الأقباط متحدون | نهر الماء الطاهر خميس العهد
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٠٢ | الخميس ١٢ ابريل ٢٠١٢ | ٤ برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

نهر الماء الطاهر خميس العهد

بقلم: Oliver | الخميس ١٢ ابريل ٢٠١٢ - ٣٧: ٠٩ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

إلهنا و إلههم
كل آلهة الأمم آلهة جائعة تطلب ذبائح.أما إلهنا السخي فهو يعطي نفسه ذبيحة.
كل آلهة الأمم فقيرة أما أنت  يا يسوع القدوس فتفتح خزائن حبك و تعرض عطاياك بالمجان.
لا يوجد إله يقدم نفسه لعبيده إلا أنت يا مسيح الكل.فكل إله غيرك ينتظر من الناس عطاياهم و أما أنت فعطاياك حاضرة للجميع حتي حياتك تقدمها مجاناً لنا.
آلهة الناس تفرح بعيوديتهم أما أنت فتفرح بتحويل عبوديتنا إلي بنوية.
آلهة الناس تتعالي عليهم و أنت تتنازل لأجلنا حتي إلي الموت .
آلهة الناس تنتظر من كهنتها أن تحبُك عنها الأساطير الكاذبة و الخوارق الوهمية أما أنت فلما أتيت نراك أخفيت ذاتك .تسترت في جسم بشريتنا و لما أردت أن تصبح لنا وليمة نراك أخفيت نفسك في الخبز و الخمر.مع أنك عجيب و قادر علي كل شيء.
 
إبراهيم و إسحق
اليوم توضع السكين علي رأس إسحق الحقيقي .اليوم يظهر لإبراهيم ما هي المحرقة التي يراها الرب لنفسه.
لا تضع سكيناً علي رأسك أيها الإنسان الضعيف فالمسيح ذبح عنا.
ما هي السكين التي بها ينتحر الناس سوي الخطية.ضع سكينتك علي رأس المسيح.فهو يموت مرة واحدة و يقوم.
إبراهيم أخذ الحطب.و شققه حتي يصبح كالصليب.فالصليب كان خطة إلهية قديمة.إبراهيم سار بإسحق ثلاثة أيام حتي يعود بإبنه و اليوم بقيت ثلاثة أيام لكي يعود بنا إبن الله للفردوس.
أخذ إبراهيم السكين و النار.لقد كان ينوي أن يصنع من إسحق فصحاً كاملاً.يشوي جنبيه.غير مدرك أن الجند الرومان سيطعنوه .فيحترق بالرمح عوضاً عن النار.
 
أبراهيم و إسحق و النار ذهبوا معاً.ليكونوا رمزاً لخلاصنا الذي تم بالآب و الإبن و النار أي الروح القدس.
لم ينطق إسحق طوال الطريق .صعد صامتاً أمام الذي يجزه. لم يفتح فاه.كان عنده سؤالاً واحداً إذ قال يا أبتاه أين المحرقة؟ هل أنا المحرقة؟ بمثل هذا القول طلب إبن الله من أبيه قائلاً يا أبتاه إن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس و لكن لتكن إرادتك.
هكذا أيضاً خضع إسحق لإرادة أبيه.حتي وضعه أبيه علي المذبح.الآب هو الذي بذل إبنه الوحيد و هو الذي وضعه علي الصليب  .ليس يهوذا ذو فضل و لا اليهود المتآمرين و لا الرومان بل الآب بقصده التام صنع لنا فصحاً أبدياً.
 
