دى رسالة جايالى من أحد الأمهات عن إعلان مستشفى الحروق..
تصوروا..
د. محمد طه
اعلان للتبرع لمستشفى للحروق، عبارة عن أم بتحكى قصة بيتها اللى اتحرق، وابنها اللى مات، علشان ماكانش فيه مستشفى متخصصة للحروق تنقذه فى الوقت المناسب.
مش عارف أقول إيه تانى والله.. ابتزاز رخيص للمشاعر.. استغلال بشع للتعاطف.. انتوا كده مش بتدعوا الناس للتبرع.. انتوا كده بتحسسوهم بالذنب.. وبلوم النفس.. وبالعجز.. عاوزين تلموا تبرعات عن طريق احساس الناس بالذنب؟
محدش فكر ان الإعلان ده نفسه بيعمل صدمة نفسية للى بيشوفه.. والله العظيم احدى زميلاتى كلمتنى امبارح.. شافت الاعلان بالصدفة.. قالتلى: أنا سكت وتنحت فجأة.. وحسيت انى اتدفنت بالحيا.. هما بيعملوا فينا كده ليه؟ دى طبيبة نفسية متعودة تسمع وتشوف آلام الناس وصدماتهم. الناس العادية والأطفال يعملوا إيه بقى؟
هو السادة المعلنين بيستمتعوا بإيلامنا نفسياً مثلاً؟ بيتبسطوا لما نتوجع؟ بينشكحوا لما نغلى من جوانا؟ مرة بعنصرية (الناس فى مدينتى شبه بعض).. ومرة (ابنِك بيصرخ وهو بيجرى عليكى وانتى مش عارفة تعملى حاجة).. ومرة من خلال معتوه بيمارس ساديته على الشاشة وهو بيضحك.. ده غير الدراما الغريبة السنة دى اللى تيمة الانتقام مسيطرة عليها (أخت من أختها.. أخ من اخواته.. حبيبة من حبيبها)..
فيه إيه؟ إيه كمية الكلاكيع والعقد النفسية الطافحة دى؟ ماتتعالجوا يا جماعة.. ماتعرضوا محتوياتكم الإعلانية على حد متخصص قبل ما تدخلوها بيوت الناس.. كلنا عارفين ان الحياة مليانة مآسى وآلام.. بس ليه حضرتك تحطها قدام عينيا وتشرّحنى نفسياً بالشكل ده..
نستغرب ليه بقى من مشهد تعذيب القطة.. واللا ضرب الكلب فى البلكونة.. واللا الطفلة اللى ربطت الدبدوب بتاعها فى الكرسي علشان تكهربه.. ما هو عادى أهو..
مش عارف أقول إيه تانى.. اقروا الرسالة.. وهاتعرفوا لوحدكم..