كتبت – أماني موسى
قال الكاتب والمفكر ثروت الخرباوي، إن فكرة اختراق الإخوان للأحزاب السياسية هي فكرة قديمة، نفذها الإخوان بحرفية عالية عبر تاريخهم، وعلى سبيل المثال كان هناك واحد من إخوان المنوفية في الأربعينيات، أصبح قياديًا كبيرًا فيما بعد، هو الحاج فرج النجار، فرج النجار هذا دخل إلى الحزب الشيوعي في المنوفية حتى أصبح نائب مسئول الحزب.
وكان هناك شاب من الإخوان اسمه أسعد سيد أحمد يعرفه اللواء فؤاد علام معرفة شخصية، هذا الشاب أصبح مسئول جهاز المخابرات الإخواني، وفي فترة الأربعينيات أصبح أسعد أحد القيادات الشابة في حزب مصر الفتاة، وكان يتجسس على الحزب لصالح الإخوان، وعندما كانت الظروف تضطره الذهاب لمقابلة حسن البنا أراد أن يغطي نفسه، فكان أن استطاع إقناع أحمد حسين رئيس الحزب بأنه يجب أن ينخرط في الإخوان ليتجسس له عليهم، وانطلت الحيلة على احمد حسين.
أضاف الخرباوي في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، دعك الآن من اختراق الإخوان للتيار الصوفي وقد كتبت عن هذا في كتابي سر المعبد، ومحاولات اختراق الجيش في عهد مبارك، وكتبت عن هذا أيضًا وبالأسماء والوقائع، واختراقهم لوزارة الداخلية في عهد مبارك أيضًا، بل ان ابنة حبيب العادلي تزوجت من طبيب إخواني فلسطيني وهو في ذات ابن أحد قادة حماس، والمنسق العام بين التنظيم الدولي وحركة حماس، ودعك من اختراق الإخوان للأندية الرياضية، دعك من هذا كله، ولكن لتعلم أن الإخوان اخترقوا لجنة السياسات بالحزب الوطني، وليس الحزب الوطني فحسب، فقد كان في لجنة السياسات على سبيل المثال الدكتور عمرو عزت سلامة وزير التعليم العالي في زمن مبارك، وهو شريك في المكتب الهندسي للدكتور شريف أبو المجد أحد قيادات الإخوان بالجيزة.
وكان في لجنة السياسات أيضًا الدكتور عصام شرف الذي أعطاه الإخوان منصبه كرئيس للوزراء من ميدان التحرير، ورجل الصناعة صاحب توكيلات السيارات الشهيرة الراحل عبد المنعم سعودي الذي نعاه القرضاوي عند وفاته عام 2012 ونعاه الإخوان باعتباره أحد رجالهم، وهو عم القيادي الإخواني عبد الرحمن سعودي.، وأيضًا صفوان ثابت الإخواني المستتر وابن اخت مأمون الهضيبي. وغيرهم .
وأردف، الأمر الآخر هو أن الشخصيات الإخوانية التي اخترقت الحزب الوطني، أو أصبحت شخصيات عامة مؤثرة كان يجب أن يتم إخفاء هويتها الإخوانية، لذلك تم إنشاء قسم في الإخوان اسمه قسم الصفوة، وهو يضم تلك الشخصيات، وعندما كانت تحوم الشبهات حول شخص منهم، أو كان الإخوان يرغبون في تصعيد واحد منهم ليتولى موقعًا قياديًا لذلك كان يحدث أمر أطلق عليه الإخوان "التوثيق الوهمي" وهو عبارة عن أن يقوم الإخوان بافتعال معارك وهمية مع هذا الشخص، حتى يظن النظام والأجهزة أن الإخوان يكرهونه، فيكون ذلك بمثابة كارت أخضر يفتح أمامه طريق الترقي وشغل مناصب قيادية.
وأختتم الخرباوي قائلاً، هذا سرد مختصر حتى يفهم الناس، ورغم أنني كتبته كثيرًا ومنذ أزمنة وفي عهد مبارك إلا أن الناس تنسى لذلك ليس امامي إلا أن أعيد التذكير، وليفهم من يريد أن يفهم، وليغلق عقله من يريد.