حسناً أبي إبراهيم أنك لم تشفق علي إبنك. هكذا لم يشفق الآب علي إبنه بل علينا نحن.حتي بذله غفراناً عن خطايانا.
اليوم يقول الآب بأعلي صوته أنا أحبكم. اليوم يقول الإبن بأعمق حبه أنا أحبكم.
علي جبل أورشليم في العلية يؤسس فصحاً  أبدياً و غداً علي أعلي جبل الجلجثة يصنع الخلاص .و يوثق عهده بالدم .يكتب وثيقة الحب الأبدي . و يدفع مهر العروس.فيصير منذ هذه اللحظة كل شيء مجاناً حتي الأبدية.
بين الفصح في العلية و بين الفصح في الجلجثة رابط وحيد.فالموت نفس الموت.و الدم نفس الدم. و الجسد نفس الجسد.نحن بين فصحاً علي الجلجثة كالينبوع. و فصحاً في العلية يملأ الكأس من هذا الينبوع من نفس دم المسيح النازف علي الصليب . و يملأ الصحفة من نفس جسد المسيح المصلوب علي الصليب.
تستطيع أن تتساءل أما كان يجب أن ينتظر المسيح حتي يموت ثم بعد ذلك يؤسس الفصح فيكون تقديمه جسده و دمه قد تم بالفعل .تستطيع أن تقترح شيئاً كهذا و لا تكون قد تجاوزت.
 
نعم يمكنك ان تظن أن هذا منطقياً .لكن سر العشاء الرباني كان يجب أن يحل محل الفصح الرمزي اليهودي. لذلك تم في نفس يوم فصح اليهود.لذلك قال معلمنا إصنعوا هذا لذكري .هذا أي فصح العهد الجديد و ليس ذاك أي فصح القديم.
كما أنه ليس فقط فصح بل أيضاً عهداً جديدا و كأي وثيقة تُكتب أولاً ثم توثق .فالمسيح صنع الوثيقة يوم الخميس و وثقها بدمه يوم الجمعة.
علي أننا يمكن أن نفهمها بالرمز أيضاً. ففي اللحظة التي تلقي فيها إبراهيم الأمر بتقديم إبنه.إعتبر إبنه أنه قد مات.و لا ينقص سوي التنفيذ .و بمجرد أن أطاع إسحق و خرج معه فيعد إسحق قد مات حتي لو يتم التنفيذ.كل ما يتبقي مسألة ساعات أو ثلاثة أيام ليصلا إلي الجبل و يصعد المسيح في إسحق علي الجبل هناك يكون محرقة .
هكذا كان يجب أن يقدم  المسيح نفسه لنا فنقبله بنفس إيمان أبينا إبراهيم.
كل من يتناولون جسد و دم المسيح بإيمان إبراهيم ينجون من الموت.
أما الذين لا يدركون الأسرار فيبقون مع الغلامين تحت سفح الجبل.يحرسون الآتان.اي يفهمون الحسيات فقط.أما أنت فترتقي مع إسحق و إبراهيم.تصعد حيث يصعد الفاهمون. و تنير كالجلد في السماء.تشرب لنفسك دم الحياة و تأكل جسد الحياة. واثقاً من خلاله أنك تشترك في العهد و تستفيد من وصية الموصي. و
 
ميراث الفائزين.
كل من يطيع كإسحق يصير بركة.كل من يطيع كإبراهيم يكثر كالنجوم.
نزل الجبابرة من علي جبل المريا و عاد إبراهيم مع الغلمان و إبنه إلي بئر سبع أي بئر الشبع.و كل من يقتات علي الخبز السماوي يشبع أيضاً.
إشبعوا بالجسد و الدم لأنه غذاءاً سماوياً ليس مثله في الأرض.
رؤيا حزقيال عن باب المشرق حز 47
ثم حملني الروح و أدخلني من باب البيت. حين لم يكن ممكناً فيما سبق أن أكون أبداً في البيت. كنت قبلاً في أرض تنبت شوكاً و حسكاً.لكن الروح أدخلني لأنه يأخذ مما صنعه المسيح عني و يعطيني.
 
