الأب رفيق جريش
استلهامًا «لوثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقعها البابا فرنسيس بابا الفاتيكان والإمام الأكبر شيخ الأزهر في أبوظبى عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، فبراير 2019، وقد نلت شرف حضور هذه اللحظة التاريخية إلا أن- نظرًا للأزمة الكبيرة التي يعيشها العالم، بسبب تفشى فيروس كورونا «كوفيد19»- «اللجنة العليا للأخوة الإنسانية» كانت قد أطلقت مطلع الأسبوع الجارى نداء عالميًا إلى جميع الناس على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ومعتقداتهم للتوجه إلى الله بالدعاء والصلاة والصوم وأعمال الخير، كل فرد في مكانه وحسب دينه ومعتقده من أجل أن يرفع الله وباء كورونا. وأن يغيث العالم من هذا الابتلاء وان يلهم العلماء اكتشاف دواء يقضى عليه وأن ينقذ العالم من التبعات الصحية والاقتصادية والإنسانية جراء انتشار هذا الوباء الخطير. ودعت اللجنة المؤمنين من كافة الطوائف الدينية، لأن يكون يوم الخميس القادم الموافق 14 مايو الجارى يومًا عالميًا للصلاة من أجل الإنسانية. ووثيقة «الأخوة الإنسانية» تعتبر وثيقة تاريخية لأن القياديين الدينيين الكبيرين الإسلامى والمسيحى (3 مليارات مؤمن) وضعًا نصًا واحدًا عن معنى الأخوة وكيفية التعامل مع الآخر المختلف دينيًا ولكنه أخ في الإنسانية لأن الكل خليقة الله تعالى. وأكدت هذه الوثيقة القيم الأساسية في المحبة والمسامحة والأخوة التي يذخر بهما الدينان الكبيران. والجدير بالذكر أن اثنين من أبناء مصر هما اللذان كتبا مسودة هذه الوثيقة وهما المستشار محمد عبدالسلام المستشار السابق للإمام الأخير والمونسينيور يؤنس لحظى أمين سر قداسة البابا فرنسيس.
وأكد ولى عهد أبوظبى- التي شهدت توقيع الوثيقة على أراضيها الطيبة- محمد بن زايد آل نهيان ترحيبه بالنداء العالمى للجنة وكتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «دعواتنا والملايين حول العالم إلى الله تعالى لا تتوقف لرفع وباء كورونا».
كما أعلن أمين عام منظمة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش مشاركته في المبادرة التي أطلقتها «اللجنة العليا للأخوة الإنسانية» تحت عنوان «صلاة من أجل الإنسانية».
وقال عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»: «سوف أشارك الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس الصلاة والدعاء من أجل الإنسانية في 14 مايو المقبل»، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة جاءت في وقت عصيب على الجميع وتتطلب من الجميع التكاتف والتضامن والسلام. كما دعا صاحب الغبطة البطريرك إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في مصر كل أبناء الكنيسة الكاثوليكية في مصر للصلاة والصوم في ذلك اليوم في شركة مع قداسة البابا فرنسيس والإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب. كذلك أعلنت الكنيسة الإنجيليكانية في مصر وفى العالم مشاركتها في هذا اليوم ومن المنتظر أن تنضم بقية الكنائس والمؤسسات الدينية المختلفة الإسلامية والمسيحية واليهودية في هذا اليوم المشهود.
وأنا بدورى أدعو نفسى وأدعو كل ذوى الإرادة الصالحة للانضمام لهذا اليوم صومًا وصلاةً وهكذا نترجم واقعيًا معنى المحبة والأخوة والمسامحة وهذه هي علامة من علامات تجديد الخطاب والفكر الدينى في كل الأديان.
أدعو نفسى وأدعو كل ذوى الإرادة الصالحة للانضمام لهذا اليوم صومًا وصلاةً وهكذا نترجم واقعيًا معنى المحبة والأخوة والمسامحة وهذه هي علامة من علامات تجديد الخطاب والفكر الدينى في كل الأديان.
نقلا عن المصرى اليوم