في الجراحة، لكن الرجل عرفه الموت بعدها بـ 18 يوما، حيث كانت الأدوية المضادة للرفض لها دور كبير في كبت جهازه المناعي، وقبل العملية صرح برنارد :" إن احتمال نجاح العملية 80%، ما جعله يتعرض للانتقادات القاسية حيث اعتبر الكثيرين تصريحه مضللا، أما مريض الزرع الثاني لبرنارد واسمه فيليب بلايبيرج أُجريت عمليته مطلع عام 1968، وعاش سنة ونصف واستطاع الذهاب إلى البيت من المستشفى.
مرض القلب يقتل شقيقه
ولد برنارد في بيفورت ويست، مقاطعة كيب، بجنوب إفريقيا، لوالد كاهن بالكنيسة البروتستانتية الهولندية، وكان يعمل مبشرا للأشخاص مختلطي الأعراق، وزرعت والدته ماريا إليزابيث دو سوارت في الإخوان الناجين معتقد أن بإمكانهم فعل أي شيء يضعونه في أذانهم، مات أحد أخوته الأربعة أبراهام "طفل أزرق"، بسبب مشاكل في القلب وعمره ثلاث سنوات ما اثر ذلك عليه وجعله يسلك في جراحة القلب لينقذ حياة الاطفال.
مطور علاج الرتق المعوي
درس الطب ومارسه لعدة سنوات في بلده الأم، ونجح في تطوير علاجا لخلل الرتق المعوي لدى الأطفال، بعد تجربته على الكلاب، أنقذت تقنيته حياة عشرة أطفال في كيب تاون وتبناها جراحون في بريطانيا والولايات المتحدة.
انجازات عديدة في وقت قصير
سافر عام 1955 إلى الولايات المتحدة وخصص له أوين هاردينغ وانغنستين المزيد من العمل المتعلق بالجهاز الهضمي، عرف على آلة القلب-الرئة، وسمح له بالانتقال إلى الخدمة المدارة من قبل رائد جراحة القلب المفتوح والت ليليهي، بعدما عاد إلى وطنه عام 1958، اختير ليكون رئيسا لقسم الجراحة التجريبية في مستشفى جروت شور، كيب تاون، كما تمت ترقيته إلى محاضر بدوام كامل ومدير البحث الجراحي في جامعة كيب تاون.
برنارد يلتقي أب زراعة القلب
عام 1960 توجه إلى العاصمة الروسية موسكو، والتقى بفلاديمير ديميكوف، خبير في زراعة الأعضاء (نسب الفضل لاحقا لإنجاز ديميكوف قائلا "إذا كان هنالك أب لزرع القلب والرئة فإن ديميكوف يستحق هذا اللقب بالتأكيد."
أستاذ إيميرتوس
اختير عام 1961 رئيسا لقسم الجراحة القلبية في المستشفيات التعليمية لجامعة كيب تاون، حتى ترقى إلى منصب أستاذ مساعد في قسم الجراحة في جامعة كيب تاون عام 1962، بعدها بات أخ برنارد الأصغر ماريو الذي درس الطب أيضا اليد اليمنى له في قسم الجراحة القلبية، مع الوقت، أصبح برنارد معروفا بالجراح العبقري مع إسهاماته العديدة في معالجة الأمراض القلبية، مثل رباعية فالو وشذوذ إبشتاين، ليصبح أستاذ في العلوم الجراحية في قسم الجراحة في جامعة كيب تاون عام 1972، وفي عام 1981 عين عضوا مؤسسا للمجلس الثقافي العالمي، نال العديد من التكريمات والجوائز في حياته ومنها حصوله على لقب أستاذ إيميرتوس عام 1984.
كريم البشرة يشوه سمعة برنارد .. والرحيل
استقال برنارد كرئيس لقسم الجراحة القلبية في كيب تاون عام 1983 جراء إصابته بمرض التهاب المفاصل الروماتويدي في يديه، ليودع عالم الجراحة، بعدها أولى اهتماما بالبحوث المضادة للشيخوخة، ساءت سمعته عام 1986 عندما روج لجلايسيل، وهو كريم للبشرة "مضاد للشيخوخة"، سحبت الموافقة عليه من قبل إدارة الدواء والغذاء في الولايات المتحدة بعدها بفترة قصيرة، في أخر سنوات حياته ، أسس مؤسسة كرستيان برنارد، لمساعدة الأطفال المحرومين في العالم، وفي عام 2001 مات عن عمر 78 عاما على اثر نوبة ربو.