د. مينا ملاك عازر
بعد التعييد المتأخر بحلول الشهر الكريم رمضان، الذي مر منه أكثر من نصفه، وللدواعي الكورونية تأخرت في تقديم التهنئة لأحبائي المسلمين، ألتمس السماح، وتقبلوا مني العذر، ودعونا نتفق على الآتي:
أن العالم كله ينتظر "النهاية" نعم نهاية وجود هذا الفايروس القاتل، وحتى حينما يحدث هذا، فلن يعود العالم كما كان، فالمعظم إما تخلى عن الآخر أو خانه أو خونه، فأصبحت السمة الأساسية "خيانة عهد" ولم يعد هناك من يدعى "فالنتينو"
في هذا العالم المتصارع على البقاء برغم الجائحة، حتى أن صراعهم هذا جعل الأغلبية ب"100 وش" ولم تعد تنفع "لعبة النسيان" التي يتبعها الكثيرون ليتخففوا من ذكرياتهم المريرة بخيانة حلفاءهم لهم، فلم يعد الفايروس "اللعبة" التي يمكن التخلص منها بالساهل، فالحاجة الآن للقاح يهدم الوحش المجهري هذا، وبرغم كل الأدوية المعلن عنها، وعن قدراتها للفتك به، فالأمر لم يصل لحل ناجز يجعلك تشعر وكأنك "البرنس" فقد أصبحنا والفايروس المتناهي الصغر "2 في الصندوق" والكارثة، نعم الكارثة أنك لو أصبت به لا توجد لك "فرصة تانية" فإما أن ينقذ اجتهادات الأطباء أو تلاقي وجه كريم لا قدر الله، وللأسف مهما تكاتف "رجالة البيت" أمام الفايروس لا أمل من التخلص منه إلا بلقاح، فمهما كنت ترى في نفسك "الفتوة" فلا أمل في قوتك الشخصية، ولكن الأمل في علم العلماء، هم الذين بأيديهم وعقولهم "الاختيار" بين نجاة العالم أو فناءه، ولا أنكر أن الوضع بات سوداوياً بحق، فنحن جميعاً بتنا نتحدث عن حالنا "لما كنا صغيرين" ونسترجع تلك الأيام والليالي، ونتأسف عليها، بالرغم أننا كنا نبغضها ونرفضها، وقت أن كنا نعيشها، فاكتشفنا الآن أنها كانت "سكر زيادة" وأصبح الكل يطلب من رفيقه في الحياة والبيت أن يجلس معه، ويقول له "ونسني" وهذا في أضيق الحدود، لأنه وببساطة لم يعد هناك "جمع سالم" وأصبحنا كل واحد منا "شاهد عيان" على الفايروس الذي حبس البشرية وأغلق الكوكب، ويقال أنقذه من تلوث بيئي مميت، أما العشاق الذي تملكهم الاكتئاب بسبب الاحوال البائسة، وبات السؤال الذي باتوا يسألوه لأنفسهم "ونحب تانى ليه" فكلاً منهم يقول لنفسه أن الحب الذي أحبه هو "حب عمري" وسأكتفي به إن قدر لي ونجوت من الفايروس.
المختصر المفيد ربنا ينجينا ونلتقي معاً على خير في مقالات قادمة.