كتب – روماني صبري
"وباء كورونا" جائحة عالمية ألقت بظلالها على الأرواح والشركات كذلك في القارة الأوروبية، والأكثر تضررا على وجه الخصوص هو قطاع السياحة، شواطئ ومطاعم ومطارات فارغة ولا طائرات في العطلة السنوية، ومعالم سياحية شهيرة على عروشها خالية، ومئات آلاف الأشخاص فقدوا العمل والوظيفة وها هي عودة المياه إلى مجاريها تبدو غير قريبة.
بعد العيش الرغيد حياة صعبة ومستقبل غامض
وفي إطار الأزمة عرضت فضائية "دويتشه فيله عربية"، تقريرا، أكد أن الأحوال بسبب الفيروس التاجي قاتمة، فمثلا في اسبانيا يعتمد 10% من السكان على السياحية، العاملون في السياحة بشمال اسبانيا اعتادوا على الترحيب بالسياح في هذا الوقت من العام، لكن في هذا العام 2020 تبدو الأمور مختلفة بعد أن دمر الوباء الآمال والأحلام واجبر الكثيرين على مواجهة مستقبل غامضا وحياة صعبة.
ضربات قاسية يتلقاها أصحاب الفنادق
ونادرا ما خيم الهدوء بالسوريس الاسبانية على ساحل المحيط الأطلسي، ليس هناك سياح ولا حتى على طريق القديس يعقوب، حيث كان يحج الآلاف من المسيحيين نحو سنتياجو، ما جعل فيكتور فيراندو يتلقى ضربة قاسية، هو الذي انتقل إلى هنا من فالنسيا البعيدة قبل عامين لتحقيق حلمه، فاشترى الفني الكهربائي مبنى وحوله إلى سكنا للحجاج والآن توقف عمله."
فقدنا موسم الحج
وقال مالك الفندق، سأتضرر بشدة لأنني لم احصل على أي دخل مما كنت أتوقعه، ولكن ستبقى التكاليف، الكهرباء والماء والتامين والضرائب، يجب دفع كل هذا حتى لو ظل الموقع مغلقا، لافتا :" فقدنا احد أهم أشهر الموسم، والوضع لم يتحسن في الصيف، السياحة مهمة جدا لاسبانيا لكنها هذا العام انهارت تماما ."
بالنسبة لمعظم أصحاب الفنادق والمطاعم فان أول شيء هو الحفاظ على وجودها، يعتمد نزل فيكتور فيراندو على الحجاج من جميع أنحاء العالم، وكان يريد التوسع، فاشترى مبنى أخر في يناير ليحوله إلى نزلا ثان.
يعرف ابن السادسة والثلاثين انه ليس الوحيد الذي يعاني من هذه الأزمة الصحية، كونها أوقفت السياحة في كل بلاد العالم.
سنخفض الوظائف
أما خوان لويس فيرنانديز، مدير مطعم في اسبانيا، فقال ليس يقتصر الأمر على إننا لا نعرف متى يمكننا بالضبط فتح مطاعمنا مرة أخرى، لكننا لا نعرف كيف أيضا، هل سنحتاج إلى تقليل عدد الطاولات لزيادة التباعد بين الصفوف؟، ليس لدينا مساحة كبيرة هنا، وهذا سيقلل الوظائف."
أزمة كبيرة ستضرب البلاد
تعد السياحة هي المحرك الاقتصادي في اسبانيا، هكذا كان الوضع في العام الماضي، أكثر من 80 مليون سائح 10% من الوظائف في قطاع المطاعم والفندقة، وشدد فلورنتينو فليلجيروسو، خبير اقتصاد اسباني، على أن ثمة أزمة خطيرة مقبلة على بلاده."
حتى السمعة تضررت
موضحا :" من الواضح ان الفيروس ضرب اسبانيا بشدة، لذلك يمكن أن نفترض السمعة ستعاني أيضا، والسياح سيفقدون الثقة في البلاد، لا يسعنا إلا نام لان نتمكن من السيطرة على الوضع حتى يرغب الناس على المدى الطويل في العودة لاسبانيا مرة أخرى."
لننتهز الأزمة
توقفت السياحة الجماعية بسبب الفيروس التاجي، كما هي الحال على طريق القديس يعقوب الذي كان يشبه في بعض الأوقات طريقا سريعا للحاج ولهذا السبب بالتحديد يرى لاوريانو جارثيا عضو جمعية أصدقاء الحجاج، فرصة في الأزمة، حيث يريد تجديد طريق القديس يعقوب ليعتمد على سياحة أكثر استدامة.
موضحا :" يمكننا أن ننتهز الفرصة لنفكر في أي طريق حجاج نريد، ما كان في الأصل أن نجعله حيث وصفه شخص ما بمدينة ملاهي قبل بضع سنوات."