إذا ماء خارج من المشرق.من البيت يخرج.و ما البيت إلا المسيح.الذي بواسطته و بوساطته يرسل الآب لنا الروح  القدس .
كان الماء منحدراً من الجانب الأيمن.من الجنب المطعون ينحدر .من هناك كان الرحم السماوي الذي ولدنا.
كان الماء ينهمر.إلي الركبة ينهمر.حتي يقود القدمين في الطريق.ثم إلي الحقوين ينهمر.حتي يصبح العزم و الإرادة خاضعين للمسيح.ثم إلي العنق ينهمر ثم فوق الرأس فنظن أن المياه ستغرقنا لكن مياه الرب تحملنا فنسير كمن لا يبذل مجهوداً ليسير.
طالما تسير في إتجاه المياه فأنت لا تتعب.و كل من يسير حسب إرادة الروح القدس يستريح مطمئناً.
ذهبت المياه إلي كل الأراضي.كل النفوس.إلي بلاد العرب .بني إسماعيل أيضاً .ذهبت للمرفوضين.المياه تطهر الجميع.خلاص المسيح خلاصاً كونياً.للعالم كله.و لكنه عند المرفوضين يتودد أيضاً.يبذل وقتاً ليفتحوا له باباً فيغمرهم.
لذلك غسل السيد أقدام تلاميذه بالنهر الطاهر.في يديه نبع النقاوة.لذلك أخذ خبزاً علي يديه الطاهرتين.فمياه النهر تأتي بهما.
 
العلية
سأله التلاميذ أين نعد لك الفصح؟ فإذا السيد يفاجئهم أنه قد أعد كل شيء.الآتان ينتظركم و رجلاً حاملاً جرة ينتظركم و العلية تنتظركم مفروشة و مهيئة.
عند العلية لا يتطلب الأمر سوي أن تأتي برغبة عميقة للحرية نم كل القيود و للإتحاد بمحرر العبيد.
عند العلية لا تنشغل بالأتان ( الجسد) و لا بالمكان ( أين نعد الفصح) بل بالمسيح و معه تصنع صلحاً.
حين يتقدم لغسل رجليك فلا ترفض.حين يكشف لك عن قذارة العالم التي لصقت بك فلا تستح.لا يهم ماذا سيصنع بك لأنه سيطهرك و يخلق منك بيتاً جديداً .
لا تنشغل بيهوذا فهو موجود في كل كنيسة و كل مجتمع .تفضحه نقاوة الأنقياء دون أن يتكلموا.تكشفه دماء المسيح الزكية و تتثاقل عليه الحياة حتي يختنق بإرادته.لا تنشغل بيهوذا في الكنيسة بل بالمسيح.
 
حين يقول السيد الرب واحداً منكم سيسلمني إفحص نفسك لئلا تكون أنت مسلمه.
و حين يريد أن يغسلك أنظر إلي عينيه .و استمتع بلمسة يديه و هو ينقيك.فليجفف بالمنشفة دموع توبتك.لأنه مستعد أن يحييك إن أردت.
بعد اللقمة يصبح المسيح داخلك أما الخائنين فتنزع منهم اللقمة و يحل فيهم الشيطان كيهوذا . لا تنكر جسد الرب و دمه لئلا تصير مبغوضاً.
خذ نصيبك من المسيح .لأنه أعطي كل واحد قسماً منه. فأنت يد المسيح و آخر صوت المسيح و ثالث قلب المسيح و رابع حضن المسيح .و إسأل نفسك من أنا في المسيح.ما دوري معه.و كن إناءاً مختاراً لأنك متي إحتوي جسدك جسد مخلصنا فقد صرت حقلاً حاملاً الكنز الأبدي فلا تستهن بحداثتك بل إنطلق كالجبابرة في الأرض. و إصنع بالمسيح عجباً لمجد الآب. فقط إعلم أولاً أنك عضو في المسيح و أنك آلة بر تعمل صنعته و إسأله لتعرف دورك .قل له مع بولس ماذا تريد يا رب أن أفعل.
اليوم يوم خلاص .و لنا أن نفرح به.فإبراهيم أراد أن يري هذا اليوم الذي فيه يعرف من هو المحرقة الذي يفتدي إبنه إسحق من الموت.اليوم يعرف إبراهيم و نعرف نحن الذبيح السماوي.
فلنرقص فرحاً للرب و نبتهج به كمن يزف العروس.فلنشكر من أسس سر الشكر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :