حمدي رزق
ورد الرئيس على المواطنتين بقوله: «أنا سعيد إن أنا بشوفكم»، ثم خاطب إحداهما بقوله: «مش عايزة حاجة»، لترد السيدة الطيبة: «ربنا ينصرك دايما ويحبب فيك الخلق».
دعوة من قلب أم، دعوة من القلب للقلب، يستحقها هذا الرجل المحب للمصريين، حبا بحب، السيدة الطيبة تسجل سطور المحبة من قلب محب إلى قلب طيب، يابخت الريس بحب الطيبين.
ولا تعد عيناك عنهم، رضاهم من رضا رب السموات، ومن يحبه ربه يحبب فيه خلقه، وفى قعور البيوت البسيطة بشر طيبون يدعون الله بالستر آناء الليل وأطراف النهار، والستر أمنية الغلابة، اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، آمين يارب العالمين.
تأمل رد الرئيس على هذه الدعوة الطيبة، تأمين (ابن طيب) على دعاء من كانت في منزلة والدته الطيبة:»مش عايزة حاجة.. كل سنة وأنتم طيبين«. رئيس بدرجة إنسان، وابن لأمهات طيبين، يذهلك بشاشة هذا الرجل في وجوه المحبين.
العلاقة القلبية بين الرئيس وملح الأرض نموذج راق، ليس فيها بروتوكولات مرعية، ولا طقوس روتينية، ولا حواجز تمنع من سريان تيار المحبة بلا عوائق، بل بالعواطف، يأسر القلوب الحنينة.
المحادثة القصيرة تشى بمعان كبيرة، معنى المحبة، المحبون كثر، والطيبة والطيبون كثر، والثقة متوفرة، إحساس بأن القلب على القلب عطوف، والأرواح تتآلف.
هذا لا يعجب من في قلبه مرض، ومرضى القلوب أكثر من الهم على القلب، والغرض مرض، أما أصحاب القلوب السليمة فيسلك الحب طريقه مباشرة إلى القلوب.
نظرة لتواصل الرئيس المباشر مع العامة في مواقع الإنتاج والمشروعات تحمل بشرى وإيمانًا بأن هذا الشعب يستحق غدًا أفضل، وأملا عريضًا في المستقبل، وحياة تحمل الستر وصولًا إلى الراحة بعد شقاء مقيم، فعلا لم يجد هذا الشعب من يحنو عليه، والحنية ليست سياسة ممنهجة، بل طبع يعبر عن نفسه بكلمات طيبات ليس فيها تكلف ولا تجمل ولا نفاق جماهيرى.
»مش عايزة حاجة«والرد ربنا يخليك مستورة، ما يحوجك لحد، قادر يا كريم وما يحوج مصر لحد، وما يحوج شعب مصر لحد، وتظل رايتها مرفوعة، وشعبها كريم، والكريم لا يضام أبدا، ولن يخذلنا الله أبدا، نعم المولى ونعم النصير.
إطلالات الرئيس مهمة وملهمة وتغرى بالمتابعة لما تخلفه من تفاؤل في ظل جائحة لونت عيشة الناس، تترك اطمئنانا في أجواء خشية، وتشى بأن الغد حلو، إذا أخلصنا العمل، وأيقنا الأمل، وتضرعنا كفاية، ودعونا الله أن يجعل ما بعد العسر يسرًا، إن بعد العسر يسرًا، وأراها انفراجة قريبة إن شاء الله، ويرونها بعيدة، ولكن فرجه قريب، وصبر جميل، وهتفرج بإذن الله، والخير كل الخير إذا دعوتموه، قال تعالى:»وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ«.. (غافر/ ٣٠).
وفى البال بيت شعر راق للهادى آدم
»وغدًا للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلواً.. إنما الحاضر أحلى».
نقلا عن المصرى اليوم