حمدي رزق
لافتة لتهنئة المسلمين بشهر رمضان الكريم تنير شوارع شبرا، دكتور «شريف أديب يرحب بضيوف الرحمن، وجبتك جاهزة خدها وافطر في بيتك».
وجبات فاخرة، جاهزة، معلبة، دون مَنّ وَلَا أَذى، بنفس راضية، وتطوُّع، وبذل الخير، وحب لأخيك ما تحب لنفسك، وكما جاء على لسان المسيح عليه السلام في «موعظة الجبل»: «طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لِأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. طُوبَى لِلْأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لِأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللّه».
مائدة رحمن ديلفرى، طقس مصرى خالص، حاجة تفرح القلب، فقه المواطنة الشعبية يتجلى، الدكتور شريف نموذج ومثال، «طوبَى لِلرُّحَمَاءِ لِأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. طُوبَى لِلْأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لِأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللّه». يقول الدكتور شريف: «إننا والمسلمين إخوة وشركاء في الوطن، وجميع أعيادهم هي أعياد لنا، ونتبادل التهانى في المناسبات والأعياد لنشر المحبة والسلام».
الله عليك يا دكتور أديب، مصرى أصيل، ومحب حقيقى، المحبة لا تباع ولا تشترى، المحبة طبع، والمحبون كُثر، ولافتات المحبة تمحق صور الكراهية، تبرهن على أصالة شعب، على حضارة شعب، على المحبة، الله محبة، وعلى قول الست ثومة: «قول الحب نعمة مش خطية، الله محبة، الخير محبة، النور محبة».
اللافتة الرائعة التي تلوّن «فيسبوك» بالبهجة أجمل رسالة تهنئة من مسيحيى مصر إلى مسلميها.
رسالة شبرا تقول: إن فطرة الشعب المصرى سليمة وتعبر عن نفسها بمئات الصور الرائعة، ومنها هذه الصورة الراقية، لماذا إذن تتصدر صور الجفوة والرفض والعنف والتفجير والتهديم والتهجير العناوين.. لماذا تهيمن طيور الظلام على الصورة.. لماذا تتصدر وجوه البغضاء المشهد.. لماذا يشوه هؤلاء الزعران المطلوقون من عوالم سلفية سفلية وجه مصر الطيب بسناج صدورهم وما ينفثون غلًّا للذين آمنوا بالعيش المشترك؟!.
المحبة شعور بسيط، يلمس شغاف القلب، القصة ليست تبويس اللحى واللى في القلب في القلب، ولكنها نفوس خيّرة تسعى بين الناس في الشارع بالمحبة، وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة.
اللافتة تعبر تمامًا عن مصر الطيبة تعبيرًا شعبيًا رائعًا.. على بساطته وعفويته، مبادرة بألف مقال، وبألف خطبة، وبألف مقدمة فضائية زاعقة بالوحدة الوطنية.. المسيحيون المصريون يرسمون صورة يعجز عن وصفها القلم السيال، يبدعون إبداعًا راقيًا، ويرسمون لوحات ملونة بحبر القلب، نموذج ومثال، المسيحيون يضربون أروع الأمثلة في المحبة، ولا يمررون المناسبات العطرة دون لمحات طيبة، طوبى للساعين إلى الخير.
سيقول السفهاء من الناس إنهم يتجملون، دعهم في غيهم وغلهم يعمهون، قلوبهم قاسية ونفوسهم مظلمة، الطيبون دومًا حاضرون، ويستلزم تكثيف الحضور والظهور.
مقارنة ما يجرى في بعض «القرى النائية»، قرى بطن الجبل، من بغضاء بما جرى في «شبرا» يبرهن على أن ما يجرى هناك في الصعيد مخطط وممنهج لإشعال فتنة، أيادٍ آثمة تعبث هناك، مسيحيو شبرا مثل كل مسيحيى مصر، يعلمون أن لهم في القلب مكانًا، فاحتلوه بطيب صنيعهم، هذا الذي يجرى في شبرا يجب أن يُترجم إلى منهج مصرى متكامل في السماحة والتعايش بين الأديان.
ومن القلب للقلب رسول، تعليق لافتات تهنئة للمسلمين، لافتات المحبة، وفيه أحلى من كده، وبأحسن منها.
أخويا شريف عايز أقولك إنى بحبك، مكتوب إنى أحبك لأنى اتعلمت إنى أحبك، لأنى اخترت إنى أحبك، ووصانا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأقباطها خيرًا، لأن لنا فيهم ذمة ورحمة.
نقلا عن المصرى اليوم